الرئيس لحود: سنواجه أي محاولة لطمس الحقائق ومبادرة بري فتحت بابا للحل ومن يحاولون إقفاله سترتد سلبا عليه
وطنية - 3/9/2007
اعتبر رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، "ان لبنان كان موحدا في مواجهة غدر ارهابيي " فتح الاسلام" بالجيش الوطني اللبناني الذي حقق بطولات على مدى 106 ايام من القتال انتزعت تقدير الجميع في الداخل والخارج"، معتبرا "ان النصر الذي تحقق هو نصر للبنان واللبنانيين جميعا", وقال: "ان امام الدولة مسؤولية كبرى في كشف الاهداف الحقيقية لما كان يخطط له المجرمون، وتحديد الجهات التي تقف وراءهم ومولتهم وسهلت انتقالهم الى مخيم نهر البارد، ووفرت لهم في وقت من الاوقات الحماية ليتمكنوا من العبث بامن اللبنانيين والفلسطينيين وسلامتهم". ودعا الاجهزة القضائية والعسكرية المختصة الى "ان تقوم بدورها كاملا والتحقيق في كل الملابسات التي احاطت بهذه الحرب التي كان ثمنها غاليا والتضحيات فيها كبيرة".
واكد الرئيس لحود رفضه المساومة على دماء الشهداء وقال: "سنرفض وسنواجه أي محاولة لطمس الحقائق او حرف التحقيق عن مساره الطبيعي ليتحمل المتواطئون والمخططون والممولون مسؤولية ما ارتكبوه بحق لبنان واهله والشعب الفلسطيني الشقيق الذي عليه ان يدرك ان امنه من امن اللبنانيين، وان سلامته من سلامتهم، وانه لن يكون في استطاعة احد بعد اليوم ان يجعل من المخيمات الفلسطينية ملاذا للمجرمين والارهابيين والمطلوبين للعدالة وسيواصل لبنان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في العودة الى ارضه وعدم توطينه في لبنان".
وجدد الرئيس لحود دعوته القيادات اللبنانية الى "الارتفاع الى مستوى الشهادة التي قدمها الجيش على مذبح الوطن، والمساهمة في تحصين وحدته الداخلية واخراجه من النفق المظلم الذي يسعى البعض الى ادخاله فيه". ووصف رئيس الجمهورية مبادرة الرئيس نبيه بري، في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، بانها " فتحت بابا" اضافيا امام الحل المنشود واي محاولة لاقفال هذا الباب او تعطيل مفاعيله سترتد سلبا على من يقوم بها لانه بذلك يقطع الطريق امام التوافق الوطني".
واعتبر الرئيس لحود "ان الدعوة الى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائد واحد هي بدعة لا سابقة لها و هرطقة دستورية"، مكررا رفضه تسليم السلطة الاجرائية الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة "الفاقدة للشرعية الدستورية وغير الميثاقية".
مواقف الرئيس لحود نقلها عنه نقيب المحررين الاستاذ ملحم كرم الذي زاره في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة محليا واقليميا. وبعد اللقاء تحدث النقيب كرم الى الصحافيين، فقال: سعدت اليوم بلقاء فخامة الرئيس، ونقلت اليه تهاني اخواني الصحافيين بالانتصار الذي حققه الجيش اللبناني امس على ارهابيي تنظيم "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد بعد 106 ايام من المواجهات التي اظهر فيها الجيش اللبناني بطولة فائقة انتزعت تقدير الجميع في الداخل والخارج".
وقال: "وقد اكد لي فخامة الرئيس، ان هذا النصر هو نصر للبنان وللبنانيين جميعا لان الجيش الوطني اللبناني الذي اعيد بناؤه في العام 1991، اثبت مرة جديدة انه الضمانة الحقيقية لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله، وانه حقق انجازا في مكافحة الارهاب، عجزت عنه جيوش دول كبرى. ومرد ذلك، حسب فخامة الرئيس، ان ضباط الجيش ورتباءه وجنوده مؤمنون بالقضية التي يدافعون عنها، ومقتنعون بان النضال من اجل الحق لا بد ان ينتهي بالنصر المبين، على رغم الامكانات المحدودة التي لدى الجيش الذي فُرض حصار على تجهيزه بالمعدات اللازمة منذ ما يزيد عن 15 سنة".
