وطنية - 22/5/2008
رحب رئيس "الحركة الشعبية اللبنانية" النائب مصطفى علي حسين بالاتفاق الذي جرى في الدوحة بين الأفرقاء اللبنانيين، وقال: "لقد تلقينا بفرح كبير مع كل اللبنانيين أنباء الاتفاق الذي أعلن في الدوحة بين أفرقاء الصراع في لبنان، وإننا نرى في هذا الاتفاق أملا في وضع حد للأزمة السياسية التي عصفت بلبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسيذكر اللبنانيون دوما تاريخ 21/5/2008 كمحطة لإعادة انطلاق دورة الحياة السياسية في هذا البلد المعذب. انه إنجاز تاريخي يأمل الشعب اللبناني ان يعيد اللحمة الى نسيجهم الاجتماعي بعد ان كاد يتمزق بوصول تطورات الأوضاع الى درجة الانفجار في الاسبوعين المنصرمين من هذا الشهر".
أضاف: "لقد تحققت المعجزة اخيرا وأعيدت طاولة الحوار التي لم يكن مناص من وجودها لأنه وحده بالحوار نستطيع ان نجترح الحلول. ان الرعاية العربية لهذا الحوار كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا الإنجاز، كما ان لدولة قطر الشقيقة التي وضعت بثقلها لتحقيق هذا الإنجاز اميرا وحكومة وشعبا أبعد الأثر، لإخراجه اتفاقا شاملا كل نقاط الخلاف، بين القوى السياسية اللبنانية. لقد اصبحت الدوحة عاصمة العرب قاطبة وليس عاصمة قطر فحسب، لها ولأميرها ولحكومتها كل الحب والوفاء من الشعب اللبناني".
وتابع: "انها لحظة تاريخية عظيمة، لحظة إعلان هذا الاتفاق اعادت الطمأنينة الى اللبنانيين ودفعتهم ليعيدوا تجديد ثقتهم بوطنهم وبأمتهم التي برهنت انها لن تتركهم وحدهم في مواجهة الأزمات التي تعصف بهم. انها لحظة العودة الى الصواب بعد هذا الإنفلات البشع للغرائز الطائفية البغيضة التي جربها اللبنانيون سابقا ولم يحصدوا منها الا الخيبة والخسران. لنوجه طاقاتنا جميعا في اتجاه هدف مواجهة عدو شرس يتربص بأمتنا وبوطننا شرا، ولتكن كل الجهود منصبة من الآن وصاعدا على اعادة بناء وطننا وتحصين الساحة الداخلية بالمزيد من الوحدة والتضامن".
وأردف: "انها لحظة نتذكر فيها الشهداء الذين سقطوا من كل الأفرقاء في الزمان والمكان الخطأ، ونترحم عليهم ونرجو الشفاء العاجل للجرحى، ونطالب الدولة بالتعويض على المتضررين في أملاكهم وأرزاقهم حتى تهدأ النفوس وتطمئن. ان اللبنانيين تعودوا العض على جراحهم وكظم غيظهم، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على تمسكهم الدائم بإرادة العيش المشترك ورغبتهم في المحافظة على سلمهم الأهلي وعدم الإنجرار الى الفتنة البغيضة التي لن تكون نتائجها الا كارثية على حاضرهم ومستقبلهم".
وأمل "ان يكون هذا الاتفاق فاتحة لسلسلة من الإجراءات التي تتيح لكل شرائح الوطن المشاركة في القرار السياسي وتمنع التفرد والاستئثار بالسلطة بما يؤمن بناء دولة على قياس اللبنانيين جميعا وليس على قياسات بعض الزعماء والرموز السياسية المتسلطة، حتى لا تعود الأزمات مجددا ويبقى لبنان بأبنائه جميعا عزيزا حرا".
وختم قائلا: "كلمة أخيرة نوجهها الى الجيش اللبناني، وقائده العماد ميشال سليمان الذي أظهر اداء مميزا حفظ وحدة الجيش وأدار الأزمة الأخيرة بمنتهى الثقة والتصرف الحسن، وأبقى الجيش في نظر جميع اللبنانيين خشبة الخلاص وجامع لكل أبنائه ومكوناته، فلهم منا جميعا قادة وضباطا وأفرادا التقدير، لأنهم استطاعوا لجم الفتنة وعدم السماح لها بالتمدد ونبارك لهم هذا الاتفاق".