وتطرق الى الاوضاع الجنوبية، ورأى "أن ما يواجهنا به العدو الصهيوني من تهديدات ومن مناورات اسماها انها المناورة الاكبر في تاريخ الكيان الاسرائيلي، هذه المناورة هي نقطة التحول الثانية، اذ لم يسبق للجيش الاسرائيلي ولم يسبق للكيان الاسرائيلي ان استنفر جيشه والوزارات والمؤسسات وكل مكونات المجتمع ليتدربوا وليستعدوا على مواجهة احتمالات الحرب القادمة، وفي قناعتنا ان الجيش الاسرائيلي لا زال يغرق في مستنقع الهزيمة والجيش الاسرائيلي بات متهما بالعجز والتقصير والضعف امام قدرات المقاومة في لبنان، وجيش العدو يحاول من خلال المناورة العسكرية الكبرى ان يرمم الثقة التي فقدها في هزيمة تموز2006 وهو يريد ان يستعيد المعنويات وان يستعيد ثقة الشعب الاسرائيلي بجيشه، وهذا يؤكد ان المناورة ليست مظهر قوة وانما تعكس حالة الاحباط والعجز والاعتراف بالهزيمة التي حصلت عام 2006 وعندما توافق حكومة العدو الاسرائيلي على اطلاق صفرات الانذار في كل المدن والبلدات والاحياء في الكيان الاسرائيلي فهذا اكبر اعتراف اسرائيلي على المستوى السياسي والمستوى العسكري بأن اسرائيل لم تعد تمتلك امنا لعمقها، وهذا ايضا اعتراف اسرائيلي بخوف كل الاسرائيليين من ان تطال صواريخ المقاومة كل جزء في الكيان الاسرائيلي، وهذا انتصار اضافي للمقاومة عندما تعترف اسرائيل بان عمقها لم يعد امنا".
اضاف:" وبالمقابل فإن المقاومة التي تراقب جيدا كل المناورات العسكرية الاسرائيلية لا تخشى هذه المناورات والتهديدات ولكنها لا تستخف بجدية التهديدات والمناورات الاسرائيلية وهذا لا يعني ان تسمح المقاومة للعدو الاسرائيلي بتحقيق اية مكاسب سياسية او معنوية جراء هذه المناورات العسكرية ويكفي ان نذكر الاسرائيليين ان الجهة الوحيدة التي تخشاها عسكريا في المنطقة هي قوة المقاومة في لبنان ويكفي ان نذكر الجيش الاسرائيلي بان الراي العام الاسرائيلي ما عاد يثق بباراك ولا باشكينازي ولا بأولمرت، بل ان الراي العام الاسرائيلي لم يعد يصدق القادة السياسيين والعسكريين في اسرائيل وانما يصدق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله".
وتابع :" في موازة اطلاق اكبر مناورة اسرائيلية هناك مواكبة للاساطيل والمدمرات والبوارج الاميركية قبالة الشاطىء اللبناني، وهناك زيارة لقائد العمليات العسكرية في القيادة الوسطى للجيش الاميركي الى بيروت حيث يجتمع مع فريق الوصاية وهذا انما يعكس حالة الاحباط والضعف امام المعادلة التي فرضتها المقاومة عسكريا وامام المعادلة التي فرضتها سياسيا، ولم تعد المناورات ولا الاساطيل قادرة على ان تنقذ المشروع الاميركي الذي يتهاوى شيئا فشيئا امام صمود المعارضة وقوة المقاومة، وهو يكشف عن عمق التماهي بين فريق الوصاية والامن القومي الاميركي، ويؤسفنا ان الادارة الاميركية باتت تعتبر ان الحكومة الاكثر اصغاء للاملاءات الاميركية هي حكومة فؤاد السنيورة ،الى حد ان الادارة الاميركية كانت تلاطف بعض الزوار في واشنطن، وقالوا لهم هناك رؤساء عرب، وحتى لا يشاركوا في قمة دمشق كان لا بد من ان الرئيس جورج بوش يتصل بهم ليقنعهم بالعدول عن المشاركة، بمعنى ان هناك رؤوساء كانوا يريدون ان يتكلم رئيس اميركا حتى يقاطعوا القمة ولكن كان هناك ايضا رؤساء عرب وزنهم اقل وكان يكفيهم ان يتصل بهم وهكذا حصل، وهناك زعماء عرب وزنهم اقل من ديك تشيني ولقد اتصلت بهم كوندليزا رايس وطلبت منهم عدم المشاركة، ولكن بالنسبة الى لبنان فلم يتصل لا بوش و لا تشيني و لارايس، لان الاميركيين يعبأون بأن يتصلوا بحكومة السنيورة، اذ كانت الاشارة تكفيهم فقط، وليس الاتصال، وهنا نجد الى هذا الحد مذلة فريق الوصاية امام السيد الاميركي، ومن ثم تستقبل هذه الحكومة غير الشرعية قيادة عمليات الجيش الاميركي في المنطقة الوسطى، أليس بذلك تهديدا وانتهاكا للسيادة اللبنانية واستقواء بالاساطيل والمدمرات بوجه الشريك اللبناني وبالتالي هذا الفريق الحاكم لم يعد مؤتمنا على بناء دولة ولا على تثبيت الوحدة الوطنية، ولا يؤتمن على انجازات المقاومة ولا يؤتمن على حفظ ظهر المقاومة".
وقال: "نحن نعرف ان فريق الوصاية في لبنان لم يعد يمتلك قراره وانما ينتظر الاشارات الاميركية، وما دامت الادارة الاميركية ترغب في استمرار الازمة فهي لا تريد حلا عربيا - عربيا، ولا تريد حلا لبنانيا - لبنانيا، لانها تريد ان تستكمل المغامرات والحروب في المنطقة لتحقيق انتصارات تعوض هزيمة الرئيس بوش في العراق".
وختم الشيخ قاووق :"ان المقاومة التي قدمت وضحت وصمدت وصبرت في تموز لا تخشى التهديدات ولا المدمرات ولا البوارج والاساطيل، وهذه المقاومة لا تستجدي حقها من احد وانما تنتزع حقها وتنتزع حرية الارض بمعادلة المقاومة، لكن المقاومة ما كانت تنتظر في يوم من الايام ان حلفاء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 الذين اطلقوا النار الى جانب الاسرائيليين ضد المناطق الوطنية ولم يطلقوا رصاصة واحدة في تاريخهم ضد المحتل الاسرائيلي، هؤلاء ما كنا نتوقع منهم في يوم من الايام ان يكون لهم نصيب في شرف المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وما كنا نتوقع منهم في يوم من الايام ان يقدموا قطرة دم واحدة في مواجهة العدو الاسرائيلي والذين وقفوا مع اسرائيل عام 1982 لم يقدموا قطرة دم واحدة ولن يقدموا قطرة دم واحدة ضد اسرائيل، هؤلاء لا يحرصون على الدم والتضحيات اللبنانية، وانما يريدون التوهيم بالتضحية ودماء الشهداء الذين استشهدوا على طريق تحرير الارض بالسلاح والمقاومة، وهؤلاء ارادوا ان يبقوا أسرى المتاريس الطائفية ومتاريس التي كانت عام 1982، وهؤلاء لا نراهن على دورهم في تحرير مزارع شبعا، لان مزارع شبعا ستتحرر بمعادلة المقاومة وهذا عهد ووعد المقاومة".