وتابع النقيب كرم: "واضاف فخامة الرئيس ان جيشا واجه العدو الاسرائيلي في الجنوب وساهم مع المقاومة البطلة في دحر العدوان قبل سنة، ثم قاتل رجاله باللحم الحي ضد عصابات الارهاب على مدى 106 ايام متواصلة بعد الغدر برجاله، ما كان ليتمكن من تحقيق هذه الانجازات الوطنية والقومية، لو لم يكن جيشا من كل لبنان ولكل لبنان، ولعل لائحة الشرف التي زينتها اسماء الشهداء، والجرحى، تظهر ان كل المناطق اللبنانية ساهمت برجال ابطال منها في تحقيق النصر، من بلدات شمالية الى اخرى جنوبية وبقاعية ومن جبل لبنان وبيروت. لقد كان لبنان موحدا في مواجهة الغدر بالجيش، وهذا هو مصدر قوته الاساسية".
وقال فخامته: "في هذه اللحظات التي يحتفل فيها لبنان بانتصار جيشه على ارهابيين استهدفوا استقراره وامنه وسلامة ابنائه، واخذوا مجموعة من ابناء الشعب الفلسطيني الشقيق رهينة لتحقيق اهدافهم الدنيئة، تتجه افكاري وعواطفي الى الشهداء الابطال، الضباط منهم والرتباء والعسكريين الذين سقطوا في ساحة الشرف، والى افراد عائلاتهم الذين افتقدوهم، لاؤكد لهم ان دماءهم الغالية لم تذهب سدى، وان تضحياتهم الكبيرة كان لها الفضل البالغ في انقاذ لبنان، وستكون امام الدولة مسؤولية كبرى في كشف الاهداف الحقيقية لما كان يخطط له المجرمون، وتحديد الجهات التي تقف وراءهم ومولتهم وسهلت انتقالهم الى مخيم نهر البارد، ووفرت لهم في وقت من الاوقات الحماية ليتمكنوا من العبث بامن اللبنانيين وسلامتهم. ولا بد للاجهزة القضائية والعسكرية المختصة ان تقوم بدورها كاملا والتحقيق في كل الملابسات التي احاطت بهذه الحرب التي كان ثمنها غاليا والتضحيات فيها كبيرة".
واضاف فخامته: "كما رفضنا المساومة على دماء الشهداء، كذلك سنرفض وسنواجه أي محاولة لطمس الحقائق او حرف التحقيق عن مساره الطبيعي ليتحمل المتواطئون والمخططون والممولون مسؤولية ما ارتكبوه بحق لبنان واهله والشعب الفلسطيني الشقيق الذي عليه ان يدرك ان امنه من امن اللبنانيين، وان سلامته من سلامتهم، وانه لن يكون في استطاعة احد بعد اليوم ان يجعل من المخيمات الفلسطينية ملاذا للمجرمين والارهابيين والمطلوبين للعدالة. وسيواصل لبنان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في العودة الى ارضه وعدم توطينه في لبنان".
ورأى فخامة الرئيس "ان المنتصر كان لبنان الواحد الموحد، وان الجيش، بقيادته الحكيمة وشجاعة عسكرييه واستعدادهم للتضحية بحياتهم، سيبقى السد المنيع في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد لبنان"، داعيا "القيادات اللبنانية الى الارتفاع الى مستوى الشهادة التي قدمها الجيش على مذبح الوطن، والمساهمة في تحصين وحدته الداخلية، واخراجه من النفق المظلم الذي يسعى البعض الى ادخاله فيه. ولن يكون ذلك الا من خلال التلاقي والتحاور والتجاوب مع كل المبادرات التي من شأنها تحقيق المشاركة الوطنية الجامعة في صنع مستقبل لبنان".
