أضاف الرئيس كرامي :نحن نريد ان نؤكد للرأي العام، أن ما حصل في بيروت يؤلمنا وان الشحن الطائفي والمذهبي لا يؤدي الا الى خراب البلد نهائيا وانا أقول بأنه إذا لا سمح الله إنتقل القتال ما بين سنة وشيعة فإن هذا البلد لم يركب على الإطلاق. نحن منذ البداية وعلى رؤوس السطوح إتخذنا موقفا وطنيا لم نقف فيه عن تاريخ عائلتنا وعن تاريخنا السياسي وهو تأييد المقاومة لإسرائيل. أما إذا لا سمح الله انقلب الوضع وأصبحت القضية قضية تناحر مذاهب. فنحن إما أن نجلس في بيوتنا وإما ان نكون مع طائفتنا. ونحن نكون مع طائفتنا لأننا على ثقة بأن هذه الطائفة السنية لم تكن في كل تاريخها إلا طائفة تسير على الخط الوطني والتي تعتبر لبنان هو معقل العروبة وهو رأس الحربة في الدفاع عن المبادئ الوطنية العربية، كانت الطائفة السنية ولا تزال مع المبادىء التي أطلقها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. لذلك فإن جر الطائفة الى زواريب الطائفية البغيضة الممقوتة، وهذا التعصب الذي لا يرى إلا المصالح الضيقة التي تفتت هذا البلد وتدمره كما يحصل اليوم".
وتابع:"اما االنظرة الوطنية الشاملة التي هي دور هذه الطائفة التاريخية فإنه لا بد من صحوة ضمير من أجل ان نعود الى الطريق الصحيح الذي يعيد الى لبنان وحدته ولحمته ودوره الطبيعي في هذه المنطقة".
وتابع الرئيس كرامي:ان ما حصل في بيروت يدمي القلوب، وإنني أصارحكم بانني أستبشر خيرا بما حصل أمس من تراجع، لا يهمني الطريقة التي حصل فيها التراجع عن هذين القرارين، المهم الحفاظ على المقاومة وعدم أخذ أي قرار يؤدي الى إضعاف هذه المقاومة طالما ان الهدف الأساسي هو التصدي لإسرائيل. وما يحكى اليوم عن استعمال سلاح المقاومة في الداخل وهي لم تستعمل إلا السلاح الخفيف لم يكن إلا بسبب هذه الحكومة وبسبب القرار الأرعن الذي اتخذ في مجلس الوزراء. ومع ذلك فنحن ندعو كل المسلحين الذين نزلوا الى شوارع بيروت الى الإنسحاب الفوري وتسليم كل الامور الى الجيش اللبناني. وإنني بهذه المناسبة،اود أن اوجه التحية الى الجيش اللبناني الذي عالج الامور بحكمة ووطنية وبحيادية تامة، وأستغرب هذا الهجوم المركز من الرئيس السنيورة بألأمس على الجيش ومن أركان الموالاة وفهمنا من كلامهم وكأنهم كانوا يريدون من هذا الجيش ان يتقاتل مع المقاومة وان يكون فريقا في هذا البلد. وإنني بهذه المناسبة أيضا،أود ان أؤكد موقفنا الثابت بما تعرض له إعلام المستقبل فنحن تاريخيا وعن إيمان كنا ولا نزال مع حرية الإعلام وهذا جوهر من نظامنا اللبناني، وأريد ان أذكر عندما أغلق تلفزيون ال"ام تي في"، كنا أول من استنكر وأول من شارك في الإعتصام من أجل نصرة ال"أم تي في". ونحن بغض النظر عن الخلافات وما نتحمله من إعلام المستقبل، نحن نستنكر ما حصل له ونؤيد إعادة عمله بشكل طبيعي.
