بوش يريد «تجنيد العالم» لدعم السنيورة "الشجاع": بقاء ديموقراطية لبنان مصلحة إسرائيلية
وكالات - 12/5/2008
قدم الرئيس الاميركي جورج بوش امس، دعما قويا الى رئيس الحكومة الفاقدة للشرعية فؤاد السنيورة «الشجاع»، ورأى انه يجب «تجنيد العالم» لمساعدته، معتبرا ان ما يجري في لبنان حاليا هو مسألة «ديموقراطية تحاول العيش»، ومن مصلحة اسرائيل ان «تبقى» هذه الديموقراطية.
وفي مقابلة مع قناة «العربية»، وجه بوش انتقادا مباشرا الى الجيش اللبناني. وقال «لست راضيا عن الجيش»، لكنه اضاف «سنقوم بتدريب هذه القوات ودعمها حتى تتمكن من حماية البلاد وحماية الحكومة». وتابع «انا بقيت على اتصال مع السنيورة.. وسنقدم له الدعم بشكل اساسي من خلال تعزيز قواته المسلحة».
وسئل بوش عن الوضع الامني لقادة الموالاة في لبنان، فاكد ان الولايات المتحدة «تبحث في جميع الخيارات.. وعلى الجيش حماية هؤلاء القادة في لبنان (النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والرئيس السنيورة)». وقال انه كان يأمل «ان يتمتع حزب الله بحس وطني اكبر»، معتبرا ان «الصورة انقلبت.. فحزب الله كان يقول انه يريد حماية لبنان من اسرائيل لكن المسألة تغيرت».
وتحدث بوش عن توجه المدمرة الاميركية «يو اس اس كول» الى قبالة الشواطئ اللبنانية، فقال «انها جزء من التدريبات الروتينية وتمثل في الوقت ذاته الطريقة الأمثل لدفع الديموقراطية في لبنان والضغط على سوريا الى حين يستطيع الجيش اللبناني حماية البلاد والحكومة».
وفي مقابلة مع شبكة «بي بي سي»، اكد بوش أن الولايات المتحدة أرسلت المدمرة كول إلى المنطقة «لمساندة الجيش اللبناني ومساعدة الحكومة اللبنانية في أن تكون حكومة فاعلة بشأن ما هي عازمة على عمله». واعلن ان واشنطن «بصدد إرسال أحد كبار قاداتها العسكريين إلى لبنان لتقييم حجم الدعم الذي يحتاج اليه لبنان.. السنيورة رجل طيب ومصلحة بلاده في قلبه وبحاجة إلى تجهيزات عسكرية للتعامل مع عناصر عازمة على زعزعة الاستقرار في بلاده وذلك هو ما ستمثله تلك المساعدة العملية».
وقال بوش في مقابلة مع القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي «النظام الايراني يمثل بالنسبة إلي اكبر تهديد للسلام في الشرق الاوسط بسبب برنامجه النووي ودعمه لحزب الله». واضاف في مقتطفات من المقابلة التي ستبث بكاملها اليوم الثلاثاء «تمويلهم لحزب الله.. انظروا ما الذي يحدث في لبنان اليوم، ديموقراطية فتية تحاول العيش». واعتبر انه «من مصلحة اسرائيل ان تبقى الديموقراطية اللبنانية. عليكم ان تقلقوا بشأن ايران، وانتم قلقون بشأن ايران، وكذلك نحن».
وتحدث بوش الى مراسلي الصحف الإسرائيلية ايضا عشية زيارته للمنطقة. وقد تطرق بتوسع الى الأزمة الحاصلة في لبنان خلال الأسبوع الأخير، قائلا إن الطريقة للمساعدة وايجاد حل للوضع في لبنان هو من خلال «تجند العالم» لتقديم الدعم للرئيس السنيورة، الذي وصفه بأنه «شجاع».
وقال بوش ان «حزب الله توجه ضد أبناء شعبه»، مضيفا «أنا معجب بالسنيورة». وأعلن «إننا ندعم لبنان ونؤمن بوجوب إرسال الدعم له وسؤاله عما يحتاج. فالديموقراطية اللبنانية بالغة الأهمية للشرق الأوسط». كما اعتبر ان «الضغط على سوريا يمكن أن يؤتي ثماره إذا كان ضمن رسالة عالمية واضحة».
في هذا الوقت، أكد مصدر في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ان ما يسمى بمجموعة «أصدقاء لبنان»، عقدت اجتماعا مساء أمس (في العاشرة مساء بتوقيت بيروت) عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للتشاور بشأن الوضع في لبنان وكيفية التحرك في المستقبل، تحديدا عبر مجلس الأمن الدولي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، اعلن ان الوزيرة كوندليسا رايس ستشارك في مؤتمر عبر الهاتف حول «الوضع الحالي وكيف يمكن لكل دولة وللدول مجتمعة ان تدعم حكومة (فؤاد) السنيورة». وتمثلت في الاجتماع نحو 10 دول اعضاء في المجموعة بوزراء خارجيتها، وهي مصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن والكويت وقطر والامارات والسعودية، اضافة الى الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية والامم المتحدة.
وخلال اجتماع في وزارة الخارجية حول الترويج للديموقراطية، تحدثت رايس عن المؤتمر الهاتفي، قائلة ان «مجموعة اصدقاء لبنان تدعم بقوة الحكومة الشرعية المنتخبة ديموقراطيا في لبنان». وتطرقت الى اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد الماضي في القاهرة قائلة ان البيان الذي صدر عنه «جيد».
ورأت رايس ان هذا البيان «يثبت بوضوح ان الميليشيات المسلحة يجب الا تنتشر في الشوارع وان استخدام السلاح ضد الشعب هو غير شرعي». واضافت «هناك حكومة شرعية في لبنان ونحن نعمل مع الآخرين على دعمها ومساندتها.. لكن الهدف الحقيقي يجب ان يكون في انتخاب رئيس للبنان خاصة ان هناك مرشحا توافقيا».
في موازاة ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو «لقد خاب املنا جدا مما يجري، نحن قلقون للغاية». واوضحت ان الولايات المتحدة قلقة على «امن المدنيين الابرياء الذين علقوا وسط هذا النزاع، ونعتقد ان اللبنانيين يستحقون الديموقراطية التي يطلبونها والتي اقترعوا من اجلها».
ورغم التطورات الميدانية، اكدت بيرينو ان اللقاء المقرر بين الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس فؤاد السنيورة لا يزال قائما في 18 ايار في شرم الشيخ. واوضحت «لا علم لي عن حصول اي تغيير في البرنامج، حتى الساعة لا يزال كل شيء كما كان مقررا»، مشيرة الى ان بوش سيبحث لبنان خلال جولته التي ستبدأ الاربعاء وتنتهي الاحد وتقوده الى كل من اسرائيل والسعودية ومصر.