الغاء مؤتمر "هيومن رايتس ووتش" رسالة الى فريق السلطة.. واشنطن تدفع للتوتير والانقسام والمعارضة تشد بالاتجاه المعاكس
30/8/2007
المؤتمر الصحفي لمنظمة "هيومن رايس ووتش" لاطلاق تقرير من بيروت يندد بالمقاومة ودفاعها عن المدنيين وردعها للعدوان شكل فضيحة تضاف الى سلسلة فضائح فريق السلطة الذي سهل كل ما يتعلق بعقد هذا المؤتمر لمنظمة مشبوهة ومنحازة، بشكل استفزازي للشعب اللبناني وعوائل شهدائه ولجرحاه واسراه والمتضررين ، بل ان مكان المؤتمر لم يكن مقررا في بيروت وتم نقله اليها بتشجيع من اشخاص مرتهنين. الا ان الغاء المؤتمر عقب موجة المواقف والعزم على تحركات مضادة وتحريك دعاوى لم يحجب حجم هذه الفضيحة التي كانت ستحصل.
ورغم ان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللادستورية حاول تدارك ما يمكن تداركه من هذه الخطيئة الوطنية بإصداره بيانا ينتقد فيه المنظمة وتقريرها بعدما رأى حجم ردود الفعل ، فإن فريق السلطة بمختلف اطرافه لم ينطق بكلمة واحدة عن الموضوع، فكان شخصيات هذا الفريق كأن على رؤوسهم الطير، وهذه عادتهم في كل ما يتعلق بالعدوان على لبنان .
وفيما الغت المنظمة مؤتمرها الصحفي بعد ردود الفعل الواسعة عليه من قبل الاحزاب والمنظمات الطلابية والمواطنين والغى فندق "كراون بلازا" استضافة المؤتمر فإن لقاء تضامنيا مع المقاومة واهالي الشهداء والجرحى والاسرى يقام اليوم في الحادية عشرة قبل الظهر في نقابة الصحافة. وقد شكل الغاء المؤتمر نتيجة طبيعية لردود الفعل التي اعطت مثالا على كيفية التعاطي مع أي تصرف مماثل من قبل منظمات مشبوهة مماثلة او من قبل من يسهلون لها ذلك.
في هذا الوقت تتجه الانظار الى الخطاب الذي سيلقيه الرئيس نبيه بري غدا في بعلبك في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر وما سيحمله من مضامين متعلقة بمبادرة توفيقية يعتزم اطلاقها في خطابه ويترجمها تحركا سياسيا يُرجى منه الوصول الى حل للازمة القائمة. وقد استمر بري في العمل على مسعاه رغم الخطاب التوتيري لاطراف السلطة والذي تجدد امس مع النائب وليد جنبلاط، ورغم اطلاق النار على مبادرته قبل معرفة مضمونها، من قبل شخصيات في فريق السلطة ومنهم منتمون الى تيار المستقبل كالوزير اللاشرعي احمد فتفت.
وفيما اطلق جنبلاط من على منبر قناة الجزيرة موقفا يعبر عن ما وصل اليه الامر بفريق السلطة من الاجتهادات الخاصة في الدستور، معتبرا ان نصاب الثلثين هو بدعة، فإن هذا الفريق لم يعد يُستبعد منه أي شيء في ضوء التجارب السابقة معه في خرق الدستور والارتهان للخارج والاستقواء به، ووجود الحكومة اللاشرعية بحد ذاته. ومن الامور غير المستبعدة التي المح اليها جنبلاط إمكان عقد جلسة لانتخاب رئيس من فريقهم خارج المجلس النيابي. وهذان الامران اي الانتخاب خارج نصاب الثلثين والاجتماع خارج المجلس يشكلان ضربا للمؤسسات اولا وللدستور ثانيا ويدلان على نية تعميق الشرخ والانقسام الوطني بإيعاز اميركي يسهل هذه الخطوات التقسيمية كون واشنطن لم تقرر بعد تسهيل الحلول . كما ان خطوات اخرى توتيرية تحدث عنها وزير جنبلاط اللاشرعي مروان حمادة بالاعلان عن درس القيام بتحركات شعبية واسعة مما قد يزيد حجم التوتير السياسي والامني.
وامس كان بارزا الزيارة التي قام بها قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي وليم فالن الى بيروت وهي زيارة على مستوى رفيع لمسؤول اميركي مما يؤشر الى اهتمام اميركي متزايد بخفايا الوضع الامني والعسكري في لبنان ويحمل نذير شؤم، وفيما حملت الزيارة عنوان بحث دعم الجيش وتزامنت مع تسليم الجيش اللبناني 130 آلية عسكرية من نوع «هامفي» كمساعدة اميركية، فإن الزيارة خاصة في ضوء ما تردد عن تناولها الوضع في الجنوب لا تخرج عن اطار المحاولة الاميركية المستمرة للضغط على الجيش وتناول امور الجنوب اللبناني والمقاومة والتحريض عليها .