بيان
بعد الإجتماع تلا النائب السابق فيصل الداود بيانا باسم اللقاء، هذا نصه: "بحث اللقاء في ما سبق القمة العربية التي عقدت في دمشق وما رافقها ونتج منها، وقد تميزت بخطاب سياسي هادئ يؤشر الى رغبة في إعادة صياغة تضامن عربي فقد وتصويب العمل العربي المشترك الذي افتقر إليه الشارع العربي خلال السنوات الماضية.
وكان اللقاء يأمل أن تكون القمة مناسبة تجمع كل القيادات، لكن دخول الولايات المتحدة على خط التعطيل ومحاولات الإفشال، أدى الى غياب قيادات أساسية في الأمة العربية، وعلى الرغم من ذلك، يعتبر اللقاء ان القمة نجحت في إحتواء الأزمات وإعادة فتح كل أقنية الإتصال بين الجميع، بعيدا من الضغوط التي تمارس على أعلى مستوى والتي لا تراعي أي مصلحة عربية في ذلك، ولكن تستهدف في ما تستهدف مصالح الأمة من فلسطين الى العراق الى السودان الى الصومال الى لبنان، ولا تستثني أي قطر من أقطارها.
وعلى رغم إصرار الفريق الحاكم في تصوير غياب لبنان عن القمة، وكأنه حضور مميز، نستذكر رفض هذا الفريق الإقرار بإنتصار لبنان في الحرب التي شنتها عليه إسرائيل خلال تموز 2006، بأسلوبهم المكابر والذي لا يؤدي إلا الى مزيد من توسيع الشرخ بين اللبنانيين، ويعتبر اللقاء ان غياب لبنان أدى الى إضاعة فرصة حقيقية لإخراجه من مأزقه.
وما قرار القمة في شأن لبنان إلا تكريس للمبادرة العربية التي تحمل في مضمونها الخلاف الذي لم يعالج حول المشاركة، ونحن من هنا نعيد التأكيد أن موضوع المشاركة غير قابل للمساومة من المعارضة تحت أي ظرف، ومهما تعاظمت الضغوط، فإن أحدا لا يستطيع أن يفرض على المعارضة أن تلغي نفسها. من هنا استغرابنا لتصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي يطلب من المعارضة إعطاء الموالاة ما تريده، ونرى فيه إنحيازا الى الموالاة وتجزئة للمبادرة العربية المترابطة في بنودها الثلاثة.
من حقنا أن نسأل الأخوة في المملكة العربية السعودية التي رعت إتفاق الطائف، وساهمت في إرساء الوفاق الوطني، عن ملامح هذا التحول الذي طرأ على موقفها، وأثار القلق في نفوس فئة كبيرة من المواطنين اللبنانيين، خلافا لما اعتدناه من مواقف للمملكة وفاقية جامعة جعلت منها طرفا في النزاع الداخلي اللبناني".
الرئيس كرامي
بعد ذلك، رد الرئيس كرامي على أسئلة الصحافيين. وقال ردا على سؤال عن آفاق المرحلة المقبلة وعما إذا كان لدى "اللقاء الوطني" أي معلومات عن الزيارة السرية التي قام بها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل لسوريا قبل القمة بثلاثة أيام: "طبعا ليس لدينا معلومات، قرأنا في الصحف، ولكن بالنسبة الى المرحلة المقبلة، نحن غير مستبشرين بالخير، لأن ما حدث في مؤتمر القمة من غياب ومن ثم التصريحات التي صدرت من مصر والسعودية ومن فريق الموالاة، يجعل المرحلة المقبلة، اما تكون حيث هي واما ان يكون هناك تصعيد ما في ناحية ما".
سئل: هل يمكن ترميم الحكومة مثلا؟ أجاب: "لكل فعل ردة فعل، والقضية ليست بهذه البساطة".
سئل: قال الوزير مروان حماده إن الموالاة لن تشارك في طاولة اذا دعا اليها الرئيس بري إلا بدعوة مباشرة من رئيس الجمهورية؟ أجاب: "هذا أمر طبيعي، نحن نتمنى أن يكون هناك رئيس للجمهورية يرعى الحوار، فهو رئيس كل البلاد وكل اللبنانيين، ولكن عليهم ان يسهلوا، وعندما يضعون الشرط ولا يسهلون، معنى ذلك انهم لا يريدون الحوار، ولا حل الأزمة".
سئل: أين أصبحت الصيغة التنظيمية لقوى المعارضة التي قيل انها ستأتي مع نهاية الاسبوع الحالي؟ أجاب: "أن أحدا لم يعط مواعيد".
