وقال: "على السياسيين ان يحفظوا الشعب اللبناني من خلال حفظ أملاك وأرزاق ومصالح وأوضاع ومعيشة كل اللبنانيين الذين اثبتوا انهم على مستوى كبير من الوعي والمسؤولية اذ تحدوا إسرائيل وقدم الجيش والمقاومة والشعب أغلى التضحيات في سبيل حفظ الأرض وكانوا موحدين يقفون بالمرصاد في مواجهة عدوان تموز".
وتساءل: "لماذا لم يتجاوب البعض مع القمة العربية المنعقدة في دمشق؟ فإذا كان هناك من مواقف وتحفظات فعليهم ان يصارحوا بها إخوانهم العرب في مؤتمر القمة، فيشاركوا في اعمالها في حضور كل الإخوة والأشقاء العرب".
واستنكر المجازر التي تحصل في العراق، وأعمال التحدي التي تحصد الأبرياء من المدنيين فهي تدل على أسلوب وحشي ومنكر في التعاطي والاقتتال بين العراقيين، فهذا الاقتتال الداخلي في العراق ليس له ما يبرره اذ يخرب المجتمع ويدمره على المستويات الاقتصادية والتربوية والمعيشية".
ودعا العراقيين الى "الاتعاظ من الماضي المؤلم ليفتحوا صفحة جديدة من التعاون في ما بينهم فيعيش العراقيون بتفاهم مستمر ويعتمدوا الحوار كوسيلة لحل الخلافات، لأنه يؤدي الى النتائج الصحيحة بعكس الاقتتال الذي يرتب أثارا سيئة لا تحمد عقباها، فيما المطلوب ان يحفظ العراقيون بعضهم البعض ويمتنعوا عن الاقتتال في ما بينهم، ويجب ان يتعاونوا لبناء مجتمع متكامل ومتعاون، وعلى العراقيين ان يعودوا الى تعاليم الإسلام الذي أمرهم بالتعاون والعدل، مطالبا العراقيين بالوقف الفوري للاقتتال في ما بينهم والعودة الى الدين الذي يأمرهم بالانفتاح على بعضهم واحترام الآخرين وتفعيل الحوار بين المذاهب والقوى السياسية لحل كل المشاكل بالحوار والتفاهم".
وجدد الشيخ قبلان استنكار قتل مطران الموصل فرج رحو، معتبرا "ان الاقتتال الداخلي في العراق ليس له ما يبرره، ولا يجوز ان يقتل الإنسان البريء وعلى العراقيين ان يتعاملوا في ما بينهم بالتي هي أحسن ولا يسيئوا للآخرين ولا يصل بهم الاختلاف في الرأي الى الاقتتال".
وأكد "ان مجتمعاتنا في حاجة إلى تكامل خلقي وانسجام اخوي بين المؤمنين، لان التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع يؤسس لقيام المجتمع الفاضل السليم البعيد عن الانحراف والتفكك والتفرقة، ونحن نحتاج إلى ان تكون مجتمعاتنا متماسكة متضامنة يحفظ فيها المواطنون بعضهم البعض ويتعاونوا في ما بينهم على البر والتقوى ويبتعدون عن الخطابات المتشنجة والكلام المسيء إلى الآخرين لان الكلام السيئ يصيب بالإساءة صاحبه قبل أن يصيب الآخرين".
ورأى "ان هناك قواسم مشتركة بين المذاهب والأديان والشعوب يجب تفعيلها وتطويرها بدل ان يسعى البعض الى إلغاء الآخرين وتهميشهم، فالمطلوب ان نعيش حالة الحوار بدءا من البيت والأسرة والعائلة والمجتمع والأوطان ليكون الحوار وسيلة للوصول الى الأفضل فنعتمد الموازين المقبولة من الجميع لتكون نقطة انطلاق للحوار ونبتعد عن التشكيك ببعضنا فنبني حوارا قائما على أسس صحيحة تجعلنا في حالة من العقلانية البعيدة عن الارتجال وردات الفعل ولا سيما ان الأديان دعت الى الحوار وعدم الانفعال والانسياق الى ردات الفعل والغضب والانفعال".
واشار الى "ان الإنسان مطالب بان يسمو ويتقدم في كافة المجالات الحسنة ويبتعد عن الفساد والانحلال والرذيلة ولا سيما أن الإسلام دين الرفعة والسمو والأخلاق، والإنسان يسمو بأخلاقه وفضائله وحسن تعامله مع الآخرين وأعماله الحسنة ولا يسمو بأمواله ومركزه وعشيرته، وكل عمل يقرب إلى الله تعالى فانه يرفع الإنسان درجات من السمو، اما العمل الصالح فهو الذي يحدد مصير الإنسان في أخرته لان الإنسان بعمله، فإذا كان صالحا ونافعا فانه يجعل صاحبه في موضع التقدير والسمو".
وأشار إلى "ان الإسلام أمر المسلمين بالانفتاح على الآخرين وحسن التعاطي معهم واحترامهم ليكون المسلم الأنموذج الأفضل في أخلاقه وحسن تعاطيه مع الآخرين، فالإسلام أراد أن يكون المسلمون دعاة خير وصلاح من خلال سلوكهم".