-سئل: متى وكيف علمت بسقوط مخيم نهر البارد وما هو تعليقك على هذا الإنجاز؟
ج: عرفت بالأمر اليوم صباحاً بعدما وزعته إذاعة "صوت الغد". أريد في البداية أن أتوجه بالفكر والصلاة إلى شهدائنا، وبالتعازي إلى أهلهم، ففكرنا يتجه أولاً إلى هؤلاء بعد كل معركة، وهذا تقليد فكري وأدبي يمارسه العسكر قبل الاحتفال بالنصر. صحيح أن الجيش اللبناني انتصر في هذه المعركة وكانت الكلفة عالية جداً، ولكن إذا كان النصر يغفر الأخطاء الصغيرة للمقاتلين فهو لا يجب أن يغفر الأخطاء الكبيرة التي أوصلت الأزمة اللبنانية إلى هذا الحد. جيشنا كان معرضاً لإهمال كبير منذ سنوات ولم يعط العتاد الكافي أو التحضير الكافي لمواجهة حرب الإرهاب، وكلنا واعون لهذه المشكلة وبالتأكيد قيادة الجيش واعية، ولكن اللاوعي كان دائماً من الجهة السياسية التي لا تريد تخصيص الجيش بموازنات كافية لتدريبه وتجهيزه. هناك أيضاً مسؤولية كبرى على عاتق فرع المعلومات الذي أخذ على عاتقه الأمن الوطني وهو يتحمل مسؤوليات كبيرة لإخفاء معلومات أو عدم تقدير الأوضاع أو لتقصير معين، لأننا معرضون أمنياً منذ سنتين: جرائم بالعشرات من دون كشف واحدة منها، وتطور سياسي أمني عسكري على الأرض اللبنانية لم يكشف حتى وصلنا إلى هذه المعركة التي دامت 106 أيام على رقعة مخيم نهر البارد.
نهنئ الأبطال الذين قاتلوا وانتصروا ونهنئ قيادة الجيش ولكن في الوقت نفسه هناك حساب يجب أن يفتح. نريد أن نعرف الحقيقة هذه المرة، ليس حول استشهاد شخص بل حول استشهاد 154 عسكرياً حتى الآن. هذه الحقيقة يجب أن نعرفها والذي سيحقق لن يكون المقصر بل يجب تشكيل لجنة تحقيق لكشف الحقيقة. لا يمكن أن نسمح لفرع المعلومات أن يعطينا حقيقته كما يراها وهو المسؤول عن الأخطاء التي وقعت. أكتفي بهذا الحد من الموقف الآن ولنا عودة اعتباراً من الغد.
-س: كيف سيؤثر هذا الانتصار على الوضع السياسي؟
ج: هناك حكومة وأجهزة ركبتها الحكومة مسؤولة. الانتصار هو للوطن ككل ولكن في خصوص المسؤوليات هناك مسؤوليات على الحكومة وعلى الذين مارسوا السلطات الأمنية. هؤلاء مسؤولون غير أن الانتصار هو للبنان ككل وللمؤسسة العسكرية وهذا أمر نفتخر به لأننا أنهينا تنظيماً إرهابياً كاملاً. هذه مفخرة لقواتنا المسلحة فالجنود قاتلوا بأجسادهم وشجاعتهم وبوسائل محدودة جداً. لكن التأثير السلبي سيكون على الحكومة لأنها قاصرة. الأزمة امتدت لمئة وستة أيام والوعود بتسليح الجيش وإمداده نسوها في المدة الأخيرة وها هم نواب القوى الموالية يصطافون في الخارج ويهتمون بالمشكلات السياسية متناسين أن الجيش يقاتل في نهر البارد. ولولا أجهزة الإعلام التي تذكر مساء كل يوم بالمعارك في نهر البارد لكان الجميع نسي الأمر، فالمسؤولون غائبون عن الوعي ولا يعرفون أن التطرف موجود ولم نر أياً منهم يزور الجبهة كمسؤول.
-س: كيف يمكن أن تعرف الحقيقة في ظل وجود حكومة قاصرة؟
ج: لعلنا لن نعرف الحقيقة الآن ولكن هذه الأشياء سنعرفها قريباً، فالظرف السياسي الخارجي والداخلي لن يبقى ضاغطاً إلى هذا الحد علينا. لا يمكن معرفة من يخون من في هذا البلد لأن الأجهزة ليست متكافلة ولا متضامنة ولا كفوءة. من الذي يحقق الآن؟ المسؤولون عن فرع الملومات وهذا ليس التحقيق الذي نريده.