وطنية - 17/3/2008
ترأس النائب العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في دارته في الرابية، وتحدث بعد الاجتماع فقال: "استعرضنا في اجتماع التكتل أحداث الأسبوع الفائت، ولفت نظرنا التشويش الذي حصل من محطة الإرسال في جورة البلوط على محطتي الـ OTV و"المنار" اللتين كانتا تنقلان احتفال 14 آذار الخاص بالتيار الوطني الحر في قصر المؤتمرات.
من ناحية ثانية، لفتنا أيضا التعامل على مستوى الموزعين في المناطق (موزعي المحطات التلفزيونية)، فيبدو أن هناك تعميما ما عليهم، وقد بدأ التوزيع يحصل فعلا على مستوى حزبي وسياسي. فإذا كان الأمر كذلك فنحن لدينا شعبية كبيرة ويمكن أن نضع "صحونا" وما يلزم ونفتح مكاتب لتوزيع الاشتراكات (الدش) خاصة بنا، ونأخذ زبائن لنا أيضا. هكذا نبقى داخل العائلة إذا لم يتم إصلاح هذا الأمر وبسرعة.
وأيضا نأمل من وزارة الإعلام والمجلس الوطني للاعلام أن يفيدونا عن سبب التعطيل الذي بدأ مع المحطة من بداية الاحتفال وانتهى مع انتهاء الاحتفال. ما هذه الصدفة؟ والطقس كان جميلا ولا تنفع حجة الثلج كما فعلوا معنا في الشتاء عندما قالوا إن الثلج تراكم وأجهزة التدفئة وتذويب الثلج لم تكن يعمل، فقطعوا البث عنا. لا أعرف إذا ما كانت كل هذه التجهيزات الموجودة عندنا هي فقط تجهيزات صيفية، لأنه من المحتمل أيضا أن يتعطل الهاتف عندما يكون هناك ثلج وعواصف".
اضاف: "نحن نذهب في الموضوع والاستنتاج أبعد من ذلك، هذه حكومة المقاطعة وليست حكومة المشاركة والاتصال، ولذلك جاءنا الخبر اليقين بعد إعلانهم عن مد اليد للتواصل، فتبين لنا أنهم بالعكس. هم يعملون عكس شعاراتهم وهذا ليس بشيء جديد. عندما سئلت في جريدة "الأوريان" عن هذا الموضوع في مقابلة نشرت اليوم، قلت لهم الأغنية الإيطالية الشهيرة "Parole Parole Parole" "حكي حكي حكي" لأن من يريد بالفعل أن ينفتح على الآخر، ينفتح بشكل عملي ويجسد كلامه بأفعال. لا يقول من جهة أنا أريد أن أنفتح، ومن جهة أخرى يراشق في الكلام وفي التصرفات".
وتابع: "بحثنا أيضا مسألة "الإعلام" الذي تضامن معه "المثقفون" وقالوا لنا هذه الكلمة الشهيرة: الكلمة تقارع الكلمة والفكر يقارع الفكر. أهلا وسهلا بمن يريد أن يقارع الكلمة بالكلمة والفكر بالفكر، ولكن لسنا على استعداد لأن نقارع العواء بالعواء ونقارع الكلام والفكر بالشتائم. فلتكن هذه المقالة الشهيرة التي اعترضنا عليها ورفعنا دعوى بشأنها هدية، ونتركها للمثقفين الذين أيدوها، ومبروك عليهم اللغة والمضمون".
واردف: "الأسبوع الماضي كان هناك أيضا مؤتمر الحضور المسيحي في الشرق، وقد تطرقنا اليه في اجتماعنا، ووجدنا أن ما استنتجوه عن الوجود المسيحي وتقلصه واستنكار هذا التقلص هو شيء جيد، ولكننا نريد مقترحات ايجابية أكثر تتحدث عن كيفية استقرار المسيحيين في الشرق. إذا كانت الدول التي ترفض الوجود المسيحي وترفض قيام المسيحيين بالشعائر الدينية على أرضها أو في البيوت المقفلة، تكون هي المؤثرة في المحيط الشرقي، فكيف سيكون المسيحيون موجودين في الشرق؟ هناك أناس تم زجهم في السجن لأنهم حملوا الانجيل، وآخرون لأنهم كانوا يصلون في غرفهم، وكأنهم ضبطوا وهم يهربون المخدرات أو أشياء ممنوعة.!
واضاف: "النموذج المشرقي الذي يحفظ المسيحيين في الشرق هو المجتمع الذي يكون مثل دولة قطر التي أعطت أرضا لبناء كاتدرائية جميلة جدا، وأعتقد أنكم تابعتم حفل التدشين على التلفزيون.
