المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: أخطر ما يصنع هو سوق أميركا للعرب للاعتراف بإسرائيل..لماذا لا يحتفل العرب والمسلمون بفلسطين عربية؟


14/5/2008
تساءل آية الله السيد محمد حسين فضل الله، في تصريح اليوم ، لمناسبة الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين "عن السبب الذي يدفع بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لعدم إثارتهما لذكرى النكبة، والدعوة إلى الاحتفال بفلسطين العربية الإسلامية في مواجهة الاحتفالات الإسرائيلية والغربية في الذكرى الستين لقيام كيان العدو".


وقال: "يحتفل الكيان الصهيوني في هذه الأيام بالذكرى الستين لقيامه على حساب شعب بكامله، وقد كان الفلسطينيون يشكلون الغالبية العظمى في فلسطين المحتلة في الأربعينات من القرن الفائت، بينما لم يكن عدد اليهود يتجاوز الواحد على ستة، ومع ذلك فإن الإرادة الدولية الغربية ألقت الفلسطينيين في الخارج، وجاءت بنحو نصف يهود العالم إلى فلسطين، وبدأت تتحدث صراحة عن العمل لتوطين زهاء خمسة ملايين فلسطيني في الشتات، متناسية القرار 194 الذي ضمن حق العودة لهم".


اضاف:" إن إسرائيل هذه التي يتداعى زعماء العالم في هذه الأيام للاحتفال بالذكرى الـ60 لقيامها تحت عنوان أنها "معجزة القرن العشرين"، تمثل الخطيئة الغربية الأكثر وضوحا ووحشية في التاريخ الحديث، ووصمة العار الكبرى على جبين كل الدول الغربية التي رفعت شعارات حقوق الإنسان وعملت بتواطؤ غير مسبوق على تشريد شعب كامل من أرضه، ولا تزال تواصل جريمتها على حساب ما تسميه قانونا دوليا. وليس أدل على ذلك من احتفالها بهذا الكيان القائم على الظلم والوحشية، بعد دعمها المستمر له وتبريرها لكل جرائمه ومجازره التي ارتكبها، من دير ياسين وكفر قاسم إلى مجزرة حولا ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا، وإلى طمره لمئات من الجنود المصريين الأحياء في حرب العام 1973، من دون أن يقف زعيم غربي واحد ويتجرأ في الحديث عن جرائم الحرب الإسرائيلية هذه وعن مثيلاتها في الحرب على لبنان، وفي المجزرة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".


وتابع:" إننا نلاحظ من خلال التحضيرات الإسرائيلية والأميركية والغربية للاحتفال بالذكرى الستين لقيام هذا الكيان الغاصب، أن ثمة رسائل وأهداف أريد لها أن تطفو على سطح هذا الاحتفال، والتي يأتي على رأسها إعادة الثقة إلى اليهود المحتلين في داخل فلسطين بأن هناك مجتمعا دوليا كاملا يرعاهم ويهتم بهم ويضمن استمرارية كيانهم، وحتى تفوقهم العسكري، في أعقاب النكسة التي أصابتهم بعد فشل حربهم على لبنان. كما يراد لإسرائيل أن تحظى بأوسع تغطية من الرعاية الدولية التي تضمن لها حرية الحركة والعدوان في محيطها العربي والإسلامي. ومن هنا نفهم السعي الأميركي والغربي المستمر لمحاصرة قوى الممانعة وحركات المقاومة وجعلها في موقع الاتهام مسبقا، ومنعها من بناء منظومة اقتصادية وتكنولوجية وعلمية تتيح لها الحصول على عناصر القوة الكافية للدفاع عن نفسها وكف يد العدوان الإسرائيلي".


ورأى "إن من أخطر الأمور التي تعمل لها الإدارة الأميركية حاليا هي سوق العرب إلى الاعتراف العملي والعلني بإسرائيل، لترجمة ذلك في سياق ضغط عربي جديد على الفلسطينيين للقبول بما يعرض عليهم للتسوية وإن جرى تجاوز مسألة القدس واللاجئين والمستوطنات، لأنه يراد للعرب أن يحتفلوا بستينية الكيان الصهيوني من خلال إسقاط مقولة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنهاء أية إمكانية لكيان فلسطيني يحتضن الدولة القابلة للحياة".


اضاف: "إن هناك شيئا لافتا يبرز في الحركة العربية الرسمية منذ العام 2006، ومنذ هزيمة إسرائيل في لبنان، يتمثل في هذا التودد العربي تجاه إسرائيل والذي تمظهر في اجتماعات أمنية أو في لقاءات علنية، أو في تنسيق يستهدف قوى الممانعة والمقاومة، بحيث تبتعد الأنظمة عن شعوبها أكثر، وتقترب من إسرائيل أكثر كلما سجل الخط التصاعدي للمقاومة انتصارا جديدا في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها من المواقع، وهو الأمر الذي يستدعي تنسيقا أكبر بين قوى الممانعة والمقاومة بعيدا عن كل الأطر المذهبية والحزبية التي يحاول فريق أميركا من العرب أن يلعب عليها".


وتساءل:" لماذا تكف الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عن القيام بواجبهما في إثارة ذكرى النكبة والاحتفال بفلسطين العربية والإسلامية، في ظل هذا المهرجان الدولي الذي يريد تكريس إسرائيل كحقيقة ثابتة في قلب الكيان الإسلامي على حساب كل كياناتها التي كادت تصبح موهومة وضائعة وغائمة في لعبة الأمم، وإلى المستوى الذي يبرز فيه صوت هنا وهناك ليسأل عن حدود أمن المقاومة ولا يسأل عن حدود الأمن الإسرائيلي الذي يضرب مفاعلا في العراق، ويغتال قياديين مقاومين في تونس ودمشق، ويقصف مناطق بعيدة في سوريا، ويخترق الأمن العربي كله، ولا يسأل أحد عن مداه الحيوي الذي كاد يقطع كل أوصالنا الحيوية لولا المقاومة الشريفة التي تقف له وللاحتلال الأميركي بالمرصاد في مواقع متعددة من العالم العربي والإسلامي".


ودعا "إلى إعادة صوغ الواقع العربي الشعبي على الأسس التي رسمتها حركة المقاومة والممانعة، بدءا من لبنان وفلسطين والعراق، وإذا كانت الأنظمة لا تملك أن تفعل في هذا الجانب، فعلى الأقل أن تعمل لاستثمار حركة المقاومة في مواجهة ما تتحدث عنه من ضغوط. كما ندعو إلى حركة عربية وإسلامية شاملة للاحتفال بفلسطين، والعمل على عودتها إلى الحاضرة العربية والإسلامية في مواجهة كل المحاولات الأميركية والغربية والإسرائيلية، وحتى بعض المحاولات العربية، الرامية لإنهاء قضيتها وإسقاط عنوانها من الوجود".

14-أيار-2008

تعليقات الزوار

استبيان