وقال:"ما ما حصل بالأمس من توترات في طرابلس، فإنني أستنكر ذلك كل الإستنكار، لأننا في طرابلس عائلة واحدة وكلنا فريق واحد وما هذا الحماس الذي ظهر في إطلاق النار بدون سبب وبدون وجود أي خصومة تستحق ما حصل. ندعو الجميع الى الإنسحاب من الشوارع والى اتقاء الله في هذا البلد الذي يعيش على الحرمان والجوع. وكفانا ما قسيناه حتى الآن.إنني أريد، ان أؤكد بأن تراجع الحكومة بالأمس عن القرارين المشؤومين، لا يكفي لأنني على يقين بأن الأزمة في لبنان لا تحل إلا بالسياسة، فنحن بحاجة الى حل سياسي من أجل الخروج من هذه الازمة والحل السياسي هو في تبني المبادرة العربية ولكن بالمفهوم الصحيح الذي يؤمن المشاركة أي بسلة واحدة، انتخاب الرئيس بعد الإتفاق على حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب عادل . هذا ما نراه وهذا ما ندعو إليه . إنني أعرف بان هناك مباحثات تجري في هذا الشأن وهذا الذي يؤمن المشاركة الصحيحة .إنني أدعو جميع الأفرقاء في لبنان الى عدم الإستماع الى الخارج، فكفانا ما ممر بنا لانني أشعر ان كل ما في الخارج يستعملنا من أجل مصلحته الخاص . إنني أريد من كل اللبنانيين من أن يضغطوا على قياداتهم من أجل أن يكون الحل لبنانيا صرفا لأنه ثبت خلال كل الفترة السابقة بأن كل الذين جاؤوا الى لبنان وهم مشكورون لم تؤد مبادراتهم الا الى تفاقم الأزمة. "فما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك".
وردا على سؤال حول المصير بعد الذي حصل في الأيام الأخيرة ؟ قال الرئيس كرامي :"بكل صراحة ووضوح أقول بان الأساس هو المشاركة، لا يهم الطريقة التي يتم فيها الحل السياسي، المهم المشاركة، وأنا أقول ان المبادرة العربية جيدة ولكن مع الأسف الآلية يوجد خلاف عليها، عندما نقول بأن سلة متكاملة فورا، ولنحكي بالحكومة الوطنية وقانون الإنتخاب حتى لا يعود الوضع ينفجر بوجه العهد الجديد ونعود الى المكان ذاته والى الازمة ذاتها. والذي يزيد شكوكنا بالنوايا في ما بعد، لانه من المعروف المعارضة لا تملك إلا سلاح تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية لانه بحاجة الى الثلثين. إذا تخلت عن هذا السلاح كما يطلبون عربيا ودوليا وموالاة حول انتخاب الرئيس اولا، فلماذا لا نتشاور اولا، خصوصا أنه وبصراحة لا ثقة بين الفريقين . فلذلك الحل الوحيد هو السلة المتكاملة".
سئل: لطالما استمعنا من قيادات المقاومة بان السلاح لن يرتد الى الداخل وهذا السلاح ارتد الى الداخل في ظرف معين، والآن نسمع انه ليس هناك اقتتال سني شيعي ولكن، ما نشهده في الشمال من حالة غضب ورفض لما شاهدوه في بيروت. هل يمكن تلافي هذه الفتنة بعدما انفلتت الامور في الشارع وعلى الأرض ونشهد الآن الكم الهائل من الفوضى، فوضى السلاح وانتشاره في الأحياء والأزقة في شمال طرابلس او في عكار؟
أجاب الرئيس كرامي :"طبعا، نحن في الشمال خاصة في طرابلس، لا يوجد شيعة، ولذلك هذا الحقن الذي تكلمنا عنه وهو موجود، وطبعا ان وسائل الإعلام التي تصور ما يحصل في بيروت كان إذلال للطائفة السنية وانا أقول بكل صراحة ان ما حصل في بيروت أحدث جرحا عميقا في الطائفة السنية ولا احد ينكر، وطبعا نحن يعز علينا أن نقول هذا الكلام ولكن كرامة الطائفة امر أساسي لا يمكن لأحد أن يفرط فيه لذلك هذه ردة الفعل التي كانت في طرابلس ردة فعل عاطفية، متسائلا: على من كانت تطلق النار!!!
وردا على سؤال حول اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة ؟ قال: نرجو من الاخوة العرب ان يتفهموا وضعنا، وانه كان هناك خلاف بين العرب على آلية تطبيق المبادرة العربية، هناك توازنات في لبنان يجب أن يراعوها، إذا لم تتأمن مراعاة التوازنات، لا يمكن تنفيذ أي مبادرة على الأرض .
