وطنية-9/4/2008
استقبل آية الله السيد محمد حسين فضل الله، سفير هولندا في لبنان روبرت زلوفيرست، وجرى عرض مفصل للعلاقات الهولندية ـ الإسلامية والأثر السلبي الذي تركه فيلم "فتنة" للنائب الهولندي "فيلدرز" على هذه العلاقات.
ونقل السفير الهولندي تأكيدات حكومته الرافضة للمساواة بين الإسلام والعنف، و"أن الفيلم ليس له غرض إلا الإهانة، موضحا أن الآراء المعروضة في الفيلم ليست آراء الحكومة الهولندية ولا البرلمان الهولندي، وأننا نستطيع العيش سوية مسيحيين ومسلمين ومن مختلف الديانات والأعراق، من خلال التأكيد على نقاط اللقاء وعدم التشديد على نقاط الاختلاف".
من جهته، أكد السيد فضل الله عدم تحميل المسؤولية للحكومة الهولندية بشكل مباشر عن فيلم "فتنة"، مشيرا إلى ضرورة أن يظهر الاحترام للإسلام في التشريعات الغربية، لا أن يقتصر الموقف عند كل مشكلة تثار على العمل لتخفيف حدتها من قبل الحكومات الغربية استباقا لأية أحداث أو تطورات سلبية محتملة، لأن هذه الأمور كان من الممكن معالجتها قبل أن تصل إلى هذا المستوى لو أن التشريعات الغربية تلحظ مسألة مكافحة الإساءة للأديان ولا تقتصر في حركتها التشريعية والميدانية على ملاحقة ما يتصل بإسرائيل واليهود تحت عنوان معاداة السامية".
وأشار "إلى مسألة لا بد للادارات الغربية من أن تفهمها جيدا، وهي تلك التي تتصل بالوجدان الإسلامي الذي لا يمكن أن يرضى بالإساءة للرسول الأكرم(ص)، أو للقرآن الكريم تحت أي اعتبار من الاعتبارات"، مؤكدا "حضور الأنبياء، وخصوصا النبي محمد(ص) في الوجدان الإسلامي، تختلف عما هي عند الآخرين، وشدد "على دراسة المسألة في الجانب القانوني الذي يمنع من تكرار هذه الإساءات وفي ضرورة احترام الجوانب النفسية في العالم الإسلامي، مبديا قلقه من استغلال بعض الجهات للاساءات التي تحدث للقيام بأعمال عنفية أعلنا مسبقا رفضها".
وأكد "أن القرآن صريح وواضح في رفضه استخدام العنف من قبل المسلمين إلا في نطاق الدفاع عن النفس وليس لمواجهة الناس في العالم. كما أن الإسلام لا يجيز استخدام العنف لمجرد الاختلاف مع الآخر، ولذلك فنحن كنا ولا نزال نتطلع لإنشاء أوسع علاقات الصداقة مع شعوب العالم، وإذا كان بعض المسلمين يستخدمون العنف ابتداء لفهمهم الخاطىء للاسلام، فإن في الغربيين فئات تمارس العنف ضد المدنيين والأبرياء أيضا، كما أن الاحتلال يمثل حالة عنفية مستمرة".
كذلك اكد السيد فضل الله "الاستعداد للدخول في حوار واضح وصريح مع اليمين الهولندي، وخصوصا النائب فيلدرز لإطلاعه على المفاهيم الإسلامية والقرآنية في مسألة العنف وغيرها، لأننا نزعم أنه يحكم على دين بأكمله، كما يحكم على القرآن الكريم، من دون أن يفهمه أو من دون أن يقرأه، أو من خلال ترجمات غير صحيحة أو غير دقيقة قد تكون قدمت له".
وشدد على "أن الإسلام لا يمنع الآخرين من مناقشة أفكاره ومفاهيمه، ولكنه يرفض الإساءات أوالإهانات أو الأحكام المسبقة التي تنطلق بعيدا عن العلمية والموضوعية".