الأسد لبري: سوريا مستعدة لدعم أية صيغة للحل لا تستفز أحداً وملتزمون بمقررات مؤتمر الحوار بما فيها ترسيم الحدود
وكالات - 8/4/2006
أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "لا شروط سورية على توافق اللبنانيين"، وأكد دعم سوريا للحوار اللبناني «وللتوافق الوطني سبيلاً وحيداً لحل الأزمة اللبنانية»، وأعرب عن استعداد سوريا التي تترأس القمة العربية «لتقديم كل مساعدة ممكنة يطلبها اللبنانيون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان».
ونقل الرئيس بري عن الرئيس الأسد التزام سوريا بمقررات مؤتمر الحوار الوطني كافة الذي انعقد في آذار 2006 بما فيها ترسيم الحدود واقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا. وأبدى الأسد استعداد سوريا للمساعدة على كل ما من شأنه التوصل الى حل بتوافق اللبنانيين وبعيداً عن اية املاءات خارجية من اية جهة أتت. وقال الأسد إن سوريا مستعدة لدعم اية صيغة للحل لا تستفز أحداً من اللبنانيين.
ونقل زوار بري عنه قوله إن زيارته لدمشق وهي الأولى من نوعها منذ حوالى السنتين، كانت أكثر من ناجحة وقد تكون من أفضل الزيارات وأكثرها ايجابية، وقال «لمست أقصى درجات التسهيل للتوافق اللبناني والرئيس الأسد أكد التزام سوريا بالمبادرة العربية ببنودها كافة، وفي مقدمها انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية». أضاف «دمشق تتعاطى مع المبادرة العربية بوصفها مسؤولية عربية وسورية، خاصة أنها أصبحت تتحمل حالياً مسؤولية رئاسة القمة العربية وهي معنية أكثر من أي وقت مضى بإنجاح المبادرة».
وبدأ الرئيس بري يعد العدة للمرحلة الثانية من جولته العربية التي ستشمل الرياض والقاهرة، على أن يتوجه في الثاني عشر من الحالي الى قطر للمشاركة في منتدى الدوحة السنوي. وحظي الرئيس بري بتكريم واضح من الجانب السوري، حيث بادر الرئيس الأسد الى استقباله شخصياً ومن ثم أجلسه على يمينه كما يفعل في حالة تكريم ضيوفه من اللبنانيين والعرب والأجانب. وشارك في اللقاء الذي دام ساعتين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم وعضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي حسن خليل.
ووصف الرئيس بري الزيارة بأنها «ناجحة وأعطتني زخما جديدا ودفعا في سبيل الحوار بين اللبنانيين من اجل انتخاب رئيس توافقي، وهذا ما تم الاتفاق عليه، وتبقى نقطتان من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخابات». ورداً على سؤال قال بري «لسوريا تأثير على حلفاء بلبنان وللسعودية تأثير على حلفاء أيضاً وعولت على هذا الأمر قبل القمة، وكنت أتأمل أن يصدر حل من القمة العربية، لكن مع الأسف حصل الغياب اللبناني عن القمة وبالتالي لم يجر التطرق إلى الموضوع اللبناني ولم يجر حل لهذه النقطة، لذلك أردت عبر الحوار إكمال المبادرة العربية التي انطلقت أصلاً من الحوار اللبناني اللبناني بمعنى التشعبات الثلاثة أي انتخاب رئيس الجمهورية وحكومة وحدة وقانون انتخاب».
وذكرت وكالة «سانا» أن نائب الرئيس السوري استكمل المحادثات مع الرئيس بري في حضور الوزير المعلم ومحمد ناصيف معاون نائب الرئيس السوري والنائب علي حسن خليل.
وقالت أوساط الرئيس بري بعد عودته الى بيروت، مساء أمس، إنه جرى خلال اللقاء استعراض عام لكل المرحلة الممتدة منذ الزيارة الأخيرة للرئيس بري في آذار 2006 الى دمشق عندما رتّب موعدا لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق وبادر الأخير الى طلب تأجيل الزيارة. وأن الموضوع اللبناني استحوذ أكثر من نصف اللقاء، وخاصة مقررات الحوار التي دقق الجانب السوري فيها وأعلن موافقته عليها، فيما تم التطرق في الجزء الباقي للملفين العراقي والفلسطيني والوضع العربي.
ووصفت أوساط بري نتائج الزيارة بأنها ايجابية جداً، وقالت لـ«السفير» إن بري عاد مرتاحا جدا، وبالتالي يمكن البناء على نتائج الزيارة التي يمكن أن توفر مدخلاً حقيقياً لإحداث ثغرة ايجابية واسعة في جدار الأزمة السياسية، ولكن تبقى العبرة في تجاوب باقي الأفرقاء، وخاصة فريق الأكثرية مع الدعوة للحوار.