وشكر اولا اللجنة الوزارية العربية لمجيئها الى لبنان والتواصل مع السياسيين للوقوف على وجهات نظرهم، فكانت اللقاءات جيدة، اذ استمع اللبنانيون الى النصيحة المقدمة من اللجنة الوزارية، فكانت هذه النصيحة من القلب الى القلب، متمنيا ان يعود لبنان وطنا مطمئنا وسليما وهادئا بعد هذه الهزات، فيدعو اللبنانيون الى التآلف ويستمعوا الى ضميرهم وعقلهم.
وقال الشيخ قبلان: بعد ان وقعنا في أزمة الحيص والبيص فان علينا ان نقلع عن مشاريع الجزر الأمنية ونبتعد عن كل ما يثير الفتنة ويزعج اللبنانيين، فاللبناني الصبور استطاع ان يتجاوز ألازمة بصدر رحب ونفس طويل كاظما للغيظ حامدا لله تعالى.
واضاف: نحن كمواطنين نشعر اليوم، بان لبنان سيعود الى طبيعته، حاملا لواء الحق والخير بعيدا عن التشنجات والبلاء بعد ان مر لبنان بعواصف عاتية ولكن اللبناني استطاع تجاوزها للوصول الى شاطىء السلامة، فلا يوجد في ما جرى رابح ولا خاسر، حتى ان الرابح فهو خاسر لان اللبناني فقد الثقة مع أخيه وثقة العالم فيه جراء ما جرى، فكان الاحرى بنا كلبنانيين ان نسارع الى لقاء بعضنا البعض، فلا يمكن ان نعيش في جزيرة وسط وحواجز رملية، فهذا ليس برقي وحضارة انما هو تخلف وبعد عن التصرف العقلاني، لذلك علينا ان نفتح الأبواب والقلوب لبعضنا ونستمع لأصوات العقل والحكمة بهدوء، فالرصاص لا ينفع والخطاب المتشنج يضر ويبعد الناس عن بعضهم البعض، نحن نريد دولة الشراكة والتوافق ولا نفكر بإلغاء الآخرين او تهميشهم ولا بعزلهم، بل نطالب الجميع ان يستمعوا لبعضهم دون تشويش ومراوغة لنكون في حالة وعي دائم وصدق ونتعاطى بموضوعية وجدية في ما بيننا.
وتساءل الشيخ قبلان: لماذا المعارك ما دمنا لا نفكر بإلغائنا لبعضنا البعض؟، فعلينا ان نصلح ونوجه بالتي هي أحسن، فالصوت المرتفع المثير للغرائز غير مقبول وقد عبر عنه القرآن بالقول ان اكره الاصوات لصوت الحمير، فهذا الإنكار والتحدي ليس من شيمنا وأخلاقنا لان من أخلاقنا خفض الجناح ولين الكلام والتواصل بمحبة وصدق مع الآخرين، فلماذا الازعاج والتشويش ما دام لا يوجد طرف يفكر بالانقلاب العسكري والسياسي؟، فلو كنا نستمع لبعضنا البعض، ولا نستعجل بأخذ القرارات لكنا وفرنا على أنفسنا الكراهية والبغضاء، لكن الشيطان تدخل في ما بيننا حتى تحكم بنا النفوس الأمارة بالسوء.
ووجه الشيخ قبلان خطابه الى اللبنانيين فقال: ايها اللبنانيون استمعوا لصوت العقل وابتعدوا عن الكراهية، فيجب ان يكون اللبنانيون جسما واحدا وإخوة، وعلينا ان نتعظ مما جرى في فلسطين حين يجتمع الرئيس الاميركي مع الزعماء الآخرين لذبح الشعب الفلسطيني وإبقائه في الغربة يعاني في الشتات، فأين العدالة والديموقراطية في التعاطي مع شعب يتمزق وتؤخذ ارضه فيما تسارع الدول لاحياء ذكرى الدولة العبرية، فيما المطلوب ان تفكر هذه الدول بمعاناة الشعب الفلسطيني في الشتات والذل الذي يعانيه هذا الشعب، ايها اللبنانيون متى تستفيقون وتدخلوا الصحوة الى قلوبكم وتنفضوا الغبار عن وجوهكم اتقوا الله واحذروا بطشه وإياكم التطفل على خلق الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا زعامة، فلقد هلك طلاب الرياسة، كما قال الإمام الصادق الذي كان صاحب جامعة للعلم والحكمة والعلم والمعرفة فهو لم يكن متعصبا كما كل الائمة الاطهار الذين هم ثروة للامة يجب ان نستفيد منها لنتعلم الحق ونسير على نهجهم لنكون في خط الاستقامة ونظل منتسبين الى مدرستنا الإيمانية التي تعلمنا حب الوطن والتزام العمل الصالح والانتماء الى شجرة النبوة، فنأخذ منهم الخير ونسير على نهجهم ونحافظ على تراثنا وقيمنا فنسير في نهج وتعاليم اهل البيت التي تهدي الى الحق وتعلم الناس القيم الأخلاقية والدينية وتعيد الناس الى اصالتها التي تربينا وتصلح امورنا، فالله سبحانه وتعالى يأمرنا ان نتحلى بمكارم الأخلاق لننشرها بين الناس. واستنكر من هنا لا يجوز ان تحكم الدول الكبرى بالظلم والباطل فتتعاطى معنا من دون اخلاق فنسعى الى استغلالنا واستثمار خيرات بلادنا. لذلك انصح المسلمين بالعودة الى الدين والسنة النبوية الشريفة حتى نتخلص من العداوات في ما بيننا ، فنكون اللبنانيون اخوة متحابين منصفين اذ لا يجوز ان يظلم احدهم الاخر.
وتساءل عن جدوى التسلح في بعض المناطق اللبنانية؟، فالمقاومة لها ما يبرر تسلحها لان العدو ما زال محتلا لأرضنا ومتربصا على حدودنا فعلى الدولة اللبنانية والحكومة الجديدة ان تسحب السلاح العشائري والثأري الذي يدخل من يحمله النار، مطالبا الجميع بمساعدة الدولة والجيش ودعمه وقيادته الحكيمة، وعلى اللبنانيين ان يقلعوا عن غيهم ويفتحوا جسورا للتفاهم فيبتعدوا عن كل ضرر بالناس فلا يجوز ان يتحكم المجرم بالناس، فبلادنا تحتاج الى رجال عقلاء ومواطنين منصفين لا يتصرفون الا بما يخدم المصلحة العامة.
وخلص الى القول: ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع، فقيام الباطل ساعة وقيام الحق الى يوم الساعة، فاذا لم يكن النصر في زماننا وعلى ايدي شبابنا فان هذا النصر سيأتي على يد امتنا الذين امنوا برسوله والحق. لذلك نقول للجميع توجهوا الى فلسطين واطالب الشعب الفلسطيني بالتعاون فيما بينهم لان ما جرى بالأمس من سخرية القدر حيث توجه رؤساء العالم للاحتفال بذكرى الستين لقيام الكيان الصهيوني، لذلك أطالب دول العالم بإعطاء الفلسطينيين حقهم بالدولة المستقلة بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس.