سئل: يقال إنّ المعارضة وصلت إلى آخر مرحلة تصدٍ وهناك دعوة إلى العصيان المدني وهل هناك عصيان في مناطق دون غيرها وهل ستمنعون العصيان في المناطق المسيحية؟ اجاب: العصيان المدني إختياري اليوم. ولكن لقد سمعت تصريحاً لأحدهم الآن يقول فيه إنه لن يعود عن القرارات ولن تستقيل الحكومة. هذه دعوة إلى تجديد القتال وهذه مسؤولية كبيرة. نحن نسعى دائمًا إلى أن يتوقّف القتال وأن تُزال القرارات الحمقاء بينما غيرنا يريد أن يجددها. ولكن لن آخذ هذا التصريح على محمل الجدّ، لأنني إذا أخذته على محمل الجدّ فسوف أنتظر لأسمع إطلاق النار.
سئل: إذا كانت ورقة التفاهم هي الضمانة للمسيحيين أو لأهالي الجبل وزحلة ومناطق أخرى، ولكن ماذا يضمن سلامة باقي المسيحيين للمناطق التي تتعرض الآن لأفظع المشاهد؟ اجاب: المسيحيون ليسوا طرف نزاع في بقية المناطق. ليس من أحد سيتعرّض لهم، وإذا حصل فستكون جريمة منظمة ضدّهم. نحن نتكلّم عن الأماكن التي فيها وجود مسيحي فاعل، مكثف وسياسي ومحاذٍ لمنطقة حزب الله. لم نبلغ بعد أنّ هناك تحضيراتلاللإعتداء عليهم. هذا سيأخذ طابعاً آخر. يريد أحدهم أن يقوم بمعركة طائفية. المعركة ليست طائفية بل سياسية بكل معنى الكلمة. لأن هناك مسيحيين ومسلمين في كلا الطرفين. لقد تعرّضنا إلى بعض الإعتداءات ولكن لم نعطها أهمية: لقد تعرّضوا لمكتبنا في الميناء وكسّروه، وهو مكتب إجتماعات وليس ثكنة. في قب الياس رموا قنبلة يدوية وكذلك في تعلبايا وحرقوا المكتب في الضنية. كل هذه إعتداءات من طرف واحد.
ولكن أنا أدعو إلى حفظ كل مكاتب المستقبل الموجودة في بعض المناطق التي نتواجد فيها بكثرة وألا يمس أي مكتب أو أي زجاج. هذه الأعمال ليست من شيمنا ونحن ندعو دائماً إلى الوجود الحر لكل الناس.
سئل: لقد استوقفنا مقال لغسان شربل في الحياة يتوجه فيه لحضرتك تحت مقال أين أنت يا جنرال؟ ما رأيك؟ اجاب: أشكر غسان شربل، لا أدري ما الذي غيّر تفكيره. منذ مدّة لم أكن مثل ما وصفني اليوم. على كل حال يقال "إن الصديق عند الضيق" نحن لا ندعو إلا الى الحوار. ولقد "نشّف ريقي" من كثرة ما دعوت إلى سياسة التفاهم لا إلى سياسة التصادم. وكانت دعواتي تتكرر مع كل لقاء مع الطلاب والزوار. هذه الدعوات كانت متكررة كل يوم لأنّها كانت نوع من التثقيف إلى النشء الطالع، نحن ندعو دائماً إلى الحوار. والحوار يحتاج إلى طرفين يعترفان ببعضهما ويعرفان أن هناك مشكلة وأنهما يجب أن يحلا المشكلة وفقاً لقوانين ومبادئ الحقّ والعدالة. هناك طرف لا يعترف بنا. يقول إننا لسنا موجودين. حذّرناهم وقلنا لهم إنهم في موازين القوى ليسوا الأقوى على الأرض. وقلنا لهم إننا لا نريد تغيير الواقع على الأرض بمثل هذه الوسيلة. لا نريد أن نخلق تقاليد للبنانيين لاستعمال هذه المعادلة، علمًا أنهم استعملوها ضدّنا عندما ذهبوا إلى الطائف. نحن نرفض في الأساس حتى وفي المعادلات الداخليّة السياسية أن تكون عنيفة ولكن استهزأوا بالمعارضة. وحتى أنتم الصحفيين قلتم مرارًا إن المعارضة لن تستطيع القيام بأي عمل والحكومة ستقوم بما تريده. وقد تحلمنا الكثير من الإساءة المعنويّة. إلا أن حصل قرار الإعتداء، وقالوا سوف نضعكم في السجون لأنكم قمتم بهذه الأعمال، وأرادوا المخاطرة بأمن حزب الله. ومن يعرف ما هو سلاح الإشارة والتقنيات الحديثة يدرك أنهم أرادوا أن يكشفوا حزب الله ليضعوه كمِعلم ويرموا رصاصهم عليه. هنا وقعت المشكلة وإني أتأسّف أنهم يقولون إن السيد حسن نصرالله لم يحترم قوله. فهنا أريد أن أقول أن السيد نصرالله احترم قوله. وقد نبهت مراراً عندما في مقابلاتي وقلت إن السلاح سوف يبقى ساكتاً إلا عندما يتهدد هو أو من يحمله عندها هو مضطر للدفاع عن نفسه. أنا مستعدّ أن ألبي دعوة زميلكم غسان شربل وإذا كان هناك نوعاً من الرغبة عند أي فريق آخر أن تعود الأمور إلى مقاييسها الداخلية.
