وقال في حديث الى إذاعة صوت الغد: أنا أشكل محور الهجوم للموالاة ولأميركا، بهدف إضعاف المعارضة.
سئل: هل الهدف الحقيقي لزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير ديفيد ولش للبنان هو المشاركة في الذكرى الخامسة والعشرين لتفجير السفارة الأميركية في عين المريسة، أم أن هناك أهدافا أخرى؟
أجاب: بالتأكيد للزيارة أهداف أخرى خصوصا أنه اجتمع مع كل أركان الموالاة الذين يدعمهم وبات له حزب في لبنان وهذه حالة شاذة جدا، إذ لم نر حالة تدخل بهذا الوضوح من قبل.
سئل: ما سبب هذا التدخل في رأيك؟
أجاب: يتدخلون من أجل أن يظلوا مسيطرين على الحكم في لبنان من خلال المتعاملين معهم.
سئل: هل هذا يعني أن زيارته تهدف إلى تطويق المعارضة اللبنانية؟
أجاب: لا لتطويق المعارضة، بل لرفع معنويات الموالاة، لذلك قال لهم إن المعارضة قوية فيما أنتم أقوياء بحلفائكم في الخارج.
سئل: ماذا يقصد بقوله إن المعارضة قوية؟
أجاب: إنه يعلم أن ميزان القوى على الأرض هو لمصلحة المعارضة.
سئل: ولماذا استهداف العماد ميشال عون الذي كان حاضرا على كل طاولات المشاورات بين ولش وقوى الموالاة؟
أجاب: في الواقع، أنا أشكل محور الهجوم للموالاة ولأميركا، بهدف إضعاف المعارضة. ويقول إنني قطعت الطريق على السيادة، وأعتقد أنني الوحيد الذي
يدافع عن السيادة الحقيقية لأن مجرد حضوره هو ضد السيادة في لبنان، وتدخله بالشكل الذي يتدخل به هو أيضا ضد السيادة. أنا كل ما أفعله هو الدفاع عن السيادة، وكنت أتمنى على من قالوا إن قضية التوطين فزاعة وأن أميركا ضد التوطين أن يأخذوا رأي ولش ورأي الولايات المتحدة في التوطين وما هي التدابير التي تتخذ، غير إلغاء حق العودة وتطبيق خطة تنفيذية لذلك.
سئل: هل هذا يعني أن زيارات ولش اليوم ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأسبوع المقبل للكويت والرئيس جورج بوش في أيار إحتفاء بذكرى قيام دولة إسرائيل تندرج جميعها في هذا الإطار؟
أجاب: أكيد. إنها سياسة تدعيم قبيل الانتخابات الأميركية، والسيدة رايس تتحدث عن تمديد ولاية المجلس النيابي اللبناني. أعتقد أنها لن تبقى في مركز المسؤولية حتى ذلك الوقت. هذا نوع من الوعود التدعيمية، لكنها لن تكون في موقع الضغط للتمديد، فلنقل هو نوع من الترهيب للمعارضة لكنهم لن يصلوا إلى أي مكان يريدونه.
سئل: كرر السفير ولش مقولة رئاسة الجمهورية أولا من دون سلة متكاملة ويأتي الحوار بعد الانتخاب الرئاسي. كيف تقرأ ذلك وهل أميركا تريد فعلا رئيس جمهورية في لبنان؟
أجاب: أعتقد أنه قطع الطريق على المبادرة العربية بقوله ذلك وضرب الوفاق اللبناني- اللبناني، لأن لا رئيس توافقيا من دون تفاهم على نقطتين أساسيتين هما: حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب الجديد. ومن دون ذلك لا مبادرة عربية ولا رئيس توافقيا.
سئل: ولماذا هذا الاستعجال الأميركي لانتخاب رئيس لبناني؟
أجاب: هذا يندرج ضمن خطة أميركا السياسية في لبنان، والرئيس الذي سينتخب بهذا الشكل سيكون مواليا وليس توافقيا لأن كل قراراته، من دون تفاهم مسبق على النقاط الأساسية، ستخضع لقوى الموالاة.
سئل: كيف تقرأ تزامن إعلان النائب ميشال المر أن الجنرال عون هو من قطع الطريق على الرئاسة وفي الوقت نفسه مطالبة ولش بالرئاسة أولا واتهامك بأنك من قطع طريق السيادة؟
أجاب: إن ذلك جزءا من الحملة على التيار المعارض لانتخاب رئاسي بهذا الشكل ومن دون قيد أو شرط، فنحن نريد تحصين موقع رئاسة الجمهورية بحد أدنى من التفاهم لكي نستطيع دعمه في الأمور التي لا يمكنه الوقوف في وجهها وحيدا، ومن دون مجموعة تؤثر في قرارات مجلس الوزراء.
