أضاف: "إن السلوك السياسي - الإعلامي لفريق سلطة الأمر الواقع غير الشرعية يقوم على الاستئثار ونفي الآخر، بل والسعي إلى استئصاله وجودياً فضلاً عن استئصاله فكرياً وسياسياً. لقد تجاوزت حملاته الدعائية حد النيل المُسفِّ من الهويات الثقافية لجماعات لبنانية أساسية مكونة للمجتمع اللبناني".
وقال: "إن لبنان هو بلد التنوّع والوحدة في آن معاً، فلا تكون الوحدة وحدة صَهر وإلغاء، ولا وحدة توحُّد واستفراد. بل اتساع المدى السياسي ليشمل المختلف في إطار التوافق. وهو ما يتأسّس على مجلس نيابي يجمع في تمثيله الدقة في التعبير عن إرادة الناخبين، والوحدة الوطنية في دائرة الانتخاب، وهذا ما يؤمنه قانون الستين. أما معوقات الحل، فهي إلى ذهنية الاستئثار والاستفراد والتسلط، الإرادة الأمريكية باستخدام لبنان كأداة لتحقيق المصالح الإسرائيلية فيه أولاً، عبر تحويل لبنان إلى حديقة خلفية للكيان الصهيوني، وذلك لا يتم إلا بتجريد لبنان من قدراته الذاتية في الدفاع عن نفسه، والقضاء على المقاومة فيه عبر الاغتيالات والحصار السياسي وقرع طبول الحرب".
وتابع الموسوي: "لقد قامت المقاومة، حين عجزت اتفاقية الهدنة 1949 عن حماية الأراضي اللبنانية والمزارعين اللبنانيين،. وقامت المقاومة لتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي. وهذه المقاومة لا تحتاج إلى شهادة من أحد". وقال: "إن علاقاتنا التي نحرص على أن تكون جيدة مع أصدقاء لبنان والدول بصورة عامة، نريدها علاقات على أساس الاحترام المتبادل، والإقرار بحقائق المقاومة التي لا سبيل لتجاوزها".
وختم الموسوي: "إن المناورة الإسرائيلية الكبرى ترسخ القناعة بضرورة رفع القدرة الدفاعية للمقاومة على صعدها كافة. وكان الأولى بمن في السلطة أن لا يخفي استغلاله للتوتر وراء إظهار التخوف واللغو، بل التخلي عن التفرد والمسارعة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتشارك القوى السياسية جميعاً في صناعة القرار فيها، دون طغيان أو تهميش. وعلى أي حال، فقد انتهى الزمان الذي كان يحقق مجرد الاستعراض العسكري الإسرائيلي فيه غايات وأهدافاً سياسية منذ انطلاقة المقاومة وسيرها المتصاعد من نصر إلى نصر، تسود روح جديدة، روح الكرامة ووعي جديد، هو وعي الحرية".