ثانيا- ان الفشل الاميركي الاسرائيلي في إحداث تغيير في موازين القوى في المنطقة بالتعاون مع حلفائهم من الدول العربية عبر عدوان غزة والضغط على سوريا عشية القمة، أدى الى انعكاسات سلبية على الخطة الاميركية تمثل في تراجع السعودية ومصر عن مقاطعة القمة، الأمر الذي انعكس إحباطا لدى فريق الموالاة الذي أصيب بالخيبة والمرارة، خصوصا عندما وجه وفد سوري الدعوة لحضور القمة العربية الى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ.
ثالثا - ان التهويل بالحرب ضد لبنان ومقاومته يندرج في سياق الخطة الاميركية والتي تسوقها قوى 14 شباط بهدف خلق مناخ من الرعب والخوف لدى الجمهور اللبناني ليضغط على المعارضة لانجاز تسوية بالشروط الاميركية، غير ان هذا التهويل بالحرب سرعان ما انكشفت أهدافه سريعا بعد أن فشل عدوان غزة وعجز الجيش الاسرائيلي من استعادة قوته الردعية وتجاوز واستخلاص دروس هزيمته في حرب تموز.
رابعا - كشفت زيارة سمير جعجع الى الولايات المتحدة الاميركية مدى ارتباطه بالمشروع الاميركي وضعف إدارة جورج بوش التي اضطرت الى العودة عن قرار اميركي سابق بعدم استقبال جعجع لدوره المفضوح في ارتكاب المجازر ضد الانسانية باعتباره أحد مرتكزاتها لتحقيق أهدافها في لبنان، وحاجتها الى تعزيز هذه المرتكزات تشهد ضعفا وتضعضعا".