المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم: اتفاق الدوحة إنجاز مهم والمعارضة ستناقش الأمور بإيجابية ونتمنى أن تكون الصورة نفسها عند الموالاة

23/05/2008
أكّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أننا عندما نطالب باستمرارية المقاومة لا نريد استمرارها من أجل حصص في تركيبة الوزارة أو الحكومة أو المجلس النيابي، وقلنا هذا الأمر علناً، حتى عندما طالبنا بالمشاركة والثلث الضامن لم نكن ننظر إلى عدد الوزراء والصلاحيات التي يمتلكونها بخصوص وزاراتهم، وإنما كنا ننظر إلى القرار السياسي الذي يحمي البلد والذي يحتاج إلى قرار للثلثين، أي أن المطلوب هو أن تكون كل الأطراف الفاعلة في البلد مشاركة في أي قرار له علاقة بتغيير وجهة النظر في كيفية التعاطي مع المشروع الإسرائيلي أو مع المشاريع التي تُخطط للبنان، فالمقاومة بالنسبة إلينا هي مشروع دفاعي عن سيادة لبنان، مشدداً على أنّ هذه المقاومة فتحت أفقاً كبيراً أمام وضع سدٍ كبير في مواجهة المشروع الإسرائيلي، وشكلت إعاقة له. إضافة لاستنهاضها للوضع الفلسطيني مجدداً، حيث انطلقت الانتفاضة الفلسطينية المسلحة بعد عدة أشهر من التحرير في أيار سنة 2000م.

وفي حديث لإذاعة النور رأى الشيخ قاسم أنه لا يمكن فصل التحرير الذي حصل عام 2000 عن الانتصار الذي حصل في تموز عام 2006، فالتحرير عام 2000 هو محطة تأسيسية ليس فقط لانتصار تموز وإنما أيضاً لانتفاضة فلسطين المسلحة، وأيضاً بداية لانهيار المشروع الإسرائيلي في المنطقة، وأبرز هذا التحرير عدم قدرة إسرائيل على الاحتفاظ بأرضٍ محتلة عندما تكون فيها مقاومة فاعلة، إضافة إلى ذلك هذه المقاومة الإسلامية الفاعلة استمرت في الاستعداد والتجهيز من أجل أن تنتقل من حالة التحرير إلى حالة الدفاع، أي أن التحرير أنجز إخراج الإسرائيلي والدفاع ينجز منع الإسرائيلي من العودة أو تحقيق أهداف جديدة توسعية بالنسبة إليه، وهنا الإسرائيلي وقع في المشكلة، وهو إنما خرج تحت ضربات المقاومة ليستعد مجدداً من أجل إبطال مفعول هذه المقاومة، حتى إذا أراد في يوم من الأيام أن يعود لاستخدام الساحة اللبنانية كساحة سياسية أو ميدانية، سواء لأغراضه السياسية أو لتوطين الفلسطينيين يكون عندها قادراً على فرض شروطه مع عدم وجود المقاومة، وهو ظن أنه بانسحابه وهروبه أمام المقاومين سيُبطل الذرائع عن المقاومة عندها تتلاشى هذه المقاومة فتُمارس عليها ضغوط لإنهائها فيكون قد ارتاح بطريقة الانسحاب، لكن الذي حصل ان انسحابه لم يتلازم مع إيقاف المقاومة، إنما استمرت هذه المقاومة بالإعداد والاستعداد تحت عنوان تعزيز القدرة الدفاعية ،

وقال : بعد مرور ست سنوات وجد الإسرائيلي أنه أمام قوة متنامية على حدوده المحتلة، فقرر أن يواجه هذه القوة المتنامية لأنه إذا صبر أكثر سيكون نموها أكبر ، وعندها لن يكون قادراً على إسقاطها ، فَفَكَرت إسرائيل أن هذه اللحظة التاريخية وهذه الذريعة التي اسمها "أسر الجنديين" قد تكون مساعدة على تعديل موازين القوى وجاءت في لحظة تاريخية منسجمة مع مطلب أمريكي للعبور من بوابة لبنان إلى الشرق الأوسط الجديد ، فكان أن تلاقت المصلحة الإسرائيلية مع المصلحة الأمريكية في ضرب المقاومة وإنهاء وجودها فكان عدوان تموز ، هنا عدوان تموز هو من نتائج التحرير وليس معزولاً عنه، لأن التحرير أنجز تقوية للمقاومة وإضعافاً لإسرائيل.

وحذّر قاسم من أننا أمام مشروع إسرائيلي خطر وأمام مشروع توسعي، وعليه لا يجوز أن نتعامل مع هذا المشروع أنه انتهى، نعم سُددت له ضربات وضربات قاسية، ولكن علينا أن نواصل العمل والجهاد لأن المطلوب كثير والمؤامرة كبيرة جداً، وبالتالي نحن نراها ونسمع عنها كل يوم ، ويأتي بوش لينذر باتجاه إسرائيل كل يوم، ونسمع الحشد الدولي الذي يؤيد حق إسرائيل في أن تكون معتدية غصباً عن العرب وموجودة في قلبها من دون أن يرف لهم أي جفن للأطفال والنساء والشيوخ والآلام والمجازر، إذاً نحن أمام تحدٍ كبير جداً إذا لم نكن مؤهلين لنخوض مشروع المقاومة بكل أبعاده فهذا يعني أننا سنسقط لكن إذا استطعنا أن نتابع هذا المشروع فهذا يعني أن النجاح الذي تحقق في أيار سنة 2000 وفي تموز 2006 يملك القابلية ليتحقق في أشهر أخرى وفي سنوات أخرى، معتبرا أننا إذا صدَّينا المشروع الإسرائيلي ومنعناه من التحقق استطعنا أن نحصل على استقلالنا وسيادتنا في لبنان وأن نبني بلدنا كما نريد مع من يتواجد في بلدنا من القوى المختلفة، لكن إذا سيطروا علينا من خلال المشروع الأمريكي ، أو بالواسطة من خلال المشروع الإسرائيلي فهذا يعني أنه لن يكون لنا قرار في لبنان وسنخسر بلدنا.

