وردا على سؤال حول المحكمة الدولية أكد جعجع: "نحن كلبنانيين مستعجلين لقيام المحكمة الدولية وليس اميركا لانه في نهاية المطاف هذه المحكمة لها علاقة بلبنان وبالطبع الاميركيين متجاوبين ومتعاونيين وقد وضعوا كل الامكانيات المطلوبة لقيامها ودفعوا كل المترتبات للسنة الاولى والثانية، والمحكمة ماضية بخطوات حثيثة نحو نهاية التحقيق واذا لم يكن ذلك في حزيران كما هو متوقع فعلى الاكيد سيكون في اي وقت من ولم يعد هنالك اي امكانية للتدخل بموضوع قيام المحكمة الدولية".
واما بموضوع لبنان وسوريا والعراق او فلسطين او الشرق الاوسط او غيرها من المواضيع فلبنان اصبح كما قلت موضوعا قائما بذاته ولا يمكن ربطه باي موضوع اخر فعلى سبيل المثال اذا ارادت الاداراة الاميركية التعاطي ولو بعد 50 سنة ولاي سبب من الاسباب مع سوريا فسيتعاطون معها بشكل مستقل عن علاقتهم مع لبنان.
سئل: هل حصلتم على اي توضيحات من ارسال بوارج حربية الى الشواطئ أو قبالة الشواطئ اللبنانية؟ وما صحة المعلومات عن تحذير اميركي لسوريا عبر مصر انه في حال استمرت في التدخل في الشؤون اللبنانية فان ذلك سيؤدي الى ضربة عسكرية اميركية عليها ؟ اجاب: هذا الموقف ليس جديدا عند الاداراة الاميركية فمنذ اكثر من 3 و 4 سنوات وهم يقومون بتوجيه رسائل تحذيرية للسوريين وهذا ما دفعهم لاخراج جيشهم من لبنان. وهذا الموقف ليس جديدا لان السياسة الاميركية مازالت هي ذاتها والاجواء تتكرر وتتأكد اكثر واكثر. وانطباعي الشخصي ان لا ضربة عسكرية لاي دولة في المنطقة، ووجود هذه البوارج يأتي في سياق التموضع العسكري العام الاميركي وغير الاميركي في منطقة الخليج وفي البحر الابيض المتوسط، وربما هذا الوجود العسكري قد يستفيد منه لبنان من خلال التوازن القائم في المنطقة، ولكن يهمني التأكيد أنني شددت بشكل ملح هو أن يبقى لبنان بمنأى عن كل الصرعات القائمة في المنطقة".
سئل: هل لمستم من الوزيرة رايس اي حلحلة قبل القمة العربية بالنسبة للانتخابات الرئاسية في لبنان؟ اجاب: للاسف ليس هنالك احتمالات غير التى نراها نعيشها في لبنان، للاسف ان الاحتمالات ضئيلة بهذا الخصوص، وهنا اريد ان استفيد من هذه المناسبة لكي اناشد كل الملوك والقادة العرب بعدم مشاركتهم في القمة التى ستعقد في دمشق في حال لم نتوصل الى انتخاب رئيس للبنان قبل انعقادها.
سئل: اسرائيل تقول ان حزب الله اصبح جاهزا للقيام بحرب جديدة، فهل تتوقع قيامها في المدى المنظور؟ اجاب جعجع: هذا يعود الى ما سيقوم به الفرقاء المعنيون فاذا كان اي طرف يريد قيامها فمن الطبيعي ان تقوم اما اذا اراد الطرفان عدم قيامها فلن تقوم ولا احد منا يعرف بماذا يفكر الطرفان وحده الله يعرف ذلك.
وسئل: بعد اجتماعكم بالسيدة رايس هل هنالك من معطيات تجعلكم مرتاحون؟ فأكد قائلا: بالفعل انا مرتاح لما سمعته منها لجهة الموقف الاميركي العام من قضية لبنان، وبخلاف المراحل السابقة بحيث ان لبنان كان "كالسيارة المعطلة" فكل من يريد قطعة ما كان يأخذها منه لاصلاح سيارته ،اما اليوم فان لبنان اصبح سيارة متينة "وماشية" بنظر اميركا والمجتمع الدولي واذا احتاج اي طرف لقطعة تغيير فسيأخذها من سيارة اخرى وليس من سيارة لبنان. نعم انا مرتاح للموقف الاميركي المبدئي والعام من موضوع لبنان، اما امكانية ان تقوم الادارة الاميركية بأي شيء في الوقت الحاضر فهذا امر اخر مختلف تماما وانا لا اخفيك حسب رؤيتي للامور انه ليس هنالك في الوقت الحاضر اي افق للحلول في لبنان.
