كلمة كرم
وفي مستهل اللقاء قال النقيب كرم: "نزورك دولة الرئيس لاننا اشتقنا لقياك، فالايام الصعبة حالت بين لقاءاتنا، واخواني وأنا نحن هنا اليوم لنحيي رئيسا قائدا صادقا ومرنا وشفافا يعرف كيف يتعامل مع الامور الساخنة باستدارات لا بزوايا جارحة، وبمرونة هي التي كانت دائما سبيله وطريقه الى كسب القضايا المطروحة، فهو كلما تعرض لشأن صعب حله بمرونة وبسلامة تعامل وبالحضور الدائم، وسمي رجل المبادرات لانه صاحب هذه المبادرات وصانعها، لا ناقلها ولا مقتبسها، والموقف الثابت الباني والوحدة الوطنية والاخوة بين اللبنانيين في هذا المجال كان نبيه بري بارعا وعالما بكيفية التصرف والانتصار.
واخواني وانا نتمنى لدولة الرئيس مزيدا من النجاحات يوظفها لخير لبنان ولوحدته ولسيادته، ونتمنى له بقلوبنا وبأقلامنا ان يوفق في مساعيه لانقاذ لبنان من المحنة الصعبة التي يمر بها والتي تحتم على رجال من وزن نبيه بري أن ينهضوا بها من عثرتها وفقك الله يا دولة الرئيس".
الرئيس بري
ورد رئيس المجلس قائلا: "من يسمعك حضرة النقيب يتأكد اكثر فاكثر ان من ليس له "عتيقا" ليس له جديدا، مع العلم ليت كل شيء عتيق، الحقيقة مرت مسافة زمنية طويلة قبل ان أحظى بهذا الاجتماع، وكان التقصير مني انا كالعادة، ولكن كما قلت فان الامور في هذه الظروف، دولاب العجلة في هذا البلد ودولاب المؤامرة يتسابقان. ولذلك نضطر احيانا كثيرة، لأن جزءا من الاعلام ، وهذا لا اقوله نقدا للاعلام، لاننا دائما نقول بان الاعلام يحارب بمزيد من الاعلام، وتحارب حرية الاعلام بمزيد من حرية الاعلام، ولكن هناك انواع من الاعلام خصوصا برامج "التوك شو" لها دور كبير جدا في التهييج، وهذا ليس نقدا لوقفه بل نقدا لإصلاحه، أضف الى ذلك انني لم أر في أي بلد من بلدان العالم في الاعلام ان يستمر أحد بما فيهم أنا يبقى على شاشة التلفزيون ثلاث او اربع او خمس ساعات، من التاسعة الى الواحدة او الثانية بعد منتصف الليل. أكبر مناظرة تلفزيونية تبقى ساعة، وأكبر حديث تلفزيوني لأكبر رئيس يمتد نصف او ثلاثة أرباع الساعة، لماذا؟ لانه توجد أجوبة مختصرة لا ان يجلس ويسهب بالكلام أضف الى ذلك التجاوب باطلاق الرصاص في الخارج، وهذا ما جعلني بكل تأكيد وحرمني فعلا ان أجري مقابلة تلفزيونية، لماذا؟ لانني نبهت في المرة الاولى وحصل ما حصل في المرة الثانية، و"الله لطف" لانه لم يقع شهداء وضحايا. لقد حصل تجاوب جزئي في المرة الثانية ما جعلني أقول كفى، ولا يعني ذلك ان لا أطل على التلفزيون، ولكن يمكن ان أجيب مثلا على سؤال أو أجري لقاء عاما اعلاميا، ولكن ان أجري مقابلة تلفزيونية بالشكل المعهود فقد قررت ان أوقف ذلك الى حين أرى ان الامور قد تغيرت، أكرر أهلا وسهلا واعتذر عن كل تأخير".
نص الحوار
سئل: لم نسمع منك عما تحضر بعد زيارة دمشق وغير ذلك؟ أجاب: "الحقيقة، تحتار شوقا للشم ام للضم، الموضوع في لبنان كل شيء يمكن ان افهمه الا ان نقفل علينا الابواب كلها ونصبح بين اثنين إما ان ندعو الى الله ليخلصنا وإما ننتظر معجزة ما تحصل.