وبالمناسبة نوجه الشكر لدولة قطر على ما قامت به، فهذا العمل يساعد على تأمين الحضور المسيحي في الشرق، وقطر تحتضن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين وتقدم لهم فرص العمل، وسياستها معتدلة جدا تجاهنا وتجاه القضية اللبنانية.
نعود الى مبادرة "14 آذار". إنها كما قلنا "Parole Parole Parole" (كلام كلام كلام). في أحيان كثيرة يمدون اليد ويكون فيها شوك أو خنجر أو سم. لا يمدون يدا نظيفة. من يريد إصلاح البلد؟ لقد كان هناك إجماع أوروبي عالمي أميركي على قانون انتخابات جديد، كلهم سحبوا من التداول ولا يريدون وضع بقانون انتخابات جديد.
المبادرات كلها التي أتت تريد إقصاء المعارضة عن المشاركة الفعالة بإدارة البلد ومنعها من التأثير بالقرار، ولذلك لا يريدون اتخاذ الخطوات اللازمة لقانون انتخابات يحفظ التمثيل الصحيح. لأنه من خلال التمثيل الصحيح تقوم سلطة بالفعل متوازنة وتسعى الى استقرار البلد والى بنائه اقتصاديا وبشريا.
هناك شيء آخر لفت نظرنا، هو مسألة توزيع المازوت في بعض المناطق، فهذا المازوت هو ليضرموا النار جيدا وليس ليساعدوا الناس. ما معنى 100 ليتر مازوت؟ كان أجدى بهم ألا يسرقوا الفيول ولا يقتطعوا جزءا يسيرا من أرباح سرقتهم ويوزعون بها المازوت على البعض.
فليعطوهم الكهرباء عبر الفيول الذي يجلبونه، والفيول المسروق فليصرفوه في معامل الكهرباء، فليولدوا منه الطاقة ويعطونهم اياه أفضل من اعطائهم 100 ليتر مازوت. هذا نعتبره محاولة لشراء الضمائر ولمكافأة من يؤيدهم. هذا ليس اسلوبا لمساعدة الناس، لا احد ينكر المساعدة، ولكن المساعدة تكون كذلك عندما تكون عامة، فكيف تكون لها هذه الصفة ولم توزع على جميع الناس؟ "الاختيارية" معناها أنها وزعت على المحازبين لتأكيد ولائهم في الانتخابات".
وختم العماد عون: "منذ زمن كانوا يشترون القرى من خلال الزفت، أما اليوم فصاروا يشترون بالزفت والمازوت. فإذا هناك مجتمع يشرى بالزفت والمازوت. وأعتقد أن المجتمع سيرفضها لأنه بهذه الذهنية لا يمكن أن نبنيه بشكل سليم. في كل الأحوال من أخذ المازوت والزفت مبروك عليه فليستفد منهم، ولكن ليبق وراء الستار انسانا حرا. إذا كانت هذه الكمية من المازوت لم تشتر ضميره، يكون بالفعل مواطنا صالحا. ولكن إذا فكر بالمازوت قبل أن ينتخب العوض بسلامتكم يا لبنانيون على وطنكم. خذوا المازوت والزفت وعودوا الى ضميركم عند الانتخابات".
ثم رد العماد عون على اسئلة الصحفيين:
سئل: لوحظ غياب الوزير ميشال المر اليوم، فهو صرح انه لم يدع الى اجتماع التكتل فلن يحضر فما تعليقك؟
ثم هناك كلام في الصحف عن سعي لعقد اجتماع في اوروبا حول الازمة اللبنانية لانهم لم يستطيعوا عقد مثل هذا الاجتماع في مجلس الامن؟ اجاب : في ما خص السؤال الاول، نحن في التكتل نجتمع كل نهار اثنين من دون دعوة ولن نوجه دعوة خاصة لأحد، فأهلا وسهلا بالوزير ميشال المر كل نهار اثنين الساعة الثالثة، لا نبلغ الا اذا تغير الموعد. اذا المشكلة ليست مطروحة بالنسبة لنا.
اما بالنسبة الى السؤال الثاني فقد اشرت في رسالتي في اننا لن نقبل بطائف دولي يفرض علينا حلولا جديدة ولكن نرحب بطائف لبنان، وهذا رد على 14 آذار الذين يسعون الى طائف خارجي، واذا ارادوا ان يبدأوا باجتماعات دولية ثانية فليبدأوا بتنفيذ الطائف الاول، هل نريد ان نكرر تفاهمات دولية علينا والاساس لدينا لم نطبقه، هذا لا ينفع، كل هذا لتطويق الشعب اللبناني وفرض عليه حل من الخارج وهو غير مفيد.
