الحص في كتاب الى الرئيس لحود: العماد سليمان في طليعة المؤهلين للرئاسة والحل لا يكون باقامة حكومتين متنافستين
وطنية - 31/8/2007
وجه الرئيس الدكتور سليم الحص, كتابا مفتوحا الى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود جاء فيه: " لفتنا كلامك امام جمع من زوارك امس، اذ قلت ما يفيد انك على استعداد لاطلاق حكومة برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان, فتتسلم سلطات رئاسة الجمهورية في حال انقضت فترة الاستحقاق الرئاسي من دون انتخاب رئيس جديد للبلاد. نحن نرى انك ايها الرئيس مخطيء في هذا الرأي الى ابعد الحدود، وانت بذلك انما ترتكب خطيئة مميتة في حق وطنك. وقد سعدنا باشتراطك موافقة جميع الاطراف على الاقتراح حسبما ورد في جريدة " السفير".
قائد الجيش العماد ميشال سليمان في طليعة المؤهلين لرئاسة الجمهورية وليس لرئاسة حكومة انتقالية ستكون منطلقا لتفجير الاوضاع في البلاد لا قدر الله، ان طرح فكرة انشاء حكومة انتقالية بنهاية العهد يعني بالضرورة ايجاد حكومتين متصادمتين: حكومة السنيورة البتراء وفي مواجهتها الحكومة الانتقالية المقترحة، كلتا الحكومتين لن تعترف بالاخرى وسيكون تسابق بينهما على تسلم المرافق الحيوية، الامر الذي سيؤدي حتما الى تفجير شامل في الاوضاع.
الحل لا يكون باقامة حكومتين متنافستين، وانما يكون باقامة حكومة واحدة حكومة وحدة وطنية جامعة، وقد طرحنا عليك ايها الرئيس صيغة عملية لحكومة وحدة وطنية تنقذ البلد من محنتها، فاذا بك تستمع ولكنك للاسف لا تصغي.
ألا تعلم ايها الرئيس ان اقامة حكومتين متناحرتين سيكون محرقة للبلاد ومحرقة لقائد الجيش العماد سليمان الذي يستقطب اليوم احترام الجميع بفعل ادائة المتميز، ومحرقة لامل الناس في غد افضل حتى اشعار اخر؟ الا تحسب ايها الرئيس حساب اثارة الحساسيات المذهبية والطائفية في بلد تستعر فيه العصبيات الفئوية في حال تنصيب قائد الجيش في موقع ليس لفئنة حسب الاعراف والمسلمات؟ الا تعلم ايها الرئيس ان تنصيب قائد الجيش في موقع رئيس الوزراء سوف يكون سببا لتعزيز مكانة الرئيس السنيورة على الصعيد المذهبي في موقعه المتخلخل حاليا؟ الا تعلم ايها الرئيس ان الحكومة البتراء تعيش على الاثارة الطائفية والمذهبية اذا كانت ايها الرئيس تعلم ومع ذلك تصر على مشروعك المغلوم فالخطب عظيم, واذا كنت لا تعلم فالخطب اعظم.
في غمرة الحديث الرائج عن التهميش الطائفي يجب ان تدرك ايها الرئيس ان التهميش لا يحارب بالتهميش, وانما بالعمل المنهجي على تجاوز الحالة الطائفية في اطار برامج اصلاحي وطني. ايها الرئيس نحن نخالفك الرأي في شدة ونعتبر تفكيرك متسرعا وعقيما لا بل ومدمرا للحياة الوطنية. ولذلك ندعوك الى التبصر والتشبث بمشروع حكومة الوحدة الوطنية الجامعة ففيها وليس في اي صيغة مغايرة نجاة لبنان. اذا كان وراء توجهك المستجد مسعى لاستمالة طائفية فاننا نجلك عن اعتبارات كهذه ونربأ بك الانزلاق الى بؤرة عرفت بالنأي عنها حتى اليوم. اما كفى هذا الشعب معاناة ومكابدة وشرذمة".