الدعاء لله جيد ولكن علينا ان نضيف له عملا (ان الله يأتي النصر من يشاء) الضمير لمن يشاء، ليس لله عز وجل، هو للعبد لمن يشاء النصر. اذا كان الحوار بين اللبنانيين ممنوع، فانني اسأل ماهو المسموح؟ لقد حصلت مبادرات: مبادرة 2 اذار 2006 التي دعوت لها، وليس صحيحا انها فشلت على العكس لقد نجحت نجاحا باهرا ووضعت امورا كانت دقيقة وخطيرة جدا، ومع ذلك حصل توافق بين جميع اللبنانيين عليها، وبقيت من دون تنفيذ نتيجة الحرب الاسرائيلية التي حصلت، ولكنها كرست. وفي جلسات التشاور في 6 تشرين الثاني 2006 اجرينا حوارا اخر ووضعت على جدول اعماله بندين "سبحان المغير الذي لا يتغير" وقامت القيامة يومها عليه، وضعت بندين: حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخابات، وقالوا يومها لماذا وضعت هذين البندين؟ وفشلنا في التشاور نتيجة الالتباس الذي حصل في موضوع تعيين جلسة المحكمة الدولية... الى اخره، وبعدها حصلت حوارات ثنائية بيني وبين سعد الحريري وبيني بين آخرين الى ان وصلنا الى 31 اب عندما قلت تفضلوا لننتخب رئيسا للجمهورية ومن دون موضوع حكومة الوحدة الوطنية، ويومها كان مطلوبا مني انهم يريدون مبادرة لبنانية صرف.
وقلنا ان ليس لدينا اي شرط على الاطلاق، هناك من قال انك اشترطت الثلثين (نصاب انتخاب رئيس للجمهورية) هل هذا هو شرط، وهذا دستور وعرف وكل شيء. قلنا لهم بدلا من ان نبقى نتلهى فلنجر انتخابات رئاسة الجمهورية. هذا الكلام اطلقناه في 31 اب في بعلبك، وكنت قد عينت قبل شهرين موعد الجلسة في 25 ايلول، وهو اول تاريخ من المهلة لانتخاب الرئيس، ولكي تنتهي هذه المهلة هناك ثلاثة اشهر لبحث موضوع الحكومة، ويساعد في ذلك رئيس الجمهورية فنصل الى نتيجة، ولم اكن اتكلم عن عبث. ولكننا تلهينا خلال هذه الاشهر الثلاثة بالجدل حول النصف زائدا واحدا او الثلثين حتى وصلنا الى 24 تشرين الثاني من دون ان ننتخب الرئيس، علما انني يومها سربت اسم العماد ميشال سليمان وقامت القيامة علي بان انتخاب سليمان يحتاج الى تعديل دستوري، و"هاتوا بيت الله لنهده". وقيل ايضا انه عسكري وانه موظف عند السوريين، لا اريد ان اقف عند هذا النقد، وقد وصلنا الى تجاوز المهلة (مهلة انتخاب الرئيس) واتت المبادرة الفرنسية وقبل اخواننا في الموالاة بالعماد سليمان، من الذي تردد؟ المعارضة. لقد ترددنا، هذا واقع، مشينا بالمبادرة الفرنسية. ماذا قالت المبادرة الفرنسية؟ قالت ما وضعناه سابقا نفسه: انتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق، حكومة وحدة وطنية، وقانون انتخاب. ولكن في عهدها كرسنا بشكل او بآخر ان العماد سليمان هو الرئيس التوافقي، اليس كذلك؟ وجاءت المبادرة العربية بالبنود ذاتها ولم تخترع البارود التي هي: رئيس للجمهورية بالتوافق، وحكومة الوحدة الوطنية، وقانون الانتخابات. وقد املنا من القمة العربية، انا والاستاذ عمرو موسى كنا نامل بان تكون القمة فرصة لحلحلة الامور، لماذا؟ لان تفسيري للمبادرة والذي كنت حذرت منه حدث قبل مجيئه الى لبنان،قبل ان يعلن المبادرة. ان كلامه لي خلال الاتصال الهاتفي عن المبادرة يعني 10-10-10 وطبعا عندما اقولل صيغة العشرة، عشرة، عشرة فهذا فيه تنازل من المعارضة لان المعارضة كانت تصر منذ اكثر من سنتين على الثلث زائدا واحدا.
علما ان الاكثرية في صيغة العشرة، عشرة، وعشرة تبقى متحكمة بالموضوع لان رئيس الحكومة سيكون منها وفقا للاستشارات النيابية ولو كانوا أكثرية بصوت واحد. انا والاستاذ حدث وغيرنا كنا نأمل بالقمة العربية بان تكون فرصة ومناسبة للحلحلة. مع الاسف حصل خطأ من لبنان، والقمة العربية ليست ملك سوريا ولا ملك السعودية ولا ملك مصر ولا ملك لبنان، هذه مداورة، لو تم اختيار مكانها الان نكاية بلبنان، كنا نفهم الامر. وفي مقابلة تلفزيونية قلت انه على رغم من كل موقفي بالنسبة للحكومة هذه الحكومة موجودة وبالتال توجه الدعوة الى رئيس الحكومة، وبالتالي ليس نبيه بري هو الذي يذهب كما كان يتردد ولا قائد الجيش ولا الاستاذ فوزي صلوخ، يذهب رئيس الحكومة، الحكومة الموجودة تجتمع وهي التي تختار، نحن لسنا اقوى المملكة العربية السعودية، كان بامكاننا اذا كنا نريد ان لا نذهب ان نرسل شخصا، حتى لو كان هذا الشخص موظفا، اخواننا في المملكة العربية السعودية ارسلوا سفيرا كان يمكن ان نرسل سفيرا، مع احترامي لكل الناس، برايي انا اننا اضعنا فرصة وهذا ليس تهجما بقدر ما هو نقد حقيقي لمرحلة.