وسألت فخامة الرئيس عن الوضع السياسي في البلاد ومصير المساعي المبذولة لتقريب وجهات النظر لمواجهة الاستحقاق الرئاسي المرتقب الذي تبدأ المهلة الدستورية لاتمامه بعد اسبوعين، فقال: "ما من لبناني مخلص الا ويريد الخير لبلده، لان الامن السياسي صنو الامن العسكري، لذلك دعوت الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتوافق بين جميع القيادات، في الموالاة والمعارضة، ووجهت النداء تلو النداء للتجاوب مع الارادة الوطنية الجامعة بانجاز الاستحقاق الرئاسي في اجواء من التوافق والتفاهم، وطرحت سلسلة افكار ومبادرات لتحقيق ذلك. وآمل - اضاف فخامة الرئيس - ان تعطي القيادات الفرصة الكفيلة بامرار الاستحقاق الرئاسي على النحو الذي يتمناه اللبنانيون. ولعل المبادرة التي طرحها دولة الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر باب اضافي يفتح امام الحل المنشود، واي محاولة لاقفال هذا الباب او تعطيل مفاعيله سترتد سلبا على من يقوم بها لانه بذلك يقطع الطريق امام التوافق الوطني تحقيقا لاهداف لا تخدم الا المتربصين شرا بلبنان والنافخين في بوق الفتنة والساعين الى فرض ارادة الخارج على الارادة الوطنية، وسيتحمل هؤلاء وزر ما يفعلون امام الله والوطن والشعب".
وردا على سؤال، اكد فخامة الرئيس "ان الدعوة الى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائد واحد، هي بدعة لا سابقة لها، وهرطقة دستورية، لان نصوص الدستور والاعراف المعتمدة قضت بان يكون نصاب الجلسة الانتخابية الثلثين"، مكررا موقفه الرافض تسليم السلطة الاجرائية الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة "الفاقدة للشرعية الدستورية وغير الميثاقية".
كما اكد فخامة الرئيس، ردا على سؤال، "ان فكرة تشكيل حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش، كانت مشروطة بتوافق المعارضة والاكثرية عليها ولم تكن في أي لحظة من اللحظات، ترويجا لحكومة ثانية او بديلا للانتخابات الرئاسية التي لها الاولوية، بل مخرجا لمنع وقوع البلاد في الفراغ الذي يخدم اعداء لبنان".
وردا على سؤال، حذر فخامة الرئيس من مرور الوقت بسرعة، ومن محاولة وضع الجميع امام امر واقع حكومي مرفوض، مجددا التأكيد على مسؤوليته في المحافظة على وحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات، لافتا الى "ان أي قرار سيتخذه في الوقت المناسب من ضمن الخيارات المتاحة امامه دستوريا، يأتلف مع هذه الاهداف التي يعمل لها، لكنه آثر عدم الكشف عنه الا في موعده".
السيناتور كوتشينيتش
على صعيد آخر، استقبل الرئيس لحود المرشح الرئاسي الاميركي عن الحزب الديموقراطي السيناتور عن ولاية اوهايو دينيس كوتشينيتش الذي يقوم بزيارة استطلاعية للبنان، هي الثانية خلال عامين بهدف الاطلاع على الاوضاع العامة في لبنان والتطورات الاخيرة على الصعيدين السياسي والامني والوضع في الجنوب، والاستعدادات الجارية لاجراء الانتخابات الرئاسية. وقد عرض الرئيس لحود للسيناتور الاميركي وجهة نظره من التطورات السياسية والامنية، والوضع في الجنوب، كما تناول البحث موقف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش من المستجدات اللبنانية.
وشرح رئيس الجمهورية وجهة نظره من الاستحقاق الرئاسي، ورؤيته الى آلية الخروج من المأزق السياسي الراهن. كما تم التطرق الى الوضع في منطقة الشرق الاوسط ومصير عملية السلام فيها.
تصريح السيناتور كوتشينيتش
وبعد اللقاء، قال السيناتور الاميركي: "هذه هي زيارتي الثانية الى رئيس الجمهورية، الا انها اليوم مختلفة كوني مرشحا للرئاسة في الولايات المتحدة، واعتقد انه من المفيد لقاء الرئيس لحود للحصول على تقييمه لما يحصل في لبنان في هذه المرحلة، بالاضافة الى تبادل الرأي حول الوضع في المنطقة والعالم".
