واستفسرت السفيرة من السيد فضل الله حول بعض الأحكام والفتاوى الإسلامية المتعلقة بمسألة اللجوء، وكيفية التعاون المفترض بين المهاجرين وسلطات الحكم هناك، والنظرة الإسلامية الحقيقية إلى القوانين الوضعية وخصوصا في الدول الغربية.
وشدد السيد فضل الله خلال اللقاء "على بيان الموقف الإسلامي الشرعي،الذي ينبغي للجاليات الإسلامية أن تتحرك من خلاله، سواء لجهة احترام القانون أو عدم الإساءة إلى أمن الدول الأخرى، ولكن مع الاحتفاظ بالخصوصيات الإسلامية التي أكدها الإسلام، وخصوصا في مسألة الحفاظ على الشخصية الإسلامية", ولاحظ "وجود جماعات في الغرب ومراكز دراسات وشخصيات مختلفة، تعمل على تشويه صورة الإسلام، إضافة إلى الجماعات المتطرفة التي تعتدي على المهاجرين، وخصوصا إذا كانوا من المسلمين، بالتوازي مع وجود جماعات مسلمة تتحرك بأساليب غير حضارية ضد الآخرين، ولا تفهم الإسلام على حقيقته، وكأن هناك ما يشبه التفاهم غير المعلن بين هؤلاء وأولئك لتعقيد علاقات المسلمين بالغرب".
وأكد "أننا ضد التطرف والتعصب الذي يأتي من هنا أو هناك"، كذلك أكد "الحرص الدائم على العمل الذي يجعل الجاليات الإسلامية تندمج مع الآخرين، مع الحفاظ على خصوصياتها"، مشيرا إلى "أن المسلمين بغالبيتهم الساحقة منفتحون على الآخرين"، داعيا الإدارات الغربية إلى "المساهمة في تأصيل العلاقات وتعميقها مع هذه الجاليات عبر احترام الإسلام وعدم الإساءة لنبيه، والسعي للتعرف على الإسلام في مفاهيمه الأصيلة وتعاليمه السامية".
وأوضح الموقف الإسلامي من العنف، مشيرا إلى" أن الإسلام يرفض العنف ولا يبيح استخدامه إلا في حالات الدفاع عن النفس و" في مواجهة الذين يفرضون علينا العنف".
وأضاف: "من يثير الحرب ضدنا ويسعى لاحتلال بلادنا وقتل أهلنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا ـ كما يجري في فلسطين المحتلة ـ ومن يوجه صواريخه لقتلنا ويغير علينا بطائراته، لا يمكن أن نقدم له إضمامة ورد لأنه لا يفهم بلغة الورود".
وأشار إلى الاستراتيجية الأميركية في المنطقة القائمة على التزام أمن إسرائيل بشكل مطلق والسيطرة على منابع النفط، ورأى "أن لبنان يدخل في هذه الاستراتيجية من باب العمل لكي لا يتحول إلى موقع يخيف إسرائيل أو يشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي من خلال مكوناته السياسية ونظامه السياسي، كما تعمل الإدارة الأميركية لاستخدام لبنان كورقة في مواجهة الأطراف التي تختلف معها في المنطقة، ولذلك رأينا حرص هذه الإدارة في أن يتحول لبنان إلى ساحة منفتحة على مصالحها ومفتوحة على الاستخبارات الدولية، ولذلك فهي لا ترى مشكلة في أن يمتد الفراغ في المسألة اللبنانية بعيدا، فيما تضغط الأزمة الاقتصادية على جميع المستويات".