اثر الاجتماع، قال الرئيس كرامي للاعلاميين: استقبلنا السفيرة ومعها طاقم من أركان السفارة، وطرحت عددا من الاسئلة خصوصا في ما يتعلق بالتطورات التي حصلت أخيرة على الساحة اللبنانية، وقد شرحنا لها كل الأمور بكل صراحة ووضوح، وقلنا ان ما حدث كان متوقعا لأن الأزمة اللبنانية في أساسها تتعلق بالقرار 1559 وبالانقسام الذي حصل داخل الشعب اللبناني، وطبعا ما تبع ذلك من أزمة في الحكومة وشلل في هذه الحكومة وفي كل أعمال الدولة.
وطبعا المقاومة جزء أساسي من الشعب اللبناني وهي أثبتت جدواها وفاعليتها في تحرير قسم كبير من أراضي لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وأي مساس بهذه المقاومة قبل أن تتم مهمتها لا يمكن أن يمر على خير وسلامة، وهذا ما حصل. وقلنا اننا نأمل خيرا من اجتماع الدوحة، كما نأمل أن تتألف حكومة حيادية تقوم بوضع قانون انتخاب عادل في أسرع ما يمكن، لأن هذه الأزمة لا يمكن معالجتها بشكل صحيح ونهائي الا من خلال إجراء انتخابات نيابية التي هي نوع من الاستفتاء حول كل القضايا الخلافية، وهذا ما سيؤدي الى استقرار الوضع السياسي وانصراف كل السياسيين، حكومة ومجلسا ورئيسا، الى اعادة بناء هذه الدولة ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
وردا على سؤال عما اذا كان متفائلا حيال ما يجري من حوار بين اللبنانيين في الدوحة، قال: أنا أقول تفاءلوا بالخير تجدوه، وطبعا نرى المؤشرات التي شاهدناها في عمل اللجنة العربية والنتائج التي حصلت عليها بسرعة قياسية تدل على ان الدول التي كانت تتدخل في الأزمة اللبنانية اعطت الضوء الأخضر ونرجو أن يستمر هذا الضوء الأخضر في أعمال المؤتمر الذي يعقد في الدوحة.
وردا على سؤال عما جرى في بيروت واستخدام سلاح المقاومة في الداخل، أجاب: هذا الأمر أصبح وراءنا. وطبعا قلنا إن ذلك ترك جرحا كبيرا، ولكن إن بقينا نندب ونثير الغرائز ونعبىء الشارع فهذا لن يؤدي إلا الى الصدام والخراب، لذلك نرجو من الجميع أن نجعل هذا وراءنا ونتطلع الى الامام ونحن شعب واحد ومشكلتنا واحدة وآلمنا واحد ومستقبلنا واحد. ونأمل وقف هذه الحملات التلفزيونية لتصفية الأجواء واعادة بناء الثقة بين الجميع واعادة بناء هذا الوطن.
وردا على سؤال عن عودة الثقة أو وجود ضمانات بعدم استخدام السلاح في الداخل، قال: هذا أمر حساس، فوجود المقاومة وسلامتها أمران أساسيان عند جزء كبير من الشعب اللبناني، وقلنا هناك انقسام في الرأي العام والشعب اللبناني، لذلك يجب أن نراعي كل هذه الأمور الحساسة من اجل اعادة بناء الوطن.
وعما يتردد من كلام وتصريحات عن امكان تعديل اتفاق الطائف، قال: الطائف ليس قرآنا ولا انجيلا، قلناها مرارا وتكرارا، لكن فتح هذه المواضيع الآن غير مناسب، ويكفينا ما فينا، لأنها ستثير حساسيات كبيرة جدا وسندخل في جدل ونقاش ويمكن أن يؤدي هذا الى تقويض كل الجهود التي تبذل من أجل انهاء هذه الأزمة، وفتح هذا الأمر خطير جدا، وهو يحتاج الى مرحلة يكون فيها استقرار وبيئة مهيأة للتفاهم.