وطنية - 08/05/2008
وجه الشيخ قبلان نداء إلى اللبنانيين، جاء فيه الاتي: أمام الأحداث المؤلمة التي يمر فيها لبنان، أتوجه إلى اللبنانيين عموما ومن خلالهم إلى العرب والمسلمين بكلمة الدين والتقوى والعقل درءا لفتنة طخياء وعمياء يؤسس لها المتربصون ببلدنا ووحدتنا شرا وفي طليعتهم العدو الصهيوني الذي لحقت به أكبر هزيمة في تاريخه على يد مقاومتنا الشريفة التي يفتخر بها كل وطني وعربي ومسلم، فتنة باتت تستهدف هذه المقاومة من ضمن مخطط أميركي ـ اسرائيلي مكشوف.
إن ما يحصل هو تنفيذ لهذه الفتنة التي عمل الكثيرون على اشعالها، وكنا نصبر ونتحمل الأذى والاساءات والاعتداء على حقوقنا في هذا الوطن لاتقاء شرها، وما القرارات الخطيرة الأخيرة التي طالت أحد أسلحة المقاومة وهو الاتصالات، إلا أحد تعابير هذه الفتنة، والهدف من هذه القرارات هو كشف أمن هذه المقاومة وقيادتها لتسهيل ملاحقتها أمنياً من العدو الاسرائيلي الذي يجهد لتصفيتها .
هي فتنة إذا ارتضى بعض الزعامات أن يكونوا أدواتها، تحقيقا لأهداف اسرائيل، لكن هل يجوز لمن هم في الموقع الديني الانجرار وراءها وتغطيتها من خلال اطلاق خطاب غرائزي لاستثارة المشاعر، إن الشرع الحنيف يفرض على كل من يتصدى لشؤون الدين أن يتقي الله ويجعله رقيبا على كل كلمة وموقف، فهل يحق لحكومة لا نقر يشرعيتها أن تعرض المقاومة بقيادتها وكوادرها للقتل على يد العدو، وهل يجوز الموافقة على هذه الجريمة. فماذا تجيبون الله غدا إن وقفتم بين يديه للحساب، حيث لا مال ولا زعامة ولا ملوك ولا أمراء.
إن هذه الجريمة وتغطيتها هي الاستباحة للحرمات والأنفس، وهي الاعتداء على الكرامات، وعلى كل الطوائف وعلى العرب وعلى فلسطين وقضيتها، وهذا هو التحريف والتزييف لتاريخ بيروت الناصع، بيروت التي انطلقت منها المقاومة، وستظل ترفع رأسها بالمقاومة، ونرفع رأسنا بها، وهي العاصمة التي حماها سلاح المقاومة وكرس معادلة قصف بيروت يقابله قصف تل أبيب، وقدمنا أغلى دماءنا مع كل المقاومين الشرفاء لتحريرها وتحرير بلادنا من الغزاة الصهاينة، بيروت التي نحن ابناؤها ونحن منها، من ترابها وأزقتها وأحيائها مغروسون فيها من مئات السنين، هي ليست لجهة أو لطائفة أو لفئة، العصابات والدخلاء على بيروت هم من رآهم أبناؤها بأم العين وعلى شاشات التلفزة، يكدسون السلاح وترويع الآمنين، نحن نسأل ضد من؟ ولماذا استقدامهم لاستباحتها؟ وبكل أسف يأتون بالدعم من دولة عربية تضخ أموالها لإيجاد الفتنة، كما أن دولة أخرى تمول تدريبهم واستقدامهم ليعيثوا فسادا في أحيائها الآمنة، وليشوهوا تاريخ واسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
إنني من موقع مسؤوليتي الدينية والشرعية، أدعوا الجميع لأن يكونوا على مستوى المرحلة التاريخية فلا ينجر البعض إلى السقوط في فخ المراهنة على التدويل، ولا يكون البعض أداة رخيصة لعدو متربص فيشعلوا فتنة لا تبقي لهم سلطة ولا حكومة ولا وطن، وان من ينطق باسم المسلمين هو مرجعياتهم الدينية الحريصة على وحدتهم، لا من يدعوا إلى الفرقة والتنابذ ويمثل وجهة نظر ضيقة. الوحدة، الوحدة، الوحدة، فاتقوا الله ولا تجعلوا الدين مطية للزعامات والمشاريع المشبوهة.