المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الموسوي: العمل العسكري لم ينجح لا في كسر التيار الوطني ولا في كسر إرادة المقاومة ولن تنجح اليوم أساليب الفتن

21/4/2008
التقى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيّد نوّاف الموسوي السفير البرازيلي في لبنان إدواردو سيساس عصر اليوم، وصرح إثر اللقاء: "لقد عملت الادراة الاميركية على تُغيَّب ذكرى مجزرة قانا بتواطؤ من أجهزة إعلامية وشخصيات سياسية صارت أذرعاً ليّنة للسياسات الأمريكية. لكن اللبنانيين، والجنوبيين منهم بخاصة، لن ينسوا أن الإدارة الأمريكية هي من وقف يدافع عن الجزّار "الإسرائيلي" ومن عَمَد إلى تجويف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك الذي أثبت نية التعمد الإسرائيلية في ارتكاب المجزرة، بل بلغ الأمر حد معاقبة بطرس غالي بعدم التجديد له لإعداده هذا التقرير".

أضاف: "وقد بلغت الوقاحة بالأمس أن قامت مندوبة الخارجية الأمريكية في لبنان بالاطّلاع على واقع القنابل العنقودية في الجنوب، محاولة تمويه حقيقة أن إدارتها هي التي زوّدت العدو "الإسرائيلي" بهذه القنابل المحرم استخدامها، والتي استخدمها في حرب حضّت عليها الإدارة الأمريكية لتكون مخاضاً لشرق أوسط جديد. إن تلك الجولة هي في واقعها تعبير عن العادة الثابتة في المجرم التي تدفعه دوماً لزيارة مسرح الجريمة".

تابع: "لقد كان الأحرى بالمسؤولة عن هذه المندوبة، أي وزير الخارجية الأمريكية أن تقدم إجابات على الأسئلة التي تطرح عليها في الكونغرس بشأن مخالفة القوانين الأمريكية حين جرى تزويد "إسرائيل" بهذا النوع من القنابل التي فُتحت لها المطارات المدنية في بريطانيا لإيصالها سريعاً لتُستعمل في الفتك بالمدنيين اللبنانيين أثناء الحرب وبعدها. وإن من حق المتضرّرين من هذه القنابل أن يقاضوا المسؤولين الأمريكيين أمام سلطات القانون المحلي والأمريكي والدولي، هذا على فرض التسليم بزعم أن الديموقراطيات قادرة على لجم السلوك الوحشي لحكومات أو إدارات منتخبة، وهو ما لم يظهره أي دليل، لما كانت كل الجرائم والمجازر الصهيونية والأمريكية قد مرت دون مقاضاة فضلاً عن العقاب".

أضاف: "على أن الأخطر في هذه السياسات الأمريكية هو الانخراط السافر للمسؤولين عن تنفيذها في تعطيل مساعي الحوار والتوافق بين القوى السياسية اللبنانية بما يحقق المشاركة في الحكم والإرادة، وفي تعميق الانقسام السياسي والطوائفي بل وداخل كل طائفة وصولاً إلى إشعال حروب أهلية متنقلة".
وقال: "لقد أخَذَت الإدارة الأمريكية تجاهر أنها لا تتورّع عن استعمال أي أسلوب في رعاية مسلك الاستسلام لمشيئتها والارتهان لسياساتها حتى بالإنفاق المالي على ما يسمى أمانته العامة، سعياً للقضاء على نهج الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته وحريته واستقلاله".

وتابع: "إن حرب الإلغاء التي تشنها ضد التيار الوطني الحر تهدف إلى إلغاء أكثرية مسيحية تؤمن بالتفاهم مع الشريك في الوطن للحفاظ على وحدته، وتتمسّك بإرادته الحرة فلا تتحوّل إلى عميل منفّذ أو مخبر لدى موظف في السفارة الأمريكية. ذلك أن لا حرية للبنان إلا بقدراته الذاتية الدفاعية ومن ضمنها المقاومة، ولا استقلال للبنان إلا بانتهاج سبيل التوافق بين اللبنانيين بما يحقّق وحدتهم التي تحفظ اختلافهم وتنوّعهم، ولا سيادة للبنان مع التجمّع الهجين تحت رعاية المندوب الأمريكي وإدارته".

وأضاف: "ولأن المعارضة بصمودها تحافظ على حرية لبنان واستقلاله، تعمل الإدارة الأمريكية دون هوادة لإضعافها بل والقضاء عليها، إما عن طريق تفريغ كيانات هزيلة طفيلية، وإما عن طريق تعويم تنظيمات تقسيميّة انعزالية لم تَجُر على اللبنانيين والمسيحيين منهم بخاصة، إلا المجازر والتهجير".

وتساءل: "هل هناك حاجة فعلاً للبرهان على أن السياسة الأمريكية كلّما حَلّت في بلد، حَلّ فيه الخراب والدمار والحرب الأهلية والفتن والمجازر والتهجير؟ ألا يكفي ما يجري في العراق دليلاً؟ ألا تكفي المأساة الفلسطينية ماضياً وراهناً برهاناً؟ على أن ما يجب التذكير به هو أن العمل العسكري لم ينجح لا في كسر تيار الجنرال عون، ولا في كسر إرادة المقاومة، ولن تنجح اليوم أساليب الفتن والتقسيم والتحريض والاستزلام المالي والسياسي".

وختم الموسوي بالقول: "إن أكثرية اللبنانيين التي نزلت إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء فملأتهما عن آخرهما في مشهد لم يسبق له نظير في لبنان، ولم يضاهه مشهد حتى الآن، إن هذه الأكثرية ستحافظ على وحدة لبنان واستقلاله، أما المرتهنون للإدارة الأمريكية والمراهنون على مشاريعها الفاشلة، فلن يجنوا سوى الخيبة والخسران كما جنوهما من قبل".
21-نيسان-2008

تعليقات الزوار

استبيان