سئل : يبدو ان كرة ثلج التوطين قد بدأت فعليا على الارض ولقد سمعنا مؤخرا كيف ان الاراضي تشترى بغاية التوطين، انما الدكتور جعجع يقول انه حصل على كلام من الاميركيين انه ليس هناك من توطين ، فهل الاميركون يتلاعبون باللبنانيين؟ اجاب: ليست المرة الاولى التي تتلاعب الولايات المتحدة بنا، متى قدمت المساعدة للبنان ؟ خلال 60 سنة الدول الغربية والولايات المتحدة لم تقبل بإدانة واحدة لاسرائيل بتجاوزاتها.اذا يريدون ان يحافظوا على اسرائيل ويوطنوا الفلسطينيين لالغاء قرار العودة. ثم قد سمعت تصريح الدكتور جعجع يتحدث باسم اميركا،انا لا اسمح لنفسي ان اتحدث ولو مرة باسم اميركا، على كل لنترك الولايات المتحدة تتكلم عن نفسها.
ثم هل سألهم الدكتور جعجع عن موعد العودة اذا صحيح لا يريدون التوطين، ماذا يريدون ان يصنعوا بالفلسطينيين ؟ اي متى تاريخ العودة؟ نحن ننتظر من مسؤول اميركي ان يقول علنا على الاعلام انهم ضد التوطين، وقد طلبت مرارا من السفير فيلتمان عندما كان يأتي ويعترض على تصريحاتي ان يقول هو للاعلام ان بلاده ضد التوطين، نريد ان نسمع هذا الكلام من الولايات المتحدة وليس من زائر الى اميركا.
سئل : الا تعتقد ان خسارة حليف ارثوذكسي في المتن الشمالي سوف يرتب خسارة كبيرة للتيار الوطني الحر في هذه المنطقة؟ اجاب: انت تتحدث عن الخسارة، من قال اننا خسرنا، ثانيا هناك احتكام الى الرأي العام، كل انسان لديه ظروفه ومواقفه وتصريحاته، في النتيجة الرأي العام هو الذي يحكم على الموقف.
سئل: هل وجود البوارج الأميركية في المتوسط مرتبط بالرد المنتظر لحزب الله؟ اجاب: لا أعتقد هذا، فالرد المنتظر يمكن أن يأخذ وقتا. رد حزب الله مثل التهديدات الدائمة لاسرائيل. فهل الحلف الأطلسي سينتظر شهورا وسنوات أم سيأخذ هو المبادرات؟؟
سئل: في مقررات 14 آذار كان هناك تصنيف بين من يحب السلام ومن يحب الحرب أو بين من يحب الحياة ومن يحب الحرب. فما رأيك بالتصنيفات؟ اجاب: من يحب الحياة لا يهدد بحرق الأخضر واليابس والأبيض والأصفر. فهناك أناس حرقت كل الألوان، ولا يراهن على حرب يكون حليف فيها لاسرائيل ويفتح جبهة في الجنوب وجبهة خلفية لضرب قسم من اللبنانيين.
خلال حرب تموز سئلت (بخاصة من قبل الغرب) كيف وقفت مع حزب الله ضد اسرائيل!! أنا لن أبرر لماذا وقفت مع حزب الله ضد اسرائيل ولكن كل الذين وقفوا ضد حزب الله عليهم أن يبرروا سلوكهم. لأن الموقف الطبيعي أن أكون مع شعبي ووطني ضد أي اعتداء، ثم نفكر بعدها من معه حق ومن عليه الحق. كل الذين يطرحون هذه المواضيع عليهم أن يبرروا ما قالوه.هل صحيح يحبون الحياة؟ أو يحبون المشاكل والاغتيالات؟
سئل: هل أن هناك ترابطا بين ربيع 2008 واليد الممدودة؟ اجاب: هم يقولون أن الربيع آت؟ في العام 1993 عندما قال المرحوم رفيق الحريري أن ربيع لبنان أت، قلت له ربيع لبنان لن يأتي على يدك. وربيع لبنان لن يأتي على يدهم، ستتكرر المأساة.اليوم نحن نعيش في ظل رسالة الاستقلال التي وجهتها سنة 1989. طالما أن هذه الطغمة الحاكمة ستبقى حاكمة، فتاريخ لبنان سيبقى نفسه.
اليوم أريد أن أؤكد أن لبنان هو البلد الوحيد الذي زال منه الاحتلال وبقيت الطبقة الحاكمة نفسها ولمن تتغير، فالذين كانوا في ظل الاحتلال والوصاية السورية يحكمون ظلوا يحكمون هم أنفسهم في ظل التحرر،لأن الوصي الأكبر الذي أعطى الولاية للسوريين هو الذي كان معلمهم الأساسي. لذلك طعنوا السوري وهو راحل وذهبوا الى معلمهم الأول وهو الولايات المتحدة. إذا لا نزال في ظل الوصاية نفسها والسياسة التي تريد أن تفكك لبنان.
