فنيش: الترحيب بالبوارج انحياز للعدو ولمن سبّب عدوان تموز وفريق الاكثرية أمام خيارين: القبول بالشراكة او الاحتكام للشعب
9/3/2008
أكد الوزير المستقيل محمد فنيش أن الادارة الاميركية وجدت في بعض الدول ضالتها المنشودة واستغلت بعض الحسابات والخلافات والنزاعات لتنفذ من خلالها لوضع ما تعتبره مدخلاً للهيمنة على القرار السياسي في لبنان.
وتساءل: هل يكون لبنان حراً ومستقلاً بالمعنى الحقيقي في قراره السياسي ويكون أبناؤه هم من يقرر مصير هذا الوطن ومستقبله، أم يكون جزءاً من هذا المشروع الامريكي الذي يعترف البعض ويفخر أنه جزء منه في لبنان؟.
وأضاف خلال لقاء سياسي نظمه حزب الله في بلدة الطيبة: البعض وصل به الامر الى حد اعتبر مجيء المدمرات الاميركية والبوارج ليس امراً مخجلاً أو معيباً، بل طلب أن نرحب بمجيء هذه البوارج، وهذا يعبر عن اكثر من مجرد اختلاف في الرأي السياسي، ويعبر عن انحياز للعدو وعن انحياز واضح لمن كان سبباً في عدوان تموز الذي لم يكن فقط قراراً اسرائيلياً بل قراراً اميركياً. بل وان امتداد هذا العدوان واطالة امده كانت وفقاً للترتيبات السياسية الاميركية. البعض صرح انه ليس عنده علم، انا اريد ان اصدق انه ليس لديه علم، لأن امريكا في سياساتها في المنطقة لا تعتبر هؤلاء شركاء لتخبرهم بما تنوي فعله. فقط هم عليهم أن ينفذوا ما تمليه عليهم.
وخاطب "كل الفرقاء الآخرين وكل شركائنا في الوطن": اذا اردتم اعادة تشكيل السلطة، انتم وحدكم لستم قادرين، فليس لديكم النصاب القانوني ولا الدستوري ولا التمثيل الشعبي الذي يخولكم ان تشكلوا وحدكم السلطة. اذاً انتم امام خيارين: إما ان تقبلوا مع كل التنازلات التي قدمتها المعارضة بحل يرسي قواعد الشراكة، او لنفكر معاً في كيفية الخروج من هذه الأزمة بالإحتكام الى الارادة الشعبية، وهذا منطق الديموقراطية في كل دول العالم. فلا البوارج ستغير المعادلة الداخلية ولا التصريحات الاميركية والتأييد الأميركي الذي يأتي صباحاً ومساء سيغير المعادلة الداخلية. وقال: اذا استمرت الأزمة، هل ستعطلون الانتخابات القادمة أيضاً، أم أنكم ستقبلون بأن يكون هناك حكومة متفق عليها للبدء بالاتفاق على قانون للانتخاب.
وعن رهان البعض على حرب قادمة، قال فنيش: لن تكون هناك حرب قادرة على تغيير المعادلة في لبنان. ولن تكون نتائج الحرب لمصلحة المراهنين على الوصاية الاميركية والنفوذ الاسرائيلي. فالاسرائيلي لا يزال اليوم يعاني من تداعيات هزيمة حرب تموز، ولكن نحن نحتمل الأسوأ، وعلينا ان نتعامل مع الاحتمال الاسوأ. فالمقاومة منذ ان توقفت الأعمال العدوانية في 14 آب 2006 شرعت بالاستعداد لما يمكن ان يحصل في المستقبل والاسرائيلي يعترف ان المقاومة هي الآن أقوى مما كانت عليه في حرب تموز، وبالتالي فالاسرائيلي يعلم مدى ضعفه وإخفاقاته وحالته النفسية والمعنوية ويعلم انه ليس في مقدوره ان يغامر مرة اخرى في عدوان لا يضمن معه الانتصار. وكلما أبرزنا مدى جهوزيتنا امام الاسرائيلي كلما أبعدنا احتمال العدوان على لبنان.
وختم قائلا: لنستكمل مناعة هذا الوطن، يعني أن بعض من سمعنا منهم بالامس موقفاً ندرجه في موقع الإيجابيات والذي يعتبر أنه إذا ما تعرض لبنان لعدوان اسرائيلي سيقف مع المقاومة، هذا موقف نقدره حتى لو كان صادراً عمن نختلف معه في الرأي السياسي، فلو كان هذا الموقف هو الذي جرى التعامل من خلاله أثناء عدوان تموز لم نكن قد وصلنا الى الازمة السياسية الراهنة، هذا الموقف السياسي المطلوب أن يترجم بالإسراع بوضع حد للأزمة القائمة، لأن الوصول الى الحل والاتفاق الداخلي وإعادة ترميم الوطنية إعادة تشكيل السلطات سيجعل أيضاً مع جهوزية المقاومة وعلاقتها بالجيش ووحدة الموقف على مستوى المجتمع اللبناني بأسره، سيجعل من الصعوبة بمكان على الاسرائيلي أن يفكر بالاقدام على مغامرة جديدة في هذا البلد.