الوكالة الوطنية للإعلام - 1/3/2008
رأى الرئيس الدكتور سليم الحص في بيان اليوم أن "خطورة القرار الأميركي بتوجيه مدمرة إلى قبالة الشاطىء اللبناني إنما هي في إعلان القرار، فالسفن الحربية الأميركية وغير الأميركية تزرع البحر المتوسط خارج المياه الإقليمية اللبنانية في كل الأوقات من دون أن يكون في الأمر خبر، أما إعلان القرار رسميا من جانب الإدارة الأميركية فيعني شيئا واحدا هو أن المقصود من التحرك رسالة تهديد إلى لبنان".
وقال: "نجزم بأن الدولة العظمى لن تتجرأ على الاعتداء على بلدنا الصغير، لأنها إن فعلت فذلك سيشكل فضيحة لها عربيا وعالميا وهذا لن يكون في مصلحتها. نحن مطمئنون إلى أن التهديد الأجوف لن يترجم عدوانا عسكريا، وحتى العدوان العسكري لا يخيفنا، فقد جربتنا الدولة العظمى في الثمانينات من القرن الماضي، وكانت النتيجة مسارعة قوات المارينز التابعة لها إلى الانسحاب بعد تعرضها لتفجير في محيط مطار بيروت الدولي، وجربتنا إسرائيل، حليفة الدولة العظمى، غير مرة فكانت النتيجة هزائم نكراء".
أضاف: "مع عدم تخوفنا من التحرك العبثي، فإننا نتألم لمجرد أن تنبري الدولة العظمى إلى تهديد بلد صغير مثل بلدنا لغير ما سبب نفهمه. لا نفهم كيف أن الدولة العظمى تهدد بلدنا المعتدى عليه يوميا ولا تقوم حتى بتوجيه إنذار أو عتب، ولا نقول تهديد إلى إسرائيل على اعتداءاتها اليومية الغاشمة على بلدنا وعلى الفلسطينيين في جرائم صارخة في حق الإنسانية تستهدف فيها أطفال غزة، والعالم صامت يتفرج. ونحن من الذين يعتقدون أن مسرحية المدمرة ما هي إلا ملهاة لصرف أنظار العالم عما يجري في فلسطين وما يدبر لها، وقد يكون ما يدبر لقطاع غزة ولعرب 1948 مريعا".
وختم الرئيس الحص: "أما السؤال الكبير فهو أين الرأي العام في العالم العربي المتحضر؟ والسؤال الأكبر هو أين الموقف العربي الرسمي والشارع العربي إزاء ما يتهدد لبنان وفلسطين؟ ألم تعد فلسطين القضية المركزية للعرب وسط الانقسامات التي تمزق العلاقات بين الأنظمة العربية، وهي انقسامات أقل ما يقال فيها أنها سخيفة ومفتعلة لا بل مدمرة؟"