سئل: كيف تقيمون الوضع في لبنان؟ اجاب: "جئت وزوجتي الى لبنان قبل سنة، وقمنا بزيارة عيناتا، مارون الراس وقانا بعد الحرب الاسرائيلية. ونحن مهتمون جدا باعادة البناء، وقد استمعنا الى الرئيس لحود حول اهتمامه باعادة بناء لبنان. ان لبنان اليوم امام استحقاق رئاسي، واعتقد ان هناك رغبة في ان تكون هناك وحدة وطنية من اجل لبنان، من دون أي تدخل ان من الولايات المتحدة او غيرها من الدول. وان الرئيس لحود يؤكد دوما وبحزم على ما يعود بالفائدة على لبنان ضمن هذا السياق".
سئل: دعا الرئيس الاميركي الى لقاء لاعادة احياء العملية السلمية في المنطقة، كيف تقيمون هذا اللقاء؟ اجاب: "تناولت مع الرئيس لحود عقيدة الامن القائمة على مبدأ القوة من اجل السلام والتي تعني بدورها الالتزام بالقوانين الدولية ودساتير الدول. اما الرئيس بوش فلديه فلسفة مختلفة، وهو يؤمن بالسلام من اجل القوة، وبالاحادية وبتغليب ارادة بلدان على اخرى. واعتقد انه من الافضل لنا العمل على اساس القوة من اجل السلام، على امل ان نرى تغييرا في السياسة الاميركية بهذا الخصوص".
سئل: انت لست متفائلا بهذا اللقاء؟ اجاب: "اعتقد انه من الاهمية بمكان ان يتحدث قادة الدول الى بعضهم البعض، كما اعتقد انه من المفيد ايضا ان يكون كل بلد بمقدروه صياغة قراره الخاص على قاعدة ما هو مناسب لشعبه. فلا يحق لاي بلد أن يملي على بلد آخر ما يقوم به او يتخذه من قرارات. ان الولايات المتحدة هي بلد ذو نفوذ وانا فخور بالانتماء اليها وبكوني مرشحا للرئاسة فيها، لكنني اشدد على اهمية ان يتخذ كل بلد قراره الخاص بما تمليه عليه مصلحته الداخلية".
سئل: هل هذا ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية الان؟ اجاب: "اعتقد انها مسألة مبادىء. فلا يحق لاي بلد ان يملي على بلد آخر ما عليه القيام به من قرارات داخلية ان في القضايا المتعلقة بالمصلحة الداخلية او آليات الحكم او سبل صرف الاموال. هذه هي الديموقراطية التي تقوم على مبدأ اتخاذ الشعوب قراراتها بنفسها. واعتقد انه بذلك يتحقق السلام، ونكون اقوياء بتحقيق السلام واحترام دساتير الدول الاخرى وقوانينها، واحترام القانون الدولي والانخراط في حوارات، ولاني مؤمن بذلك فاني اتوقع من اللبنانيين ان يتطلعوا الى تحقيق وحدة وطنية من اجل المحافظة على السلام في لبنان، وهذا مهم جدا. واعتقد ان كل اللبنانيين راغبون بالسلام على قاعدة الوحدة الوطنية".
مراسيم باطلة
على صعيد آخر، وجهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتابا الى الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء ابلغتها فيه موقف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي يعتبر "ان ايداع رئاسة الجمهورية 52 مرسوما نافذا غير موقعه منه، ونشرها في العدد 52 من الجريدة الرسمية تاريخ 30 آب 2007 واعتبارها نافذة حكما، لا تؤسس اية نتائج قانونية وهي باطلة بطلانا مطلقا لانها صادرة عن هيئة فقدت شرعيتها الدستورية والميثاقية بعد 11/11/2007 وبالتالي فان كل ما يصدر عنها من اجراءات تنفيذية هي منعدمة الوجود انعداما كليا".