المجلس الشيعي أيّد التحركات المطلبية وانتقد غياب لبنان عن قمة دمشق ودعا العرب لعدم الانحياز في النزاع اللبناني
وكالات - 3/4/2008
عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب الرئيس الشيخ عبد الأمير قبلان. وفي بداية الاجتماع توجه الشيخ قبلان بالتبريك إلى اللبنانيين عامة بمناسبة حلول الأعياد للمسلمين خاصة بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد (ص) والمسيحيين بمناسبة عيد الفصح، متمنيا "أن تكون هذه الأعياد مناسبة لإعادة اللحمة بين اللبنانيين، وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل السياسية والاقتصادية التي يعانون منها".
وبعد التداول في التطورات والأوضاع الداخلية والإقليمية أصدر المجتمعون بيانا تلاه عضو الهيئة الشرعية الشيخ علي الخطيب وفيه:
"أولا: رأى المجتمعون في انعقاد القمة العربية في دورتها الحالية في دمشق انتصارا لإرادة الشعوب العربية في التضامن والممانعة على رغم كل المحاولات التي بذلت لمنع انعقادها أو لإفشالها، ليثبت مرة أخرى أن العدو الإسرائيلي ومن وراءه لا يمكن أن ينال من أمتنا إذا ما أرادت الدفاع عن حقوقها وكرامتها وعملت على ذلك بحكمة ودراية، ويرى في موقف البعض في كثير من القضايا تغليبا للجانب الفئوي على الجانب القومي".
وقال: "من هنا فإن الواجب كان يقضي بمشاركة لبنان في القمة العربية انسجاما مع الدور الريادي الذي أداه لبنان من خلال مقاومته الرائعة التي كانت سببا أساسيا لانتصار إرادة الممانعة والتي كانت قمة دمشق تعبيرا واضحا لها، خصوصا وأن مبادرة الجامعة العربية خيار قبل به جميع الفرقاء والتعلل بعدم وجود رئيس للجمهورية تضليل للرأي العام ولا صلة له بالواقع اللبناني وإنما جاء نتيجة لاملاءات خارجية خصوصا مع المشاركة في قمة داكار".
"ثانيا: يؤكد المجلس وبإلحاح على الأطراف السياسية المختلفة بعدم تضييع فرص الحل لإخراج لبنان من أزماته التي تتراكم وتتعقد كلما تأجل، ويدعو إلى الاستفادة من الظروف الإيجابية والملائمة التي أنتجتها قمة دمشق والاستجابة للمبادرة العربية رأفة بالبلاد والعباد. وفي هذا الإطار يدعو المجلس الأشقاء العرب إلى التمسك بالمبادرة التي كانت حصيلة توافقهم في إطار الجامعة العربية وألا يتسببوا في تضييعها بإدخال أنفسهم أطرافا في النزاع اللبناني الداخلي وأن يبقوا على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين حفاظا على دورهم الراعي للوفاق اللبناني، وفي هذا المجال يرى المجلس تناقضا في موقف بعض الدول العربية من عدم المشاركة في القمة العربية من جهة وتأييدها للمبادرة العربية من جهة ثانية.
ثالثا: يرى المجلس أن التجربة أثبتت أن إرادة الحل عند اللبنانيين هي أساس في نجاح أية مبادرة، وهي تستدعي القبول بالحوار وعدم رفضه أو محاولة التنصل منه، لذلك فإن المجلس يدعو جميع القوى للاستجابة إلى دعوة دولة الرئيس نبيه بري الصادقة للحوار في إطار المبادرة العربية، والعمل معا من أجل وضعها موضع التنفيذ.
رابعا: يدين المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية والخروقات الفاضحة التي يتعرض لها قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وخصوصا قرية الغجر، إضافة إلى استمرار احتلال مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا، وذلك أمام نظر قوات الأمم المتحدة وتحت سمع العالم وبصره ويستغرب عدم صدور قرار بوقف إطلاق النار والإبقاء على حالة وقف الأعمال العدائية ويضع الهيئات الدولية أمام مسؤولياتها في هذا المجال.
خامسا: إن الوضع الاقتصادي في البلاد يزداد سوءا يوما بعد يوم بما ينتج عنه من إقفال للمصانع وتخريب لما تبقى من زراعة وازدياد في البطالة وغلاء فاحش وغير مسبوق في أسعار السلع حيث لا رقيب ولا حسيب، ومن هنا فإن المجلس يؤيد التحركات المطلبية للهيئات التعليمية والاتحاد العمالي العام، ويدعو إلى الاستجابة لها وأن تكون زيادة الرواتب والأجور ضمن سياسة مدروسة كما ويدعو إلى وتفعيل دور الهيئات الرقابية لمنع التلاعب بأسعار السلع.
سادسا: يدعو المجلس الأخوة الفلسطينيين إلى التوحد في مواجهة الأخطار التي تتهدد القضية الفلسطينية وخصوصا مدينة القدس وذلك بإنشاء المزيد من
المنشآت الاستيطانية، وتتحمل الدول العربية مسؤولية أساسية في هذا المجال، وأن المراهنة على المبادرة العربية لم ينتج سوى أن العدو يأخذ المزيد من الفرص لتحقيق غاياته وأهدافه، بينما يستدعي الموقف من الدول التي تقيم علاقات مع العدو الإسرائيلي المبادرة إلى قطع هذه العلاقات.
سابعا: يرحب المجلس بوقف الاقتتال بين الأخوة على الساحة العراقية، ويدعو الجميع إلى حل مشاكلهم بالحوار حتى يتسنى لهم إخراج المحتل من بلادهم الذي يتحمل مسؤولية كل ما يجري على الساحة العراقية.
ثامنا: يدعو المجلس منظمة المؤتمر الإسلامي إلى القيام بخطوات عملية في مواجهة حملة الإساءات المستمرة إلى النبي محمد (ص) والإسلام والتواصل مع المرجعية الدينية المسيحية لإنتاج مشروع حضاري مشترك يحافظ على القيم الدينية والأخلاقية التي تتعرض اليوم لحملة تشويه خطيرة".