في بداية اللقاء، توالى على الكلام الشيخ حسن ثم المفتي قباني ثم الشيخ قبلان، عقد بعدها لقاء مغلق. ثم تلا عضو لجنة الحوار الاسلامي القاضي عباس الحلبي بيانا باسم المجتمعين جاء فيه: "بمبادرة من اصحاب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن وبحضورهم، عقد علماء من المذاهب الثلاثة اجتماعا اليوم في بيت طائفة الموحدين الدروز خصص للتداول في التصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين وخصوصا في قطاع غزة والانتصار لاهلنا في الاراضي الفلسطينية المحتلة ودعم حقوقهم الوطنية المشروعة في اقامة دولتهم الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على قاعدة المبادرة العربية التي تم اطلاقها في قمة بيروت.
وقد صدر عن المجتمعين ما يلي:
في ضوء الجرائم الجماعية والمتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلية في قطاع غزة، وفي ضوء استمرار جريمة تهويد القدس الشريف ومواصلة انتهاك صروحها المقدسة وتهجير اهلها والتضييق عليهم ، وفي ضوء استمرار اسرائيل في بناء وتوسيع المجمعات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية اجتمع العلماء المسلمون اللبنانيون السنة والشيعة والموحدون الدروز وقرروا ما يأتي:
اولا: التنديد بالجرائم الاسرائيلية المتمادية ومطالبة منظمة الامم المتحدة اعتبار هذه الجرائم جرائم حرب والتعامل مع اسرائيل على هذا الاساس احتراما لما نص عليه ميثاق الامم المتحدة والمواثيق الدولية الاخرى وخصوصا معاهدة روما حول الجرائم ضد الانسانية.
ثانيا: استنكار التغطية الاميركية لما ترتكبه اسرائيل من جرائم ومحاولات تبريرها وتعطيل ادانتها في مجلس الامن الدولي.
ثالثا: مناشدة المنظمات والهيئات الانسانية العالمية المعنية بحقوق الانسان بما فيها المنظمات العربية والاسلامية المبادرة الى رفع الصوت عاليا ضد الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في غزة من قتل وتدمير وحصار وتجويع، وذلك التزاما منها لما تنص عليه مواثيقها، ومطالبة منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية المبادرة الى الاتصال بهذه المنظمات والهيئات لاطلاع الرأي العام العالمي على ما يعاني منه اهلنا واخواننا في فلسطين المحتلة من ظلم ومن انتهاك لحقوقهم الوطنية والانسانية.
رابعا: المطالبة برفع الحصار اللانساني على غزة، والمبادرة الى جمع المساعدات من كل نوع لدعم صمود اهلها الصامدين في وجه الاطماع الاسرائيلية العدوانية، وحثهم على نبذ الخلاف وتوحيد صفوفهم ومساعدتهم على اعادة بناء ما دمره العدو من بيوت ومستشفيات ومدارس وما احرقه من مزارع وما خربه من بنية تحتية.
ان العلماء المسلمين اللبنانيين الذين عانوا مع سائر المواطنين اللبنانيين على مدى عقود من الزمن من غطرسة وصلف الاحتلال الاسرائيلي ومن حشية الجرائم التي ارتكبها في لبنان، يطالبون المجتمع العالمي بمحاسبة اسرائيل وبمعاقبتها لتماديها في ارتكاب هذه الجرائم في غزة المستفردة اليوم بالعدوان كما استفرد لبنان بالامس، ويحذرون من ان عدم محاسبة المجرم يشجعه على الاستهتار بالقيم والمواثيق الانسانية وعلى ارتكاب المزيد من الجرائم.
وقد شكل العلماء المسلمون لجنة منهم مهمتها الاتصال بالمؤسسات الدولية في لبنان لمتابعة تنفيذ هذه القرارات".