ودعا الى "اعادة الثقة في ما بيننا فنعترف ببعضنا ولا نفكر بالالغاء او التهميش لبعضنا، لأن الجميع شركاء في حياتهم وعملهم، ونحن لم نقصد ظلم احد في يوم من الأيام، انما كان تفكيرنا إبعاد الظلم والتهميش عنا لأن المراد كان إبعادنا عن المشاركة والمواطنية الصحيحة، فالوضع الموجود حاليا في حاجة الى اعادة نظر ومراجعة حسابات. نحن نتعامل مع الجميع بمصداقية وشفافية واخلاقية، فلبنان مبني على الشراكة والتوافق وليس على صيغة الاكثرية والاقلية ولا على صيغة الغالب والمغلوب، لذلك نطالب اللبنانيين اولا بنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة للتعامل في ما بيننا، فما جرى من احداث لا يقبلها عقل ولا دين، ولكن وقعت الواقعة وعلينا ان نتجاوزها ونضع حدا نهائيا وحاسما لما جرى، فنتفاهم ونتعاون ونتواصل، فلا يجوز ابدا ان تبقى الحال تراوح مكانها بل علينا ان ننتقل من حقل المراوحة الى حقل المسابقة لحل المشاكل والتعاون، فالمصافحة والمسامحة مطلوبة بشدة، وعلينا ان نجعل الماضي وراءنا ونفتح صفحة جديدة، ونحن لا نقبل بان يعيش اللبنانيون التحديات، ونطالب بالعقلانية والروية والحكمة. فالجميع قادر على اطلاق الخطابات والاتهامات، ولكن علينا ان نترك المحاسبة بعد ان ننتخب رئيس الجمهورية التوافقي ونشكل حكومة وحدة وطنية ونتفق على قانون انتخابي موحد".
ورأى ان "وضع لبنان يحتاج الى انقاذ وعملية فدائية بيضاء واول عمل نطالب به هو اقفال المكاتب المسلحة وسحب الأسلحة من العناصر المتواجدة في الشوارع وفي المقابل، فاننا نطالب الجيش بفتح دورة لاستيعاب كل العناصر المقاتلة لتكون في صفوف الجيش حتى يؤهل الجيش هذه العناصر ويهذبها وينظمها لتعيش في مدرسة الجيش الوطنية. فالجيش اظهر مصداقية كبيرة فلم يتحيز الى طرف وكان في حال انضباط تام وجهوز جيد بقيادته الحكيمة، لذلك اطالب المؤسسة العسكرية بفتح دورة لاستيعاب كل العناصر الموجودة في شوارع لبنان لاننا نريد ان نحمي شبابنا ونبعدهم عن شبح الحرب ليكونوا في المؤسسة العسكرية محفوظين، وبذللك نحفظ وطننا ونقوي الجيش ونحفظ الجميع، فهذا الحل مطلوب ولا بد من إجراءات صحيحة يتساوى فيها الجميع".
واضاف: "نرحب بالوفد الوزاري العربي في ربوع لبنان الذي نعتبره البلد الثاني لكل الدول العربية، ونطالبه بالبقاء في لبنان لحل المشكلة اللبنانية، وندعوه الى التواصل مع كل اللبنانيين والتعاون معهم ليكون الحل لمصلحة الوطن. لذلك ندعو إلى التعاطي العربي بشفافية لإنقاذه من الورطة إذا كانوا يحبونه، لاننا نريد ان يعود لبنان بلد الوحدة الوطنية والشراكة والتوافق".
وتابع: "نريد لبنان وطنا متعاونا فاذا خسرنا لبنان فاننا نخسر أنفسنا، واذا خسر العرب لبنان فإنهم خسروا القوة الصامدة والضاربة والمحافظة على الأمة العربية، اذ يجب ان يبقى لبنان هو الحاجز الأول للدفاع والردع ضد إسرائيل، فإذا سقط هذا الحاجز فإسرائيل ستدخل الى كل المنطقة العربية من دون قتال، فيتم الترحيب بها ولا سيما اننا نعيش في زمن النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني. نحن لا نعترف بقيام دولة إسرائيل لأنها غاصبة نشأت على ظلم الشعب الفلسطيني وهي ترتكب المجازر وتستمر في ظلمها بتواطؤ عربي ودعم اميركي لهذه الدولة، لذلك نطالب العرب بان يحفظوا لبنان، لانهم اذا حافظوا على لبنان فإنهم يحافظون على بلادهم، فلبنان اصبح حديديا لا تخترقه سهام الصهاينة وقذائفهم، وعلينا ان نحفظ المقاومة وندعمها فلا نقاتلها ولا نتهمها".
ورأى ان "السلاح الموجود في لبنان تحت أي عنوان يتم تذخيره أمر غير مقبول، لاننا نريد هذا السلاح لقتال إسرائيل فقط، ونرحب به ونتعاون مع حامليه اذا وجه ضد العدو الصهيوني، ولا يجوز اتهام المقاومة بشكل ارتجالي واعتباطي لأننا قتلنا مرارا وتكرارا وتشردنا من اكثر من مكان، ونحن لا نحتل بيروت ولا ننزح اليها لأننا سنقاتل اسرائيل في كل مكان وتحت كل سماء ولا نلتجئ لاحد ولا نطلب الرحمة من احد، لأن من يقدم الدماء ويموت وهو واقف لا يحتاج الى من يحميه، سنبقى في الجنوب والبقاع الغربي وسنسمع صوتنا للملأ لأننا سنقاتل عدونا في الميدان فداء عن العرب والمسلمين، وسنموت في المعركة شرفاء وأبرارا، لذلك نطالب الجميع بان يكون الجميع حكماء ويتقوا الله ويلتزموا تعاليم الرسول والأئمة الاطهار ولنكن، كما قال الامام الصادق: "كونوا زينا ولا تكونوا شينا" علينا، حتى يقولوا رحم الله جعفر بن محمد فلقد ادب شيعته فأحسن تأديبهم ".
وندد ب"الاعتداء على وسائل الإعلام"، مطالبا ب"الحفاظ على المنهجية الصحيحة والتوجه الى التصحيح والإصلاح وجمع الكلمة ورأب الصدع والتعاون الصحيح لأن لبنان على مفترق طرق خطر ولا نريد ان يصبح كالعراق وباكستان وافغانستان".