سئل: في الصحف؟ أجاب: "الصحف مسؤولة عن كلامها، وكما قلت في الاسبوع الماضي، قطعنا شوطا بعيدا وعقدت اجتماعات، واتفقنا على العديد من النقاط وعلى الخطوط العريضة، وفي آخر اجتماع عقد، اتفقنا على أن يعود كل واحد الى فريقه ليطلعه على ما حدث ويأخذ موافقته، وهذا ما حصل اليوم. أطلعنا اللقاء الوطني على ما اتفقنا عليه وسمينا مندوبين ووافقنا على عدد من القرارات، أي أن الصيغة التنظيمية سائرة بطريقة جيدة".
سئل: المندوب السعودي في الجامعة العربية أحمد القطان اتهم المعارضة بمحاولة السيطرة على كل أجهزة الدولة عبر المطالبة بوزارات سيادية في الحكومة، ما تعليقك؟ أجاب: "قلنا قبل الآن ونكرر أنه يا للأسف هناك بعض الأخوة العرب لم يفهموا جيدا نظامنا السياسي ولم يفهموا معنى الديموقراطية التوافقية التي تعني المشاركة، القضية ليست قضية عدد، بل قضية ديموقراطية توافقية اتفقنا على تطبيقها. من هنا، إذا أردنا أن نطبق النسب، نعود ونكرر ان للمعارضة 45 في المئة من مجلس النواب، فليتفضلوا ويعطونا نسبة ال45 في المئة من كل الحصص، وبالنسبة الى الوزارات السياسية، المعارضة لا تعتبر نفسها مشاركة اذا ما اقتسمت الوزارات السيادية، وعندما يتحدثون من الخارج يتحدثون على أساس أن هناك أكثرية وأقلية، وكلنا نعرف كيف تشكلت هذه الأكثرية والأقلية. ولذلك نحن اختصرنا الموضوع، ونكرر القول الآن اذا لم يكن هناك مشاركة، لا سوريا ولا إيران ولا أحد في العالم، كما ذكر البيان، قادر على أن يطلب من المعارضة ان تلغي نفسها، فهذا كلام واضح، ولا أحد يعذب نفسه. فإذا لم يكن هناك مشاركة، فالمعارضة لن تقبل بأي حل".
سئل: ما تعليقكم على استمرار توقيف الضباط الأربعة؟ أجاب: "العالم كله يقول، توقيف الضباط الأربعة هو توقيف اعتباطي وفيه ظلم كبير، وعندنا قضاء في لبنان نفتخر به وبأحكامه النزيهة، ودائما، إما تلميحا وإما صراحة، المحققون الدوليون يشيرون الى إن إطلاق الضباط الأربعة هو من مسؤولية القضاء اللبناني الذي يعود الى ضميرة والى الأصول ليتخذ الحكم الذي يقنع الرأي العام اللبناني، فاذا كان هناك أي دليل على هؤلاء الضباط، فنحن جميعا مع توقيفهم، أما اذا لم يكن هناك دليل، والواضح ان ليس ثمة دليل، فلماذا يوقفون؟"
سئل: ألا تعتقدون ان وقوف مصر والسعودية الى جانب الموالاة في لبنان سببه الهجمة الإيرانية على بعض الأنظمة السياسية في العالم العربي؟ أجاب: "هذا شأنهم، لن ندخل بين إيران والدول التي يهاجمونها او تهاجمهم، المهم أن يرفع الكل يده عنا حتى نستطيع حل قضايانا بأنفسنا، لأنه حرام ما يحصل في لبنان، وحرام معاناة الشعب اللبناني على كل الصعد. الناس قرفت كل شيء، وليست قادرة على ان تسمع كلاما سياسا او ترى برامج سياسية، لأن الكلام نفسه والمعاناة تزداد والخطر على الوطن يزداد، وكم مرة قلنا انه لا يحل القضية في لبنان الا اللبنانيون، ولكن لا أحد يريد ان يسمع وكل واحد مرتبط بجهة".
سئل: ما الذي كان سيتغير لو ان لبنان شارك في القمة العربية؟ أجاب: "لو شارك لبنان لكانت على الأقل وضعت كل الأوراق على الطاولة، ولكانت بحثت كل الأمور بكل صراحة ووضوح، وكان الأخوة العرب تفهموا القضية اللبنانية اكثر، وكان يمكن ان يفرضوا حلولا عادلة يقبلها الجميع".