ورأى أن "ثمة فرقاً كبيراً أن ينعقد مؤتمر باسم أصدقاء لبنان ويكون هدفه مساعدة الأفرقاء اللبنانيين على التوصل إلى توافق بينهم يكون مدخلاً إلى إنهاء التفرد والاستئثار من جانب سلطة غير شرعية، وإلى التوقف عن محاولة استخدام لبنان أداة لخوض الصراعات وتصفية الحسابات الأمريكية والعربية. وبين أن ينعقد ذاك المؤتمر وتكون غايته السعي القسري إلى إنشاء جبهة غربية - اقليمية تواصل المعركة ضد وحدة لبنان واستقلاله، وتجديد زخمها بعد فشل الإدارة الأمريكية وحلفائها العرب في منع انعقاد القمة العربية في دمشق. فبدلاً أن تصب المقررات الصادرة عن مؤتمر الكويت الهامشي في تعزيز الجهود الوفاقية لحل الأزمة اللبنانية، أتت أشبه ما تكون بإعلان صريح عن حرب مفتوحة ضد المعارضة الوطنية اللبنانية. واللبنانيون، على أي حال، يرون بأم العين، كيف تخاض هذه الحرب ضد المعارضة بأسلحة غير شريفة مثل التحريض الفئوي والاستفزاز الإعلامي والنفسي، وتسعير التوترات".
وقال: "إن ما صدر عن هذا المؤتمر يوضّح إذا كان لازال ثمة شك، أن النضال الذي أخذت المعارضة على عاتقها مواصلته هو نضال من أجل استقلال لبنان وحماية وحدته الوطنية والحفاظ على استمرار وجوده بصيغة العيش المشترك التي يجسدها التوازن والمشاركة. فقد ظهر أن ذاك التجمع هو من يدير المعركة فعلاً ضد المشاركة وضد الحرية، وهو من يقدم الدعم اللامحدود لأدواته التي قدمت أسوأ النماذج في بناء الدولة السيّدة والحرة والقوية، بل قدمت نماذج غير مسبوقة في تهديم أركان الوحدة الوطنية، وفي إشاعة الفساد السياسي والإداري، فصارت الحياة السياسية عقيمة بسبب رفض الإقرار بالوقائع السياسية، وأسيرة التمسّك الهستيري بسلطة مغتصَبة، أما الإدارات العامة فصارت أشبه بمسلخ ينهش فيه أكلة لحوم البشر أقوات الموظفين والعمال، وغلب على القضاء طابع التبعية المطلقة لمشيئة الغالب على السلطة حتى ولو كانت غير شرعية".
أضاف الموسوي: "تحاول تلك الجبهة الغربية - الاقليمية القسرية أن تغيّر توازن القوى في لبنان، وتشدّد حملاتها المالية والاستخبارية والتقسيمية لإضعاف المعارضة، لاسيما ركنها المسيحي. إن تلك المحاولة محكومة بالخيبة والفشل. فالمعارضة ليست ظاهرة عابرة في المعادلة السياسية، بل إنها بأطيافها تعبير عن قواعد راسخة في المجتمع اللبناني، لم تستطع القوة العسكرية ولا طول الأمد أن تهزمها أو أن تضعفها من قبل".
ورأى الموسوي: "إن أقصى ما تفعله هذه الجبهة هو إطالة عمر معاناة اللبنانيين بإطالة عمر الأزمة السياسية وتضخيم أعبائها الاقتصادية - الاجتماعية، وهذا لن يؤدي سوى إلى إلحاق الضعف والوهن بالأدوات التي تستخدمها تلك الجبهة في لبنان. من هنا، كانت دعوتنا الصادقة إلى من يسمون أنفسهم أصدقاء لبنان للكف عن سياسة تقسيم اللبنانيين ودفعهم إلى مزيد من النزاع والمواجهة، والكف عن سياسة استرهان وطنهم ورقة يستعملونها في مقايضاتهم. وكذا دعوتنا أفرقاء لبنانيين إلى انتهاج سبيل الحوار السياسي ورفع التوترات من الشارع، واعتماد النهج العقلاني في التعاطي السياسي، وحينها يتبيّن لهم أن لا مجال إلا بالإقرار بالمشاركة وإنشاء السلطة المتوازنة التي تشارك المعارضة فيها وفي قرارها. إنها دعوتنا للتمرد على النخّاسين، ولكي يكون الإنسان حراً، ولا حرية للبنان إلا بوحدة بنيه واستقلال إرادتهم.
وختم الموسوي: "إن الأهداف الأمريكية من لبنان والمنطقة معروفة، وهي مصالح إسرائيلية بامتياز، وإن السير في الركب الأمريكي لا يقود سوى إلى الخراب والدمار. وحتى يتعمّم نهج الاستقلال والوحدة ستواصل المعارضة نضالها ولن يفت من عضدها، أي تحامل أو هجمات، وواهم من يظن أن بإمكانه إضعاف المعارضة ودفعها إلى التراجع".