سئل: الرئيس بري تخوف من الوضع بعد القمة العربية، وفي حال لم نصل الى رئيس جمهورية سيكون الصيف صعبا؟ خصوصا أن هناك بعض الأصوات مثل دولة الرئيس المر يحمل مسؤولية عدم انتخاب رئيس لبعض النواب في تكتل التغيير والإصلاح؟ اجاب: أبدأ من الآخر لأقول أن دولة الرئيس المر حر في إبداء رأيه كما يحلو له. ثم، إذا كنا نحن نعرقل واعتُبرنا هكذا أوروبيا وأميركيا فما على هذه الدول اليوم إلا أن تتفاوض معنا حتى تجد حلا ولا تدعم قوى ليس لديهم القدرة لأن يوصلوا رئيسا، هذا ما يقوله المنطق السياسي. ثم إن الوضع صعب، نعم هو صعب. منذ 30 آذار 2007 عممت عليكم رسالة وجهتها الى بان كي مون أقول له: سنصل الى الفراغ الدستوري وقد طرحت حلولا دستورية ديمقراطية لم يؤخذ بها.
فنحن قد اكتشفنا أن الوضع صعب منذ زمن ولن نسلم تحت الضغط. نحن متمردون على قرار لا يعطينا حجمنا الطبيعي في لبنان ويسمح لنا أن نقوم بدرونا. ليس لدينا حل مع أنظمة قائمة معادية للبنان الا بالمقاومة.المقاومة تكون في بعض الأوقات سلمية وأوقات أخرى تكون ذات طابع ثان وندافع عن نفسنا بالسلاح، نحن مقاومون في الأساس. هذا تاريخنا. في سبيل وجودنا نضحي بالأخضر واليابس ولكن لا نحرق الأخضر واليابس في سبيل غاياتنا غير السليمة.
سئل: ولكن البعض يعتقد أن المشكلة هي عربية - عربية؟ اجاب: هم سلمّوا قرارهم للدول العربية. قراري ليس في الدول العربية. من يقول هكذا فليكن قراره من ذاته أولا عندما سأتفق معه، ولتهاجمني الدول العربية التي لم يعجبها هذا الموقف، عندها نعرف ماذا يحصل. أنا ضد أي مداخلة خارجية خصوصا في ما يتعلق برئاسة الجمهورية. هذا مصيرنا وطلباتنا باسم المعارضة، ما علاقة ايران أو السعودية أو سوريا أو الأردن فيها؟؟ نطالب بحكومة مشاركة نكون فيها بأقل من حجمنا الطبيعي، ونطالب بقانون انتخابات، فما علاقتهم بهذا؟ فمن يأخذ مواقفه طبقا لما تريده الدول العربية فهو الذي يكون مرتبطا. نحن لا نبشر بالمعاداة للدول العربية ولكن لنا قرارنا المستقل في ما يتعلق بشؤوننا الخاصة .
سئل: ما موقفك من السجال الدائر حول المشاركة في القمة العربية؟ اجاب: أنا لا أعترف بشرعية حكومة السنيورة، فلذلك لا أقول إنه يمثلني في القمة. مقاطعتي تختلف عن مقاطعة البقية. هو لا يمثلني ولا يستطيع أن يلزمني بأي قرار.
سئل: في الوثيقة التي طرحتها قوى الموالاة، طالبوا بحصر السلاح في يد جيش واحد في لبنان، فيما السلاح الفلسطيني يحتفظ به الفلسطينيون تحت قانون الدولة اللبنانية؟ اجاب: هل عادوا للنغمة القديمة؟ وهل يريدون أن يغطسوا الفلسطينيين في مشكلة داخلية مثلما حصل سابقا؟
سئل: ماذا لو طلب منك أن تمثل لبنان في القمة العربية على أساس أنك تمثل الأغلبية المسيحية؟ اجاب: أنا أمثل لوحدي؟ هذه فرضية لن تحصل، ولكن أذهب لتمثيل المعارضة.
سئل: هل يجوز أن يمثل لبنان ما بين شخصيتين معارضة وموالاة؟ اجاب: لماذا إذا ستقام القمة وسيبحثون بقضية لبنان؟ لو كان لبنان متفقا لما كان هناك حاجة لبحث قضاياه هناك. ثم يجب على العرب أن يستمعوا الى الإثنين سوية لأنهم كل مرة يستمعون الى وجهة نظر واحدة. يجب الا أترك أي دولة عربية تتحدث باسمي.أنا أو غيري يجب أن نتكلم باسم المعارضة.لماذا أترك دولة تتكلم عني وكأني أنا متزلم لها. أي دولة لا تستطيع أن تحل مكاني وهذا الموضوع أصلا غير مطروح عليّ وقد قرأته في عناوين بعض الصحف.