اضاف :"التفويض الذي يحكى عنه هو في الحقيقة تفويضان. واحد ظهر للاعلام، والآخر لا يحتاج الى تظهير، لكنه هو الأصل والاساس. التفويض الذي أعلن عنه هو الذي أعلنه الاستاذ وليد جنبلاط، لكن التفويض الأصلي هو التفويض الثاني، منحني إياه سماحة السيد حسن نصرالله نيابة عن كل قوى المعارضة، خصوصا من موقع أمن المقاومة الذي لم أقبل ولن أقبل أن يكون الجبل عبئا عليها. ومن هذا المنطلق جرى التفاهم مع الاستاذ وليد جنبلاط على آلية عمل واضحة وتفصيلية هي الآن قيد الاختبار. اتفقنا على وقف اطلاق النار وتسليم المراكز العسكرية وتسليم السلاح المتوسط والثقيل الى الجيش اللبناني".
وتابع :"ما يجري الآن أن وقف اطلاق النار دخل فعليا حيز التنفيذ، والجيش ينتشر، لكن محاولات التذاكي بدأت والرهان على الرغبة الجامعة في تجاوز المحنة يتحول في بعض المواقع شكلا من أشكال الابتزاز. ومن أجل مزيد من الوضوح أقول ما يأتي:
الجيش موضع ثقة الجميع، لكنه لا يتحمل الوقوف بين الفريقين في مرمى النيران والتجاذبات والخلافات، وهو موجود لتطبيق اتفاق ورعاية أمن المواطنين وجميع الأفرقاء وحرية عملهم السياسي، لكن الاساس التزام الأفرقاء ما اتفق عليه، والمعارضة التزمت ما هو مطلوب منها".
ورأى "أن اليوم هو يوم فاصل، إما أن ينجح رهاننا، وندعو الله أن يوفقنا في النجاح، واما لا سمح الله ينهار كل شيء".
وتوجه الى "مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي ومسؤوليه وقيادته على مختلف المستويات: لقد تصديت لهذه المهمة وحملت على اكتافي مسؤولية كبرى وتاريخية، وأنا مستعد لأكثر من ذلك، وأكون ضمانهم في أمنهم وكرامتهم وسلامتهم، ولكن ليكن واضحا أن طلال أرسلان ليس عباءة لإمرار أي نكول بالاتفاق تحت شعار حاجة الجبل الى الاستقرار والأمن. لذلك اسمعوني جيدا، فان جميع المراكز العسكرية وجميع مستودعات السلاح، وخصوصا الثقيل والمتوسط، وهي موجوده وبمعرفتنا ولدينا لوائح وقوائم بها، لا ينفع بشأنها التذاكي أو الانكار. يجب أن تسلم اليوم قبل الغد. ليس طلال أرسلان من يسمح بأن يظن البعض أنهم قادرون على تحويله حصان طرواده لابقاء مصادر الأذى على أمن المقاومة في الجبل".
واردف:"أعود وأكرر ان التفويض من النائب وليد جنبلاط مؤسس لما حصل. لكن الأساس هو التفويض من سماحة السيد حسن نصرالله، ومثلما ظهر للجميع كم أن طلال أرسلان حريص على التزام صدقية التفويض الذي أعلنه السيد وليد جنبلاط، أنا اليوم هنا لأقول اذا اخذت بين الصدقية في ما تضمنه تفويض سماحة السيد نصرالله، وشكليات اللعبة السياسية لتمييع مضمون تفويض السيد وليد جنبلاط، فخياري واضح ومعروف للجميع.
هذا ندائي أمل أن يأخذ على محمل الجد.
وفقنا الله في قطع نصف المسافة، وعلى جهود الخيرين وصدقية الالتزامات بات يتوقف قطع النصف الباقي، وهي المساحة التي تفصلنا للوصول الى بر الامان الذي يضمن الجميع".
وختم: "إنني أحيي الجيش وقيادته الحكيمة وأفراده وضباطه، ويبقى هو الضمان للجميع من أجل الخروج من هذه المحنة.
حمى الله لبنان ومقاومته البطلة والشريفة, وحمى الله الجبل".