بري: لا حل خارج مبادرة السيد نصر الله ورفضها يعني تحويل الاضراب إلى عصيان مدني ولا مصلحة في اجتماع وزراء العرب
جريدة الاخبار اللبنانية - 10/5/2008
أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري لزواره أنه لا يزال ينتظر رد النائب سعد الحريري على مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. ويقول بري إنه لا حل خارج هذه التسوية. وأدرج موقفه وفق المعطيات الآتية:
1ـ لا يزال متمسكاً بدعوته الى الحوار الوطني وفق البندين اللذين سبق أن اقترحهما وهما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب. وإذا رفضت الحكومة وقوى 14 آذار استجابة الدعوة، فإنّ الإضراب العام سيستمر، وسيتحوّل تدريجاً الى عصيان مدني، الأمر الذي يوجب على الغالبية ملاقاة المعارضة في الحوار إذا كانت تريد إخراج البلاد من المأزق.
2ـ ليس في الوارد استغلال ما حدث في الساعات الاخيرة سياسياً، ولذا يقول بري إنه لم يُدخل أي تعديل أو شروط جديدة على مبادرته للحوار، ورفض مطالبة بعض أفرقاء المعارضة بدعوة السنيورة الى الاستقالة، لأن المطروح حالياً هو التراجع عن القرارات الاخيرة والذهاب الى طاولة الحوار فوراً. وقال: «كانت قرارات خاطئة لا أكثر من ذلك، ولم يؤيّدها كل الوزراء. وكانت الحكومة تعرف أنها لن تستطيع تنفيذ قرارات كهذه. لا بد لها من إلغائها فوراً والعودة الى ما كان عليه الوضع قبل اتخاذها في ذلك الفجر ونذهب من ثم الى الحوار».
وأوضح أن صوته بحّ في السنوات الثلاث الماضية وهو يدعو الى الحوار ويحذر من الوصول الى ما وصلت إليه الأوضاع في الساعات الاخيرة، و«استخدمت شتى التعابير في معرض التحذير كالشر المستطير وسواها، كي لا نصل الى ما وصلنا إليه الآن، لكن لم يشأ أحد أن يصغي الى أن أصبح الحوار في الشارع. فهل هذا ما يريدونه».
3ـ يصر رئيس المجلس على انتشار الجيش في كل أحياء بيروت وسحب المسلحين من الشارع. ويتذكر النتائج الاولى التي انتهت إليها انتفاضة 6 شباط عام 1984 وحصلت يومذاك فوضى وتجاوزات حملته على القول إن بيروت قميص وسخ لا يريد أن يلبسه في معرض حديثه عن الأمن في بيروت. وأضاف بري: «الظروف تغيّرت ولا بد من وضع الامن في عهدة الجيش كي يتحمّل هو مسؤوليته، وهو مستعد لذلك».
4ـ لم ينقطع الاتصال بين بري وجنبلاط مباشرة أو من خلال النائبين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور. ومساء امس اتصل بري بجنبلاط وسأله عن موقفه من الحوار، فرد الاخير بأنه يؤيّد دعوته الى الحوار، فقال بري إنه لا يزال ينتظر موقف الآخرين في إشارة الى الحريري.
5ـ تلقى بري مساء امس سلسلة اتصالات أبرزها من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، ومن وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخل موراتينوس ومن وزير الخارجية الايطالي الجديد فرانكو فراتيني. وأبلغ موراتينوس بري دعمه مبادرته للحوار ورأى فيها مدخلاً مهماً للحل، قائلاً إنه سيبذل جهوداً أوروبية لتشجيع تحقيق هذه الخطوة وإنهاء الأزمة الحالية في لبنان. أما فراتيني فعزّى بري بالمعاون الأول في شرطة المجلس الذي قتل برصاص أنصار تيار المستقبل على منزل بري في عين التينة، واستوضحه وضع القوة الدولية في جنوب لبنان في ضوء الحوادث الاخيرة واحتمال تعرّضها لأخطار، فرد بري بأنه يدعم الجنود الدوليين منذ عام 1978 و«بيننا خبز وملح ودم وزواج ومصاهرة، ولا مشكلة حيالهم». كذلك شجع الوزير الايطالي على الحوار الداخلي بين الافرقاء اللبنانيين.
6ـ لا يرى رئيس المجلس مصلحة في انعقاد الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة غداً وقال: «إذا كانوا سيجتمعون من أجل إدانة فريق لبناني ودعم آخر والدخول طرفاً في المشكلة فإن الجامعة العربية والدول العربية ستفقد دورها لأن المطلوب تشجيع الحوار وليس الانحياز الى فريق دون آخر. كما أن تصرفاً كهذا سيؤدي الى خلافات بين الدول العربية على الوضع اللبناني وعلى ما حدث أخيراً لكونه شأناً داخلياً. وعوض الاجتماع أفضّل تأليف لجنة مساع حميدة عربية على غرار اللجنة العربية السداسية واللجنة الثلاثية العربية العليا عام 1989 فتعمل بعيداً عن الأضواء من أجل مساعدة اللبنانيين على الاتفاق».