وقال: "ان النبي رائد، والرائد لا يكذب أهله كما ورد، فالنبي عربي جاء بقرآن عربي الى منطقة عربية كانت محاطة بالفرس والروم، فوحد النبي العرب على راية توحيد الله بعد ان كان العرب يعبدون الأصنام، فالنبي انطلق حاملا راية قولوا لا اله الا الله تفلحوا، ومن توحيد الله تتوحد الشعوب التي تحتاج الى راية الحق لتتظلل بها فكانت كلمة لا اله الا الله راية الحق التي تدعونا الى العمل الموحد نحو الله الواحد ليكون إنقاذا لنا".
وتساءل الشيخ قبلان عن نقاط الالتقاء بين الأمس واليوم، فقال: "بالأمس، كانت الجزيرة العربية مليئة بالتناقضات والمشاكل والاختلافات، فكان لكل قبيلة صنم ووثن من خشب وتمر ومعدن، ولكن النبي قام بعمل إنقاذي اذ جعل الأمة العربية خير امة اعزها الله بالإسلام، والنبي لم يطلب منهم مالا وجاها، بل طالب بالسير على خط الإصلاح يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قبل الإسلام عاش العرب الإسفاف في التعامل والانحدار في الأخلاق والتفكك في المجتمع، فجاء النبي ليصحح المسيرة، فمنع القتل والزنى والربا والرشاوى والثأر، داعيا الى إقامة العدل فغيرهم من السيئ إلى الاحسن فأصبحوا مسلمين مؤمنين متقين عابدين لله مبتعدين عن الفساد والإثم والعدوان، فالنبي جاء ليزكي النفوس الخبيثة ويطهر المجتمع من الفساد والمنكر فهو أراد ان يجعل من الناس ملائكة على الأرض، ولو اتبعناه لكنا قمة في الخلق والعمل الخير. اما اليوم فلقد تركنا المبادئ والأخلاق لنتبع الشهوات ونبتلي بالمفاسد بعد ان تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى صار الكثيرون يعيشون خبط عشواء".
أضاف: "كثير من المسلمين تخلوا عن الصدق والأمانة، فإننا ندعوهم الى التمسك بالإسلام والتحلي بالإيمان والعمل بما يرضي الله تعالى، فالإسلام يحترم كل الأنبياء، والنبي لم يدع على قومه، بل ظل يقول: اللهم اغفر لهم إنهم لا يدرون ما لا يفعلون، وبذاك كان صاحب الخلق العظيم المميز بالفضائل والمكارم والصفات الحسنة فكان الغني بالقيم والمثل يتحدى أصحاب الأخلاق السيئة لما امتلكه من سعة صدر وأخلاق واسعة، فهو أحسن الناس أخلاقا".
ودعا سماحته "اللبنانيين الى ان يتعاطوا مع الآخرين باحترام ولا يكونوا أذلاء فهم أعزاء كما أرادهم الله"، وقال: "لذلك أطالب ان يحترمنا الآخرون وان نحترمهم، ولا سيما إخواننا في الوطن حتى لا تشحن النفوس على بعضها، فاللبنانيون اخوة ويجب ان يظلوا كذلك، وطالما انهم متحابون فلماذا لا يتفقون ويتعاونون لما فيه خير وطنهم، كما نطالب ان يحفظ المواطنون وطنهم بحفظهم لبعضهم وعدم الرضوخ الى الظلم بل عليهم ان يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر كما امرنا رسول الله ان نحافظ على الناس ونجعلهم في خط الاستقامة والإنصاف".
ورأى الشيخ قبلان "ان الصهاينة مصدر كل فتنة وخطر يتهدد بلادنا، فهم يوجهون الينا صواريخهم بعد ان ارتكبوا المجازر في لبنان وفلسطين ويتهددون شعوبنا ويغتصبون أرضنا ويشردون أهلنا"، وتساءل: "لماذا لم تعتذر المستشارة الألمانية ميركل عن إرهاب إسرائيل ومجازرها، ولماذا لم تعتذر الدول الكبرى على إرهاب إسرائيل التي تمارس الظلم والقتل والإرهاب وعلى المسلمين ان يعودوا الى سنة محمد والهه".