وقال: "ما يجري في طرابلس من اقتتال مرفوض من الجميع، وكنا خلال الايام الماضية اجرينا اتصالات مع كل الأفرقاء لتجنيب المدينة الفتنة والدمار. والحمد لله، استطعنا ان نتفق ونرفع الغطاء عن كل إشكال، وباتت هذه الاشكالات من دون جدوى، لأننا قلنا ان هذا الاقتتال ليس له أفق، وتدخلنا لإنهاء هذا الوضع الشاذ.
وطبعا، كان للجيش وقوى الامن دور فاعل ادى الى وقف هذا الإقتتال. واليوم المدينة تنعم بهدوء تام، ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد احتقان وتوتر عام، ونحن نخشى من عناصر غير منضبطة يمكن ان تفتعل مشكلة وتعود الاشتباكات. وطبعا، الكل متفهم سواء كان من باب التبانة او من بعل محسن او من القبة، ان هذه الامور ليس لها أفق وليس لها بعد من قوى سياسية معينة، لذلك نحن نأمل ان يستقر الوضع في طرابلس".
وردا على سؤال عن تجدد الاشتباكات ليلا بطرابلس بعد اتفاق فاعليات طرابلس السياسية والحزبية والدينية على وقف النار، قال: "قلنا ان المعركة هنا تأخذ حساسية ما، لكنها من دون أفق أو قرار سياسي، بل هناك عناصر غير منضبطة والكل يتدخل من اجل وقف أي تدهور".
وردا على سؤال عما يجري في لبنان حاليا، قال: "نحن حذرنا منذ زمن بعيد انه نتيجة عدم الثقة بين الموالاة والمعارضة، والكل يعرف الأسباب، ولبنان يقوم على توازنات واذا اهتزت هذه التوازنات تنعكس في الشارع في الشكل الذي شاهدناه. نحن دعونا منذ زمن كي تستجيب الموالاة لطلب المعارضة الذي هو مطلب حق وعدل ومنصوص عليه في الدستور. نحن نقول ان ديموقراطيتنا هي ديموقراطية توافقية. ولذلك، لا قيمة فعلية لأكثرية وأقلية، الا اذا كان هناك تفاهم بين الجميع، من هنا كان طرح المعارضة ولا يزال انه لا يمكن انهاء هذه الازمة الا بالمشاركة، والمشاركة تكون من طريق تأليف حكومة وحدة وطنية يكون فيها للمعارضة الثلث الضامن، والحل النهائي يجب ان يكون باعادة تشكيل السلطة، واعاة تشكيل السلطة لا يكون الا عن طريق الانتخابات ولا يمكن ان تعطي الانتخابات النتائج السليمة والصحيحة الا اذا كانت على اساس قانون انتخاب ثابت وعادل. نحن ننصح الموالاة ونقول ان الاستئثار بالحكم لا يجوز وأبعاد فريق مهم عن الحكم لن يؤدي الا الى ما وصلنا اليه. وأنا أشاهد حتى الآن، ان فريق الموالاة لا يزال على مكابرته ولا يزال على هيمنته وهذا سيزيد التدهور والمآسي والاضرار على لبنان وخصوصا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي".
وردا على سؤال عن طلب المعارضة بالعصيان المدني وتململ الناس من قطع الطرقات والى متى سيستمر هذا القطع، قال: "الى ان تنتهي الأزمة السياسية، ونحن نأمل خيرا من مجيء وفد الجامعة العربية. ونحن قلنا ان المعارضة مع المبادرة العربية التي تقوم على ثلاثة بنود ولكن الرهان على الآتي: نحن عندما ترفض الموالاة البحث في موضوع حكومة الوحدة الوطنية، وموضوع قانون الانتخاب قبل انتخاب الرئيس، فهذا يزيدنا شكوكا انه متى تم انتخاب الرئيس فلن يعطوا المشاركة. وهذا سيؤدي الى اعادة الوضع على ما هو عليه الآن. وهذا سيحدث في العهد الجديد مشكلة كبيرة تشل قدراته عن العمل، فالمعاندة والمكابرة والاستئثار لن تؤدي الا الى خراب البلد".
وردا على سؤال عما اذا ما كان العصيان المدني نتيجة للوضع الاقتصادي او من اجل قرارات الحكومة اخيرا، قال: "قرارات الحكومة الخاطئة حول شبكة اتصالات المقاومة وجهاز امن المطار هي التي ادت الى الازمة الامنية الخطيرة وهي التي فجرت الأوضاع، لذلك المطلوب اولا العودة عن هذين القرارين ثم الحل السياسي، لان حل الوضع الامني فقط لا يحل الزمة التي لا يمكن حلها الا بالحل السياسي الذي ذكرته سابقا".
وردا على سؤال عن طلب المعارضة باستقالة الحكومة وما هو مصير الوطن بعد هذه الاستقالة، قال: "نحن نقول ان هذه الحكومة غير شرعية واستقالتها تكون ضمن الاتفاق على اساس سلة متكاملة. وبالفعل هناك حالة حول الوضع الدستوري القائل ان الحكومة تستقيل لرئيس الجمهورية، وهناك من يقول إن استقالة الحكومة وليس هناك رئيس للجمهورية هو ادخال البلد في أزمات وفلتان على كل صعيد. لذلك نحن نأمل ان يصل وفد الجامعة العربية الى تفاهم مع كل الأفرقاء لحل هذه الازمة بالطرق الدستورية التي تؤدي الى التفاهم والمشاركة".
سئل: أنت لا تحبذ استقالة الحكومة، أجاب: "طبعا احبذ استقالة الحكومة، لأنها المشكلة الاساسية، لكن نقول انها تأتي ضمن الاتفاق السياسي السريع، واذا لم يتفقوا سريعا طبعا نحن في صدد اوضاع صعبة مجددا".
وعن نظرته الى بيان وزراء الخارجية العرب، قال: "نحن رحبنا بهذا البيان وبمجيء الوفد العربي، وطبعا اساس القرار هو المبادرة العربية. ونقول اذا كان هذا الوفد العربي يأتي الى لبنان بالعقلية السابقة، انتخبوا الرئيس و"بعدين نحكي"، افضل الا يأتي، اما اذا اتى بطروحات تؤدي الى إعطاء المعارضة حقوقها فهناك بوادر حل ونحن نستبشر خيرا".
وردا على سؤال حول الدور الذي قام به الجيش، قال: "الجيش لعب دورا أثبت فيه الحكمة والشجاعة. وطبعا، أسفنا لموقف الرئيس السنيورة لمهاجمة الجيش في بيانه، وكل اركان الموالاة كانوا على الحديث ذاته. يعني فهمنا من ذلك انهم كانوا يرغبون ان يصطدم الجيش بالمقاومة، ولو حصل ذلك، لا سمح الله، لكان الخراب كبيرا على البلد، لكن الجيش قام بالدور المطلوب منه، بما يحفظ سلامة الوطن ووحدته وتراص صفوفه وبما يعيد الكرامة الى الجميع. وهنا أوجه التحية الى الجيش الذي عالج الأمور بوطنية وحيادية تامة".
وختم بتوجيه نداء الى جميع اللبنانيين وخصوصا الطرابلسيين داعيا اياهم الى "الوحدة وعدم الانجرار الى الفتنة والاقتتال العبثي الذي هو من دون أي أفق وبدون أي قرار سياسي".