لا استطيع أن أتعاطى مع أي فريق لبناني تهمس أميركا في أذنه أو أي بلد آخر ويبني مواقفه على أساس هذا الهمس، نرحب بأي فريق يأخذ قراره بنفسه، فنأخذ قرارنا مع بعضنا البعض لمصلحة لبنان ولقطع التدخلات الخارجية. أنا دائماً مستعدّ ولكن إذا تحدّثت مع أحد له أذن موصولة في الخارج لا أنا ولا الأستاذ غسان شربل نستطيع أن نقوم بأي عمل. المواقف تتغير وفقًا للإتصالات التي تأتي إلى الحكومة. تكون متجهة نحو الحل وإذ نراها ذهبت نحو التصعيد واليوم سوف تأتي السفينة كول وسيشربون حليب السباع، "يا رب نجينا".
سئل: لقد أكدت عدة مرات أن حزب الله لن يوجّه سلاحه إلى الداخل ولكن رأينا أنّ في مطالب معيشية نزل السلاح إلى الشارع واستعمل بكل أحجامه، هل مطلب معيشي استدع كل هذا؟ اجاب: لقد أجبت قبلاً وسأجيب مكرّرًا، من أجبر الحكومة لأخذ قرار الشبكة السلكية يوم كانت التظاهرة العمالية مقررة؟ ومن أجبر تيار المستقبل أن يضع مسلّحيه على مداخل الأبنية على مسار المظاهرة وتمنع المظاهرة من السير بسبب حوادث أمنية، هذا ليس حزب الله وليس هو من فجر الوضع.
السيد نصر الله كان يريد أن يوضح الأمور يوم الخميس ولم يكن يود أن يتحدث يوم المظاهرة. المشاكل حصلت مع أهالي الأحياء وليس مع حزب الله وأنا لا أدافع عن أحد بل أعطي المعلومات الصحيحة التي أملكها من المصادر الحقيقية. حزب الله نزل إلى الشارع للدفاع عن نفسه وعن وجوده.
سئل: لماذا استعمل المدفعية؟ أمس استعملت المدفعية وقيل إنها تستعمل في الضاحية الجنوبية؟ اجاب: قيل... من قال؟ من قال إن هناك صواريخ استعملت.؟ هذه هي مدافع بدون تراجع أي B6، B10، B11 وقد استعملوها منذ زمن الميليشيات وهي تملكها. حزب الله لا يستعمل هذا السلاح بل هو يستعمل الrocket على الكتف أي B7. أما في الجبل هم يملكون كثيرًا من هذه الأسلحة لأنهم كانوا يرمونها علينا في سوق الغرب. لا أنفي أن يكون لدى حزب الله السلاح ولكن هذه الأنواع تملكها الميليشيات.
سئل: الموفد العربي اشترط لمجيئه الى لبنان بفتح المطار. هل لدى المعارضة النية لإنهاء العصيان المدني قبل التوجه الى الحوار؟ اجاب: نحن نفضل أن تكون الحكومة مستقيلة عندما يأتي الوفد العربي. لا نستطيع أن نحاور شخصًا متربعًا على عرشه ويقبل ساعة بالحوار ويرفضه تارة. نحن نريد أن يستقيل السنيورة وسوف نفتح الطرق ونزيل المخيّم من وسط بيروت.
سئل: ماذا عن عودة المدمرة الأميركية الى المياه الاقليمية اللبنانية وهل أجلت جلسة مجلس الوزراء برأيك بانتظار وصوله؟ اجاب: هذه المدمرة لنقل وإخلاء الرعايا ولا تؤمن بالتالي الحماية لهم. هي للاخلاء وليس للحماية.