وعن الأحداث الأخيرة قال الشيخ قاسم : صحيح أن البعض حاول أن يعطيها أبعاداً مذهبية وهذا جزء من التحريض وإعطاء الصورة غير الواقعية، مؤكدا أنّ ليس هناك خلاف بين السنة والشيعة فيما حصل، ولم نواجه من موقعنا الشيعي ولم يكن الذي نواجهه من موقعه السني، فكنا في المواجهة مقاومة فيها كل الأطياف، وفي المقابل كان هناك تيار سياسي ومعه جهات سياسية أخرى تواليه في الاتجاه، ولم يكن للعنوان المذهبي أي محل لا في خطابنا ، ولا في النتائج،
ووصف الشيخ قاسم اتفاق الدوحة بالإنجاز المهم للبنانيين جميعاً، وهو محطة أساسية طوت هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التي استمرت أكثر من سنة ونصف، وبالتالي اتفاق الدوحة هو اتفاق بين أطراف لم تكن تجد قواسم مشتركة كافية فوجدت أنه خلال أيام استطاعت أن تحقق هذه القواسم المشتركة التي كنا نتمنى أن نحققها قبل سنة لأن الأمور لم تتغير، والقواسم المشتركة فيما يتعلق بالاتفاق على قانون الانتخابات، وفيما يتعلق بالعمل لحكومة وحدة وطنية، وكذلك بانتخاب رئيس جمهورية توافقي هذه هي القواسم المشتركة.


وعن التدخل الأمريكي قال: أمريكا في وضع ضعيف وتحاول أن تتجاوز مشاكلها في المنطقة بأقل قدر من الخسائر وبنوع من التجميد، وفي لبنان بذلوا كل ما يستطيعون من مجلس الأمن من الحرب الإسرائيلية على لبنان، إلى الضغط على فريق السلطة، إلى التحريض ، إلى التدخل في التفاصيل اليومية لحياتنا السياسية وفشلوا، وعندما وصلنا إلى هذه المرحلة في اتفاق الدوحة كان الأمريكي أمام طريق مسدود ولم يكن بإمكانه أن يشترط ولم يكن بإمكانه أن يضع حدوداً، موضحا أنّ الأمريكي أعلن مراراً وتكراراً بأنه لا يقبل الثلث الضامن للمعارضة وحصلت المعارضة الآن عليه وبموافقة الموالاة بصرف النظر عن التبرير الذي ستعطيه الموالاة، هذا يعني أن هناك تطورات جعلت الفريقين يتفقان على هذا الحل.

وعن تركيبة الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية قال الشيخ قاسم: نحن أمام مجموعة من الخطوات الإيجابية التي يفترض أن تفتح الآفاق لمعالجة أي ثغرة يمكن أن تواجهنا، الخطوة الإيجابية الأولى كانت اتفاق الدوحة، والخطوة الإيجابية الثانية رفع الاعتصام، والخطوة الإيجابية الثالثة والمرحب بها هي خطوة انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي الذي سيساعد في أن يجعل عجلة التركيبة الدستورية وإدارة الوضع في البلد يسير باتجاه سد الفراغات التي حصلت، ووضع الأسس للمرحلة الجديدة، بعدها سيكون تشكيل الحكومة، أضاف : بالتأكيد في تشكيل الحكومة هناك نقاش له علاقة بتوزيع الحقائب ونقاش آخر له علاقة بالبيان الوزاري، أتوقع أن تجد هذه التفاصيل حلولاً لها، حتى ولو حصل بعض الخلاف أو بعض التجاذب بين بعض وجهات النظر، إذا تعاملت المعارضة والموالاة بطريقة إيجابية مع هذه النتائج الإيجابية التي بدأت باتفاق الدوحة باستطاعتنا أن نتجاوز هذه المرحلة وأن نجد حلولاً، مؤكدا أنّ لا مشكلة في تشكيلة الوزارة إلاَّ ولها حل. وحتى على رئاسة الحكومة سيكون لها حل، ففي النهاية هناك خيارات لها وضع قانوني يجب أن نحترمه جميعاً حتى لو كان البعض تعجبه أو لا تعجبه بعض التفاصيل، وكذلك هناك توزيع لا بدَّ أن نراعي فيه توزيع الحقائب السيادية ومطالب الأطراف المختلفة بطريقة يأخذ هذا الفريق شيء والفريق الآخر يأخذ شيئا آخرا، أتصور أننا كمعارضة سنناقش الأمور بروحية إيجابية للمعالجة، متمنيا أن تكون هذه الصورة نفسها عند الموالاة.

23-أيار-2008

تعليقات الزوار

استبيان