أجواء "إيجابية ومشجعة" في لقاء الرئيسين بري ومبارك: اجتماع وزاري قريب خاص حول لبنان أمر مستبعد وصعب التحقيق
وكالات + جريدة السفير اللبنانية - 14/4/2008
صارح رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس المصري حسني مبارك لدى لقائه به أمس الأحد في القاهرة على مدى تسعين دقيقة، "بأن المعارضة اللبنانية ترغب بالحل وهي تقدم المبادرة تلو المبادرة وآخرها، ابداء حسن النية ازاء الموضوع الحكومي شرط قبول الأكثرية بقانون العام 60 الانتخابي وبعدها نذهب لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ونقر القانون الانتخابي في الجلسة نفسها".
وشدد بري على أن العرض الذي قدمه بالدعوة الى الحوار تم ربطه بموعد الجلسة النيابية المقررة لانتخاب ميشال سليمان، اي أن الحوار يعقد من 18 نيسان الى 21 منه وفي 22 ننتخب رئيس الجمهورية اذا توصلنا الى اتفاق واذا لم نتوصل نتابع الحوار ونحدد موعدا جديدا لانتخاب الرئيس وسيكون البند الرئيسي قانون الانتخاب (قانون الستين) مع تأكيد الانفتاح بالتعامل مع موضوع الحكومة».
وقالت أوساط الرئيس بري لـ«السفير» ان الجو ايجابي ومشجع، لكنها رفضت تأكيد وجود أي عرض ملموس أو أفكار محددة لدى الجانب المصري، وأشارت الى أن مبارك حثّ بري على المضي في جهوده ومساعيه من أجل التوصل الى حل في لبنان، وقال مبارك لبري «اذا كان هناك من مجال للاتفاق بين اللبنانيين، لم لا؟ عليكم أن تقدموا ونحن سنكون معكم»!
والتقى بري وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، على ان ينتقل اليوم الى قطر، وفي وقت لاحق يزور المملكة العربية السعودية للقاء كبار المسؤولين فيها.
وذكرت مصادر الوفد المرافق لبري لـ«السفير»، انه "أحيط باهتمام لافت للانتباه من الرئيس مبارك وكافة المسؤولين الذين التقاهم، وكان هناك تاييد لمبادرته الحوارية وتأكيد على دوره الوطني الجامع في هذه المرحلة". وقالت المصادر «كان هناك اصرار مصري على بذل كل الجهد لإنجاح الدعوة الى الحوار انطلاقا من عمل عربي مكثف تقوم به مصر، خاصة مع السعودية، وتجلى ذلك في ما ابلغه وزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط لرئيس المجلس عن زيارته امس الاول، الى السعودية ناقلا رسالة من مبارك الى الملك عبد الله، وكذلك عبر الزيارة المفاجئة التي قام بها امس وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل الى القاهرة يرافقه رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز.
وعلم ان الجانب المصري تفهم وجهة نظر الرئيس بري من مسالة دعوة وزراء الخارجية العرب لاجتماع لمناقشة ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية، والقائمة على انه كان بإمكان لبنان ان يحضر القمة العربية ويعرض ما يريد، اما الان فإن الدعوة لعقد اجتماع وزاري خاص بعد مدة قصيرة من القمة امر مستبعد وصعب التحقيق. كما عرض بري للموقف الذي أبلغه اياه الرئيس بشار الاسد حول استعداد سوريا للالتزام بكل مقررات مؤتمر الحوار الوطني في لبنان وخاصة موضوع التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود بين البلدين.
وأعلن بري في مؤتمر صحافي في قصر الرئاسة المصرية، ان مصر والسعودية وسوريا تستطيع مساعدة لبنان لكنها ليست بدلا عن اللبنانيين، واكد انه لا يحمل رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد الى الرئيس حسني مبارك، ولكنه اشار الى انه وضع مبارك في اجواء اللقاءات التي عقدها في دمشق.
وأكد أبو الغيط بعد الاجتماع مع بري، «أن العمل العربي والمصري سوف يستمر من أجل تحقيق انفراجة في الأزمة اللبنانية»، نافيا علمه بعقد أية قمة عربية مصغرة حول لبنان في المستقبل القريب.