السنيورة عكّر أجواء قمة داكار بالإنقلاب على المبادرة العربية وتدخّل المندوب السوري أدى لتعديل متوازن في البيان الختامي
12/3/2008
اتهم نائبُ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الحكومةَ غيرَ الشرعية بمحاولةِ نسفِ المبادرة العربية وكسرِ هيبةِ العرب في مؤتمر القمة الاسلامية في دكار. وكان الوفد اللبناني اقترح تضمينَ البيانِ الختامي توصيةً باجراءِ انتخاباتِ رئاسةِ الجمهورية اولاً ومعالجةِ باقي بنودِ المبادرة العربية فيما بعد. وقد قوبل هذا الإقتراحُ برفضِ عددٍ كبير من الدول الأعضاء خلال اجتماعاتِ وزراءِ الخارجيةِ الذين يقومون باعدادِ جدولِ اعمالِ القمة التي ستبدأ على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء بعد غدٍ الجمعة.
وبدأت القصة في الاجتماعات التحضيرية للقمة عندما اقترح الوفد اللبناني بناء لطلب رئيس الحكومة الفاقدة للشرعية فؤاد السنيورة ان تتضمن توصيات البيان الختامي للقمة صيغة حل للازمة اللبنانية تقوم على انتخاب العماد سليمان اولاً على ان يجري فيما بعد البحث في تفاصيل المبادرة العربية، إقتراح قوبل برفض عدد كبير من الدول الأعضاء. لكن هذا الامر لم يمنع الوفد اللبناني برئاسة السنيورة من التأكيد على انه سيعمل على اعادة طرح اقتراحه مرة ثانية في الجلسة التي عقدت بعد الظهر.
وصرّح وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: "النقطة الخلافية هي ان الحكومة اللبنانية تريد تغيير المبادرة العربية وكان هنالك تمسك من قبلنا ومن قبل بعض الوفود الي حاولت العودة بالمناقشات المتعلقة بهذا الجانب الى نص المبادرة العربية. هذا حقيقةً فاجأ الكثير من الناس حيث توافق اثنان وعشرون بلدا عربيا على هذه المبادرة ونرى الان محاولة لنسف هذه المبادرة وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان الجهات التي وافقت على المبادرة العربية لم تكت صادقة في موافقتها وهي تعمل على نسفها وتأخيرها وعدم تنفيذها بمختلف الوسائل المتاحة.
واصاف: "من حيث المبدأ نحن نؤكد على ان التزامنا كعرب بهذه المبادرة يجب ان لا يتغير خاصة وان رئيسي اجتماعي وزراء الخارجية العرب، الجزائر ومن ثم جيبوتي الذين اقرت هذه المبادرة اثناء ترؤسهما لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري حاولا بذل جهد للحفاظ على هيبة العرب وصورتهم في هذا المؤتمر ولكن يبدو ان هنالك فئات لا تريد لا للبنان ولا لهيبة العرب ولا صورتهم الا مزيدا من التشويه ومزيدا من الخلافات ومزيدا من الانقسامات على الساحة اللبنانية وهذا هو الخطر الذي يجب ان نتصدى له".
من جهته صرّح وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي: "ما دام موقف العرب من لبنان موقفا واضحا جدا من خلال اجتماعات الجامعة العربية، ومبادرة القاهرة معروفة ونعمل على اساسها، اذاً لا خلافات".
بدوره صرّح وزير خارجية عمان يوسف بن علوي: "انتخاب الرئيس مطلوب، وتشكيل الحكومة مطلوب، واجراء الانتخابات مطلوب ، كلها امور لمصلحة شعب لبنان وبالتالي فالطريقة التي يتوافق عليها اللبنانيون سوف تجد التأييد من الدول الاسلامية".