سئل: طمأنت المناطق المسيحية ولكنكم لم تستبعدوا دخول طابور خامس؟ اجاب: سيكون الطابور الخامس من داخل المنطقة.
سئل: أي فريق سيلجم هذا الطابور إذاً؟ اجاب: وعي الناس ووعينا، فنحن ساهرون على "ان نلقطه على خوانيقه" وسنحدد قريباً من يشيع هذه الأخبار، نحن عرفنا من ولكن ليس من شأننا ان نعمم من يشيع هذه الاخبار. من لديه الارادة بان يبقى الوضع مرتاحاً يعالجه ولا يعمم ويشيع.
سئل: قال الرئيس السنيورة ان البلاد لا تحتمل لا حزب الله ولا سلاحه؟ اجاب: ولا تحتمل السنيورة ولا وجوده في الحكومة.
سئل: هل اسرائيل مستعدة لنزع سلاح حزب الله وهل دخلنا في الشرق الاوسط الجديد؟ اجاب: إذا كانت اسرائيل تسعى لاختلاق مشكل جديد مع حزب الله فكانت ستقوم بذلك بعدما تثبت الميليشيات التي افتعلت المشكل بالامس نفسها على الارض لتدخل فيما بعد اشرائيل. ولكنهم لم يثبتوا لتدخل اسرائيل لذا سينزعون شوكهم بأيديهم.
سئل: هل من ترتيبات متفق عليها بين افرقاء المعارضة لمنع انتقال الاشتباكات الى المناطق المسيحية؟ اجاب: بالتأكيد. هل تظنون انها الصدف التي منعت ذلك حتى الآن. هناك ملائكة ساهرون على الارض كي لا تنتقل هذه الاشتباكات الى المناطق المسيحية وليس فقط ملائكة في السماء. انتبهوا من الشائعات التي يبدو انها اخترقت صفوفكم حتى لانكم خائفين وقلقين ولا تصدقون من المرة الاولى. هل تريدوننا ان نقسم بأن يمكننكم ان تناموا على الطريق بين الشياح وعين الرمانة؟ إلا إذا ما كانوا يريدون ان يتحدوني فيطلقون عندها آر بي جي على هذه الطريق.
سئل: هل ستفتح طريق المطار؟ اجاب: المهم ان تفتح الطريق نحو الحكم الصحيح لان طريق المطار تفتح وتقفل مئة مرة طالما المشكل ما زال موجوداً في السرايا. المشكل في السرايا وليس على طريق المطار.
سئل: ربطت الحكومة البحث في القرارين حتى وصول اللجنة العربية فماذا عن الوضوع لو تأخر وصولها؟ اجاب: هناك اتفاق في الجبل على تسليم الاسلحة فإذا تمت العملية كما يجب سيسود الهدوء ولكن إذا لم يتم ذلك كما يجب لا استغرب ان تتأزم الاوضاع من جديد.
سئل: ماذا ترى في موقف النائب جنبلاط، هل هو سقوط أو خطة سياسية؟ اجاب: لا سقوط ولا خطة سياسية بل تدبير واقعي لوضع نشأ من جديد كونه اكثر من يفهم الواقع. إذا لم ينفذه لا اعرف ماذا سيحصل لكن إذا نفذه يكون تأقلم مع الواقع الجديد الذي ما زال البعض يرفضه ربما عن جهل أوعن استنفاذ قوة او عن استنهاض للمعنويات حتى يظل واقفا على رجليه، كل واحد لديه سبب. لكنني أؤكد لكم ان هناك واقع جديد وعلى الجميع التعايش معه الآن يصرخون ويصرخون ويصرخون لكن مع الوقت سيسكتون.
سئل: هل المعارضة متجهة لحسم الامور لصالحها؟ اجاب: ليس لصالحها بل لصالح حلّ. من يومين قلت لكم اننا نرجع القطار الى السكة الصحيحة، اننا نعيد الميثاق الى السرايا لان مع السنيورة غاب الميثاق عن السرايا مع غياب طائفتين كبيرتين من ثلاث عن الحكم وهذا خلل يزلزل البلاد التي لولا وعينا وحكمتنا لكانت احترقت وخربت من زمن. صبرنا وحكمتنا دفعتهم الى الطمع اكثر فاكثر "فركبوا على اكتافنا" لكن اليوم عرفوا ان بامكاننا ان ننزلهم عنها بأي لحظة. نحن لا نحسم لمصلحتنا بل لمصلحة عودة الحكم الى التوازن والمشراكة ومن سيرفض هذه الحالة سيكون لرفضه كلفة كبيرة.