وردا على سؤال حول الحديث عن لجنة مفاوضات عربية قال : أهلا وسهلا، إذا جاءت هذه اللجنة مشكورة، نعود ونؤكد لا تنجح إلا إذا راعت التوازنات .
وردا على سؤال حول ما تردد من كلام لبعض المفتين حول سير الأحداث في طرابلس وبعض المناطق اللبنانية، قال : "يا ريت كل واحد يشتغل شغلتو"، فالمفتون السنة خرجوا عن المألوف، طبعا الاحتقان الذي حصل في الماضي،أخذ الطائفة السنية الى مكان غير مكانها الطبيعي والتاريخي .اليوم وبعد الذي حصل يجب أن يكون هناك إدارة لتوعية كل الناس من كل الطوائف لكي نستطيع إعادة اللحمة من جديد. يعني أنهم أفهموا الطائفة السنية أن الخطر ياتي من إيران ومن الشيعة وسيأكلوننا . وانا في رأي حسب ما لمسته في كل هذه الفترة هذا غير صحيح. أما في طرابلس بين المعارضة وبين الموالاة، طبعا لا أحد ينكر الخلاف وهذا شيء طبيعي ومألوف، هناك خلاف سياسي وهذا امر مشروع وهذا هو نظامنا الديموقراطي، والذي حصل كان "فشة خلق".
وردا على سؤال حول انتهاء معركة طرابلس؟ قال: لا تزال الاعصاب مشدودة، والإحتقان موجود، وأي شخص يمكنه ان يطلق الرصاص لانه كما رأينا في الأمس لم يكن هناك انضباط مسلح، وأي بلبلة يطلق كم طلقة على احد المكاتب أو الناس تعود تشتعل القصة، لكن تبقى محدودة لانها بلا أفق.
وردا على سؤال عن إمكانية إطلاق مبادرة لحل إشكالات طرابلس، قال:" بدون إطلاق هكذا مبادرة أعتقد أن الإتفاق موجود على الأرض . وأنا من جهتي حاضر لأي تحرك، واعتقد ان هناك إتفاق ضمني بهذا الشان .
وردا على سؤال قال :"السلاح الموجود حول مكاتبنا ومؤسساتنا هو سلاح للحماية فقط . وأعلنا منذ البداية ولا نزال ان خيارنا هو خيار الدولة، طالما ان الجيش وقوى الامن يقومان بالواجب ويحميان كل الناس لا أحد منا يحب حمل أي قطعة سلاح . ولذلك هذا خيارنا وهذا ما سنبقى عليه، وإذا تخلى الجيش وقوى الامن عن مهامهما، طبعا وحتما سنحمي نحن انفسنا . وطالما الجيش يقوم بذلك ويحمل "الطاق طاقين " فلا داعي للسلاح.
وردا على سؤال، قال الرئيس كرامي : نعود ونكرر بان الجيش لا يستطيع ان يلعب إلا هذا الدور، لا يستطيع الإصطدام مع المقاومة، ولا مع اي فريق سياسي، وعندما يحدث إطلاق نار ولا يستطيع فعل شيء، ينسحب حتى يستنجد الفريقان به، لكي يعود ويدخل بينهما. وما حصل في بيروت من قبل الجيش برأي جنب البلد الكثير من الامور، وأقول أن السبب هو القرارات الخاطئة والإرتجالية والخفة بمعالجة الامور المصيرية والخطيرة من قبل الحكومة. والمهم أن لا أحد أقدم على مذابح في بيروت، ولم يسرق او ينهب احد أو اهان كرامات، كانت الامور كلها تسلم الى الجيش، واعود وأقول الإعلام ومع الأسف لا يزال يسير في أسلوب الحقن".
وردا على سؤال حول إطلاق النار على منزل مفتي الجمهورية وإغلاق تلفزيون المستقبل قال :"كنا قد تكلمنا عن قضية تلفزيون المستقبل، ونحن نستهجن إطلاق النار إذا كان مقصودا، وإذا كان في الخطأ او بالصدفة فأيضا نستهجن".