سئل: هل هنالك تدخل للسيدة رايس فيما يتعلق بدور سوريا بتقويض الانتخابات الرئاسية في لبنان وهل وعدتكم بحلحلة الازمة والضغط على بعض الدول العربية بمقاطعة القمة العربية المقررة في دمشق؟ اجاب جعجع: لم نتطرق بالتفصيل لهذا الموضوع ولكن لمست لدى كافة الاوساط في الادارة الاميركية ادراكهم ومعرفتهم الدقيقة للدور التي تقوم به سوريا داخل لبنان وخارجه.
سئل: هل بحثتم بموضوع سلاح الجيش اللبناني وسلاح حزب الله؟ اجاب: بالفعل تطرقنا لهذين الموضوعين، وهم يعتبرون ان الجيش اللبناني هو الضمانة الاساسية والرئيسية لحماية الوضع في لبنان وما اثار اهتمامه بالجيش هوالتلاحم والتنظيم الذى حصل داخل هذه المؤسسة في حرب نهر البارد، ونحن اصلا اكدنا مرارا على ضرورة قيام المؤسسة العسكرية دون سواها بدورها في حماية الوضع الامني في لبنان، وعلمت انهم سيقدمون بكل ما يلزم من امكانيات متوفرة عندهم لمساعدة الجيش اللبناني وقد خصصوا من سنة حتى اليوم مبلغ 270 مليون دولار للجيش من اجل ذلك. اما بخصوص عدم حصول الجيش على كامل المساعدة فان ذلك عائد للمعاملات الادارية وليس لاي سبب اخر.
سئل: ما هي المساعدات التى وعدتكم بها الادارة الاميركية للبنان من خلال زيارتكم؟ اجاب: ان اميركا ستبقى الى جانب لبنان في كل المحافل الدولية خصوصا لجهة استقلاله وسيادته. ومن خلال محادثاتي معهم وما سمعته منهم استطيع التأكيد ان الادارة الاميركية ستقوم بمساعدة لبنان بكل الوسائل وستمنع اي طرف من عرقلة قيام الدولة في لبنان حتى وان اجبرتها الظروف بمساعدته ولو كان بالقوة. ولذلك من الممكن ان يكون هنالك مساعدات على المستويات الاقتصادية او التنموية وغيرها. ويهمني ان اكرر مرة ثانية وثالثة انني مرتاح للموقف الاميركي بخصوص مسألة التوطين في لبنان فهذا غير وارد بالنسبة لهم لان للبنان وضعه الخاص في هذه المسألة، بغض النظر عن الحل الذى يدرسونه في مسألة الشتات الفلسطيني، وقد تفاهموا مع ابو مازن والسلطة الفلسطينية على هذا الموضوع، ونحن ايضا مع ابو مازن والسلطة الفلسطينية بهذا الموضوع وبالتالي نستطيع التأكيد ان الفقرة الواردة في الدستورفي مسألة التوطين هي بمثابة قرار صادر عن جمعية الأمم المتحدة الملزم لكل الفرقاء في المنطقة خارج لبنان.
سئل: في ظل فشل الجامعة العربية لحل الأزمة اللبنانية وما لم تتوصل الدول الأوروبية كفرنسا مثلا لحل هذه الازمة هل سيكون هناك تدخلا مباشرا للادارة الأميركية في الأيام المقبلة؟ وهل وعدتكم كوندوليزا رايس بشيء من هذا القبيل؟ رد جعجع: لم تعدنا السيدة رايس بأي شيء وانا اعتبر ان المطلوب هو ان ينزل نوابنا الى المجلس النيابي وينتخبوا رئيسا للبنان فهذا واجبهم وليس مطلوبا من الدول الاجنبية ولا من السيدة رايس ولا من الجامعة العربية ولا من الدولة الفرنسية. بل هذا واجبنا كلبنانيين اتجاه وطننا.
اريك اديلمان
وكان جعجع عقد اجتماعاً مطولاً مع وكيل وزير الحرب الاميركي اريك اديلمان في البنتاغون وتركز البحث بينهما على ملف المساعدات الاميركية للجيش اللبناني، وشدد جعجع بحسب بيان صدر عن القوات اللبنانية "على ضرورة الاسراع في ارسال المساعدات الاميركية التى سبق واقرت للجيش اللبناني، كما طالبهم بامكانية زيادة هذه المساعدات كي تغطي كل الاحتياجات الضرورية لمساعدة الجيش في مواجهة التحديات المنية والعسكرية".