وجرى في خلال اللقاء بحث للعلاقات العربية ـ العربية، والأجواء التي رافقت انعقاد القمة العربية في دمشق، حيث شدد آية الله فضل الله على "أن أي فشل يمكن أن يصيب القمة العربية ونتائجها ينعكس على الواقع العربي بعامة، وعلى الجامعة العربية ومستقبلها أكثر مما ينعكس على دولة بعينها".
وأسف لدخول القضايا الشخصية في مسألة العلاقات بين هذه الدولة العربية وتلك، مشيرا إلى "أن ذلك لا يؤثر على الوضع في لبنان فحسب، بل على صورة العالم العربي بكامله أمام التحديات الكبرى التي تواجهه، وخصوصا إسرائيل تواصل مخططها العدواني ضد الفلسطينيين والواقع العربي والإسلامي كله".
وشدد على "أهمية الدور المصري في رأب الصدع العربي وفي إعادة اللحمة لعلاقة هذه الدولة العربية بتلك"، مشيرا إلى "أن لملمة الشمل عربيا تساهم في لملمة الشمل اللبناني". وأكد على"أن أي تقارب على المستوى العربي من شأنه أن يخفف من حدة الضغوط الأميركية التي لا تزال تفعل فعلها في تكريس الخلافات العربية وتعطيل الحل اللبناني".
ورأى "وجود خطورة في أن تحسب هذه الدولة العربية أو تلك على جهة لبنانية معينة"، مؤكدا أن المطلوب من جميع العرب أن يمارسوا أدوارا توفيقية وأن يعملوا لتسهيل الحوار بين اللبنانيين"، مشيرا إلى التعويل اللبناني على أن تقوم مصر بما في وسعها لإيجاد طريقة لحل المسألة واقعيا بعيدا من اتهام هذا الطرف اللبناني أو ذاك الطرف اللبناني بالتعطيل".
كما اكد على "ضرورة البحث عن وسيلة تحول الجدل العقيم إلى حوار منتج، لأن المسألة اللبنانية لا تحل على طريقة الفتاوى الحاسمة التي تطلق فيها الأحكام الثابتة هنا وهناك، ولا بالمواقف الغائمة، بل بالأساليب التي ترفض وجود غالب ومغلوب وتركز على الصيغ الواقعية للتوافق، محذرا من الوصول إلى واقع من الاصطفاف العربي الذي يجتذب اصطفافا لبنانيا، الأمر الذي يجعل الأزمة تستمر إلى مراحل لاحقة من خلال تكريس مركزيتين لبنانيتين تتعايشان مع واقع الانقسام العربي ويتعايش الواقع العربي معهما".