المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

أرسلان: بات واضحاً أن بعض الدول الأجنبية والعربية تستغل فريقا من اللبنانيين في سياق المواجهة مع سوريا ومساندة اسرائيل

وطنية - 3/4/2008
عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان في دارته في خلدة، مؤتمرا صحافيا استهله بالقول:

"بداية أتوجه بالتحية والإعجاب إلى السيد الرئيس الأخ الدكتور بشار حافظ الأسد على حكمته ورصانته وسعة صدره في إدارة القمة العربية الأخيرة المنعقدة في دمشق. إنني لا أستغرب موقف دمشق العاقل الذي عبر عنه الرئيس الأسد بكل شفافية وشجاعة وقوة إرادة التي عكست نفسها على إدارة هذه القمة المحاربة من كل حدب وصوب إن كان من بعض الدول العربية أو الأجنبية. لقد شكلت قمة دمشق، والنجاح الكبير الذي حققته في ظرف بلغت معه التحديات ذروة قسوتها، منعطفا في العلاقات السياسية العربية - العربية، وكذلك العربية - الدولية".


اضاف: "لا يمكن تجاهل هذا الانتصار السياسي والديبلوماسي والثقافي الذي حققته سوريا، بثبات مواقفها، وحكمة ورصانة وشجاعة رئيسها، وتفاعلها مع الأشقاء العرب بما يفتح صفحة جديدة للعمل العربي المشترك ولتوحيد الصف على قاعدة الدفاع عن الحقوق لا التفريط بها. نعم، إن قمة دمشق نقطة تحول تاريخي، ونقطة جذب لاجيال الشباب في العالم العربي، الشباب المؤمن بالحرية وبالحياة. علينا كلبنانيين أن نستخلص العبر من مجرد انعقاد القمة في دمشق، ومن الحضور النوعي البارز في القمة. وأبرز هذه العبر وجوب التوقف الفوري عن جر لبنان إلى مغامرات تخدم الآخرين وتضرب سلمه الأهلي ووحدة كيانه".

وتابع: "لقد بات من الواضح والمؤكد، من خلال مواقف دول أجنبية وعربية، أن هذه الدول تستغل فريقا واسعا من اللبنانيين، فريق الموالاة، في سياق المواجهة مع سوريا ومساندة اسرائيل. وبالتالي فإن آخر اهتماماتها استقرار لبنان أو سلمه الأهلي. وعلى الموالاة أن تدرك أن الأجانب وبعض العرب يستخدمونها كوقود في هذه المواجهة، ليعززوا موقعهم التفاوضي مع سوريا وإيران".


وأردف: "على الموالاة أن توقف فورا اللعبة الهوجاء هذه، خصوصا وقد ثبت تماما أن قوى العالم كلها، ومعها من يريد من العرب، لن تقوى على جعل الشعب اللبناني يخضع مكرها لتحويل النظام اللبناني من نظام ديموقراطي توافقي إلى نظام ديكتاتوري مالي يسحق كرامات الناس ويحولهم إلى متسولين تائهين ويعيدهم إلى حالة قبلية متخلفة بدائية. على الموالاة أن تدرك أنها لن تنال من لبنان ما عجز العدوان الخماسي عن نيله منه، ولن تنال من سورية ما عجز الاميركيون والاسرائيليون وبعض الاشقاء عن نيله منها. على الموالاة أن تدرك أن أحدا ممن تزعم أنهم حلفاؤها لن يردعها عن السلوك الانتحاري ان لم ترتدع هي بنفسها، فتدرك أن طموحاتها يجب أن تتمثل في بناء لبنان قوي معافى لا أن تقودها الرعونة إلى المزيد من الفوضى في متاهات لعبة الأمم. على الموالاة أن تتوقف عن الرهانات الطائشة، وأن تهدىء من روع طموحاتها غير القابلة للتحقيق، إذ أن انقاذ دول العدوان الخماسي من ورطتها من مسؤولية هذه الدول نفسها وليس من مسؤولية فريق الموالاة في لبنان العاجز أساسا عن تثبيت نفسه في الحكم لكونه يقع خارج الشرعية الدستورية".


وقال: "إن سياسة الاستفزاز المستمر لسورية قد يشفي غليل بعض المهووسين في الموالاة، لكنها تلحق الضرر الأكيد بلبنان الذي لا يجوز ولا يستطيع أن يعيش في حالة توتر دائم مع سورية خدمة لأغراض وأطماع وعدوانية اسرائيل وأميركا ومن يقف خلفهما. هل هذه وظيفة اللبنانيين؟ هل أصبح قدر اللبناني أن يوظف نفسه عند كل من يريد الاساءة لسورية؟ إن النتيجة الوحيدة لنهج من هذا النوع هي تحويل لبنان إلى ساحة حروب مستمرة لمصلحة الآخرين. نحن في المعارضة نربأ بأنفسنا أن يكون هذا النهج هو قدرنا ومصيرنا. وإننا ندعو المعتدلين في كتلة الموالاة إلى القيام بخطوة جريئة وعاقلة لملاقاة المعارضة وصياغة تفاهم يخرج لبنان من أزمته ويعيد الحياة الدستورية إليه".


اضاف: "ان الاستمرار في الرهانات الطائشة، وأوهام توظيف القوى الدولية والاقليمية في خدمة الموالاة، ضرب من ضروب الجهل المطلق الذي لن يجلب إلا الكوارث للبنان. ولبنان لا يحتمل الدخول في المزيد من الاختبارات الرعناء بل يحتاج إلى الاستقرار ولا استقرار خارج الشرعية الدستورية. إن الزيارات الى الخارج، وعقد الاجتماعات في دوائر الأمن الأجنبية وإيهام الذات المحلية والمحلية جدا بأنها أضحت في حجم كبار العالم كل ذلك يعمي البصيرة عن رؤية الحقائق ويشجع على القفز في المجهول. وإن من مسؤولية المعتدلين من فريق الموالاة أن يحولوا دون دفع لبنان إلى المجهول ولا يكون ذلك إلا بالامتناع عن أسر الذات داخل قمقم المتهورين. ونحن من جهتنا، نمد أيادينا إلى المعتدلين من فريق الموالاة بحيث يكون التفاهم على قاعدة الرفض المطلق لتحويل لبنان ساحة حروب عبثية خدمة للآخرين".


وختم: "نحن في انتظار هذه الخطوة المرجوة إنقاذا للبنان واستجابة لنداءات اللبنانيين الطامحين إلى الهدوء والاستقرار والسلام وصد موجة الفقر المستشري".

03-نيسان-2008

تعليقات الزوار

استبيان