ثم عندما انتهت القمة، اخذوا يتحدثون عن محاولة لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب، وقد ارسلت خبرا للرئيس السنيورة من "تحت لتحت" قلت له "ترزقك الحجة والناس راجعة". كيف يمكن ان يحصل ذلك، وكيف الدعوة لمؤتمر وزراء الخارجية العرب وامس انتهت القمة التي لم يشارك فيها لبنان؟ ماذا يفيد هذا؟ مع الاسف الشديد لم تحل الازمة اللبنانية في القمة العربية ولم يتم احراز تقدم، لا بل ان القول الذي كررته "س . س" السعودية - سوريا هذا واقع على الارض، ولا يعني ذلك ان كل اللبنانيين تابعون للسعوديين والسوريين، ولكن هناك عوامل. دائما يكون في لبنان هناك مؤازرة بالنسبة لهذا الموضوع، ولا اريد ان اذكر كل التاريخ واتكلم كيف انتخب كل رئيس جمهورية، دائما كانت تحصل اتصالات احيانا تكون من مصر واحيانا من السعودية. ولا اريد ان اقف عند هذه الامور ولكن كما يقول المثل "كلمة بتحننن وكلمة بتجنن"، على الاقل يكون هناك مؤازرة في هذا الموضوع. مع الاسف بدل ان تقرب القمة بين السوري والسعودي، اذا على الاقل لم تبعد، لم ار انها قربت، وصلنا الى ما وصلنا اليه، هناك من يتهم الان نبيه بري بانه يريد ان يجري الحوار للمماطلة، مماطلة ماذا؟ اماطل لكي اصبح رئيس مجلس نيابي؟ اماطل على ماذا؟ هل انا مسرور بانني احاول اضعاف موقعي؟ هل عندي وطن آخر غير لبنان، هل قصرت بالحوار؟ الحمد لله يقولون "ان المخلص له ثلثي الحصة" ولكن نحن تنالنا كل الحصة.
ويقال انني اريد تبرئة سوريا؟ هل سوريا بحاجة الى براءة مني؟ سوريا دولة، هل تحتاج ان يدافع عنها نبيه بري او فلان او فلان؟ وثانيا خلال تعاملي مع اي بلد عربي اريد ان اسأل الموالاة سؤالا: هل تعاونت مع سوريا اكثر ام مع السعودية اكثر؟ كنت أنسق مع كل الدول من دون استثناء، التنسيق شيء وان تكون تابعا شيء آخر. ان شاء الله لا نكون تابعين الا لله عز وجل، بمعنى آخر اكرر هذا القول" جدي كان يعدل المايلة، قللوا كان يعد لها قبل ان تميل". قبل انعقاد القمة وقبل ذهابي الى مؤتمر أثينا قلت انني سأنتظر حتى تنتهي القمة العربية، قلت ذلك في مقابلتي مع محطة "نيو.تي.في" فاذا حصل خير قضى الله امرا كان مفعولا، واذا لم يحصل خير لا سمح الله، انتظر خمسة او ستة ايام لاعرف حقيقة ما خرجت به القمة وعندئذ ساعود الى الحوار، هذا ما قلته، ألم أقل ذلك؟ فكيف يكون انني مخطط لما بعد ذلك، هل انا أبصر قلت انني سأجري اتصالات اوروبية وقمت بذلك، وقلت سأقوم بجولة، ولكن سأدعو للحوار. الذي يرى ان المبادرة العربية ليست بحادة الآن الى إنعاش يكون لا يعرف بالسياسة، المبادرة العربية الآن اذا لم يساعدها الحوار اللبناني - اللبناني انتهت وسقطت.
حتى الآن طرحت الحوار ولكنني لم أدع اليه حتى الآن، واذا لم يحصل تجاوب من المتحاورين أزعم انني ما زلت حتى الآن جسرا بين اللبنانيين، وليس لي مصلحة ان اهدم، ليس حفاظا على الجسر بل على التواصل بين اللبنانيين. لقد طرحت موضوع الحوار، حتى الآن هناك المبادرة العربية، وعندما طرحت الحوار قلت ان هذا الحوار هو ليلاقي المبادرة العربية في نصف الطريق، اذا لم ننعش المبادرة العربية بهذا الحوار فان المبادرة وصلت الى الطريق المسدود، الا اذا حصلت اعادة شيء من التواصل بين ال"س . س". اما في الوضع الراهن المبادرة العربية في منتصف طريق مسدود، وبرأيي ان الحوار الذي ادعو اليه هو لانقاذ المبادرة العربية للتوصل الى انقاذ لبنان.