وقال: إنه ليزعجني ان اقف هذا الموقف لأصحح به عمل عالم شرع جعل من نفسه وموقعه مفت للقصر، بدل ان يكون مفت للجمهورية بجميع مؤسساتها وشعبها وطوائفها ومذاهبها وأعراقها، يجمع ويصلح ويرشد ويؤاخي، عوضا عن ان يفرق ويمزق ويميز وينحاز، ويصبح مرددا لما يقوله النائب وليد جنبلاط، مقابل بقية ابناء الوطن.
لذلك نحن كعلماء من أهل السنة والجماعة، ندعوه لأخذ دوره المصادق لقيم الشريعة وعدالة الإسلام، ومقاومة العدوان الصهيو اميركي وعملائه في لبنان والمنطقة.
واضاف: ان ما يشهده لبنان اليوم، من صراع لا يمت الى المذهببين السنة والشيعة بصلة، كما ادعى المفتي بالامس، وليس هو كذلك دينيا بين المسلمين والمسيحيين، بل هو صراع سياسي بين خط اميركي - صهيوني، يريد ان يمزق الممزق ويفتت المفتت في منطقتنا الى دول مذهبية وطائفية وعرقية، متصارعة، خدمة للكيان الصهيوني ويسهل عليه نهب ثروتنا الإقتصادية وطمس حياتنا السياسية وتغيير معالمنا الثقافية وبين خط مقاوم مجاهد يمتد من افغانستان وباكستان وايران الى الصومال والسودان مرورا بالعراق وفلسطين ولبنان، وسينتصر بإذن الله خط الجهاد والمقاومة لأنه طريق الحق والعدل.
وتابع: يصر البعض بكل أسف تنفيذا للأوامر الاميركية او إرضاء لملك عابر صبغ هذا الصراع بالمذهبي سعيا للفتنة في العالم الإسلامي، علما بأن الطرفين فيهما سنة وشيعة، حيث ان الخيانة لا تعرف مذهبا او دينا، ونحن بدورنا ندعو أهلنا وإخواننا وأبنائنا في الدين من السنة والشيعة المنتهجين خط المقاومة والجهاد، وغير المنتهجين لهذا الخط، ان يحفظوا أهلهم وإخوانهم في دمائهم وأموالهم وسياراتهم ومتلكاتهم، لكظم الغيظ والعفو عن الناس، والصبر عن الأذى، وعدم الإنجرار للفتنة التي يريدها العدو.
وقال: فبيروت وكذلك كل لبنان لمواطنيه وليس مقسما حسب المذاهب والطوائف، والتاريخ ليس لوحة حائطية لا تتغير ولا تتبدل، بل يجب علينا جميعا سنة وشيعة، مسلمون ومسيحيون ان نعمل للدفاع عن بلدنا ووطننا وعمرانه، ونحن أخوة نشترك مع بعضنا في السراء والضراء.
ان التردي الأمن والإقتصادي والسياسي الذي وصلت اليه البلاد، يتحمل مسؤوليته بقايا الحكومة التي يرأسها الاستاذ السنيورة، وتعنتها في غيها الإستتباعي لأوامر بوش وولش، وما قرارات التعدي الأخيرة المتعلقة بكشف شبكة الإتصالات المتعلقة بالمقاومة، وكذلك إقصاء العميد شقير، وما في ذلك من مخالفة للبيان الوزاري هي التي أدت لتفجير الوضع، ولهذا ندعو السنيورة ليكون بمصاف إخوانه رؤساء الوزارات السابقين في عروبتهم ووطنيتهم، وتلبية مطالب الناس وهم من أهل السنة، ولا يستطسع أحد ان يزياد عليهم، وليبادر لعملية بطولية يحفظها له التاريخ تخرجنا من الشرنقة الاميركية- الصهيونية، تجمع شمل اللبنانيين، بالتوافق على رئيس للبلاد وحكومة وحدة وطنية وقانون إنتخاب عادل، فهذا البلد لا يستطيع ان يحكمه فريق دون فريق أو طائفة دون أخرى، بل لا بد من جميع أبنائه الوطنيين المخلصين، ان يساهموا في الدفاع عنه وبنائه وعمرانه. اللهم انا قد بلغنا، اللهم فاشهد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.