سئل: أين أصبحت مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية بعد كلام ولش الذي بدا نسفا لها؟
أجاب: طالبت منذ الأساس بجدية في الحوار وهم وقفوا ضدها لأنهم يريدون حوارا لإضاعة الوقت.
سئل: هل رعاية رايس للمؤتمر العربي في الكويت يمكن أن يعطل التوافق العربي - العربي لا فقط اللبناني - اللبناني؟
أجاب: أعتقد أن الولايات المتحدة تمارس ضغطها على كل القوى والأنظمة في المنطقة لتمرر توطين الفلسطينيين والضغط على لبنان. وسياسة أميركا تشكل خطرا على هوية لبنان وعلى الوجود المسيحي في صورة خاصة.
مبدئيا لا تعارض بيني وبين أميركا شخصيا إلا في المواضيع المتعلقة بسياسة أميركا في لبنان. أتابع سياستها منذ العام 1967 ودائما تضرب على الحلقة الاضعف التي هي لبنان لتمرر سياسة الحلول التي تلائم مصلحة إسرائيل. وهذا يشكل دوما خطرا على وجود لبنان.
سئل: ذكرت أن هجوم اميركا على العماد عون هو هجوم على المعارضة في شكل عام. لماذا لم يهاجم حزب الله في نقاش ولش والموالاة علما أنه حزب فاعل في المعارضة؟
أجاب: يعتمدون دائما سياسة العزل. فإما يعزلون عون ويهاجمونه وإما يعزلون حزب الله. همهم فصلنا بعضنا عن بعض بالتفاهم اللبناني - اللبناني. وبعضهم يحملنا مسؤولية الفراغ. أعتقد أن هؤلاء لا يحق لهم التصرف بحقوق المسيحيين لأن وجودهم في السلطة كان فراغا للمسيحيين إذ لم يقروا مثلا قانونا انتخابيا يسمح بالتمثيل المسيحي الصحيح في السلطة. اعتادوا التصرف بحقوق المسيحيين وفق مصالحهم الشخصية.
سئل: أين أصبح هذا القانون الانتخابي اليوم؟
أجاب: يجب أن يطرح الموضوع بجدية. ليس مهما أن يمر شهر أو شهران أو ثلاثة بل المهم أن يصلح الوضع الشاذ في لبنان وتعاد صياغة السلطة في شكل متوازن وعادل.
سئل: ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه ستستمر الأزمة أكثر من بضعة شهور؟
أجاب: عندذاك، لا يمكن الجميع التحكم بالأحداث، وسيكون على كل واحد الخطر نفسه على الأرض.
سئل: تردد أن محامين من القوات اللبنانية سيرفعون دعوى عليك بسبب إثارة موضوع المقابر الجماعية من دون وجود أثر لها، وثمة حديث آخر عن نبش مقابر في طرابلس خلفتها القوات السورية من أجل إحراجك.
أجاب: لا إحراج في ذلك أبدا. فأنا طالبت وأطالب بالنبش في أي مكان مشكوك في وجود مقبرة جماعية فيه لأن لدينا سبعة عشر ألف مفقود وأوضحت أكثر من مرة أنني لم أتهم أحدا بهم علما أن مرتكبي المقابر معدودون كأحزاب وكمؤسسات ميليشيوية ومعروفون. ولكن ليس من اختصاصي تحديد هويتهم بل هو اختصاص القضاء. ولكن يجب حفر كل المقابر لبت قضايا المفقودين خصوصا أن ذويهم يعيشون في وضعية لا معلقين ولا مطلقين. يجب أن يفهموا من هم في القوات اللبنانية وفي غير القوات اللبنانية أنهم إذا كانت لديهم غيرة وضميرهم مرتاحا فليطالبوا معنا بفتح كل المدافن الجماعية وإذا لم نجدها في أي مكان يحصلون عندذاك على براءة ذمة من الذين رآه الناس وشهدوه في بعض الأماكن وفي البحر وليقرأوا كتاب ريجينا صنيفر: jai depose les armes.
سئل: هل تثق بعمليات النبش خصوصا أننا رأينا أن المعايير العلمية لم تتبع في نبش مقبرة حالات المفترضة مثلا؟ فهل تكون عمليات النبش في حال حصلت تمثيلية أم حقيقة؟
أجاب: من الآن وصاعدا سندعو الأهالي إلى الحفر أولا ويستدعون بعدذاك الأدلة الجنائية. لكن ذلك من واجب الدولة والتعليق الذي حصل على حفريات حالات يكفي لإعطاء صورة واضحة للناس عما حدث.