المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

حدادة: دور اسرائيل كضابط للمنطقة بدأ يعاني ضعفا وتكرس هذا الضعف اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006

وطنية- 28/4/2008
دعا امين عام الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة الى بلورة مشروع مقاوم للمشروع الاميركي المعادي ، معتبرا ان انتصار المقاومة خلال عدوان تموز عام 2006 ، اسقط مبررات وجود الكيان الصهيوني كضابط في المنطقة يحمي المصالح الاستراتيجية الاميركية، ورأى ان الشعب اللبناني يدفع اليوم ثمن التزامات مؤتمر باريس ـ 3 ، متهما المعارضة التي نتفق معها على بعض القضايا، والموالاة التي لا نتفق معها على شيء، بالمساهمة في الوصول الى الوضع الاقتصادي المتدهور.

وكان حدادة يتحدث خلال ندوة اقامها المنتدى الثقافي الاجتماعي في الزهراني ، في النادي الحسيني لبلدة عدلون ، بحضور رئيس بلدية عدلون الدكتور حمزة عبود وفاعليات سياسية وحزبية وحشود شعبية ، قدم للندوة احمد وهبي باسم المنتدى ، ثم قدم حدادة مداخلة استهلها بالقول: الذين يسعون الى ضرب المقاومة يركزون على الجانب العسكري منها وهو جانب يشكل ارقى اشكال المقاومة ، انما يستهدفون حصار المقاومة لتوفير امكانية ضربها، واظهار ان المقاومة تنتج ثقافة الاستشهاد، التي يصفونها بـ ثقافة الموت، وهو امتداد لمشروع استعماري قديم يرتكز على السيطرة على منابع النفط ، ويتجدد هذا المشروع بشعار الشرق الاوسط الجديد ، لافتا الى ان الولايات المتحدة الاميركية اقتنعت بان الدور الذي كان مرسوما لاسرائيل كضابط للمنطقة ، بدأ يعاني ضعفا منذ الغزو الاسرائيلي للبنان ونشوء المقاومة التي حررت معظم الاراضي اللبنانية حتى العام 2000 ، وتكرس هذا الضعف اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006 الذي اثمر عن انتصار للمقاومة، كان صداه في الخارج اكبر بكثير من الصدى الذي تركه في لبنان ، مشددا على بلورة مشروع عربي مقاوم للمشروع الاميركي ، وقال ان هذه المواجهة تتطلب اطلاق الديموقراطية في الدول العربية والقيام بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية ، لتتحول هذه الاصلاحات الى عنصر قوة في مواجهة المشروع الاميركي، واعطاء البعد القومي للمواجهة .

وتوقف حدادة عند ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان فقال: كنا سعداء بهذا الخروج ، انطلاقا من الحفاظ على السيادة اللبنانية ، لاننا من دعاة صياغة علاقات صحيحة بين لبنان وسوريا ، تستند الى احترام سيادة البلدين والتكامل ووعلاقات الندية ، بعيدا عن العدائية ، اما ان يستبدل بعض الذين كانوا يتربعون على ابواب عنجر منطق التبعية والعمالة بمنطق العداء لسوريا حكما وشعبا، فهذا لا يفسر الا على انه التحاق بالمشروع الاميركي ، فنقل الوصاية من عنجر الى عوكر ، لا علاقة له بشعارات السيادة والاستقلال، وكنا نظن انهم يخجلون بعلاقاتهم مع رموز المشروع الاميركي ، لكنهم يقدمون المذكرات الى نائب وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد وولش الذي بشر اللبنانيين بصيف حار، وسأل الرئيس السنيورة: اين الحكومة من تصريح وولش؟، واين الذين كانوا يطالبون سوريا بان تتعامل مع اللبنانيين من خلال الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية؟، وهل ان السنيورة لم ير وولش ينتقل من منزل الى آخر متدخلا في الشؤون الداخلية ، ومحرضا على جزء من اللبنانيين ؟، وهل مسموح له التعامل مع شخصيات وقوى حزبية ؟، وهل مسموح للسعودية ان تتعامل مع النائب سعد الحريري ، من خارج الدولة ؟، وقال: ان بناء الدولة الحقيقية يكون من خلال منع السعودية وسوريا وايران وخاصة الولايات المتحدة الاميركية ، من التعامل مع اللبنانيين بالمفرق، كي لا يكون لبنان بلدا كان يخضع لوصاية واحدة هي الوصاية السورية ، الى بلد متعدد الوصايات.

واعتبر حدادة ان انتصار المقاومة في عدوان تموز احدث خللا في مبررات بقاء الكيان الصهيوني ، لكنه اسف لان شعارات نزع سلاح المقاومة التي كانت تطرح قبل العدوان ، عادت لتطرح بعده ، وقال: ان اللبنانيين لم ينجحوا في تحويل الانتصار الى حالة سياسية واجتماعية مقاومة، بسبب التمسك بصيغة المحاصصات الطائفية، فكل المبادرات تسقط وتموت اذا لم ننجح في ان نتحول من دولة العشائر والطوائف الى دولة المؤسسات.

وتوقف حدادة عند التدهور الاقتصادي، وقال: ان الشعب اللبناني يدفع اليوم ثمن التزامات مؤتمر باريس ـ 3 ، ونقول للمعارضة التي نتفق معها على بعض القضايا وللموالاة التي لا نتفق معها بشيء ، ان الجميع ساهم في وصول الوضع الاقتصادي الراهن ، مؤيدا تحرك الهيئات النقابية والعمالية والقطاعية، في اطلاق التحركات الشعبية.

ورحب حدادة بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ، انطلاقا من انها محلية ، وقال: يكفي ارتباطا بالخارج وانتظار الحلول من خارج الحدود ، اضاف: ان مبادرة الرئيس بري تمنع التوترات والانفجار الداخلي، ورأى انه لم يعد استحقاق رئاسة الجمهورية او تشكيل حكومة وحدة وطنية اولوية ، بل هناك استحقاق اساسي اسمه بناء الوطن ، داعيا الى اعادة الاعتبار الى تشكيل المجلس الاقتصادي ـ الاجتماعي ، كمؤسسة تلعب دورا اهم بكثير من الدور الذي تقوم به الحكومة، اضافة الى صياغة قانون انتخاب الذي يشكل اولوية تتعدى كل الاولويات، رافضا قانون العام 1960 الذي لا يحمي وجه لبنان المقاوم ، بل يكرس الزعامات الطائفية ويعيد انتاج الحرب الاهلية، وقال: ان هذا القانون سيكون هزيمة للشعب اللبناني، شانه شأن قانون العام 2000.
28-نيسان-2008

تعليقات الزوار

استبيان