الشيخ قبلان:تجاوزالبارجة الاميركية مياهنا الإقليمية اعتداء علينا ونحن نحذر اميركا ان لا تلعب بالنار
الوكالة الوطنية للاعلام 29/02/2008
حذر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة آية الله الشيخ عبد الامير قبلان اميركا من اللعب بالنار لانها ستحرق ليس اصابعها فقط بل كيانها.
كلام الشيخ قبلان جاء في خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: نعيش ذكرى مباركة في رحاب أربعين الإمام الحسين(ع)، هذا الإنسان الكبير والرائد نعيشه بإخلاص ومحبة وولاء، سبعة ملايين انضموا إلى قافلة الحسين، هذه المسيرة المباركة من يوم ألطف إلى آخر أيام هذه الدنيا نتذكرها بأسى وحزن، إلا أنها شكلت المجد والحق والريادة، لذلك علينا ان ندرس أبعاد مسيرة الإمام الحسين، فكلما تجدد الزمن تبرز ملحمة الحسين ندية كأنها بنت ساعتها، وهنا نسأل لماذا اعفي عن الظلمة حتى أصبحوا في خبر كان فحين يذكرون يذكرون بالمذمة حتى ان قبورهم لا يعرف لا اثر في حين ان المظلومين الذين ضحوا في سبيل المبادئ والقيم انتصبوا اعمدة في التاريخ منطلقة نحو السماء يتردد ذكرها بالحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، فعندما نتطلع الى مشاهد كربلاء نرى التقدير والاحترام لصاحب المقام والشهداء معه لان التاريخ حفظهم حتى أضحى الإمام الحسين قطب رحى الفلك، لذلك علينا ان نتذكر الحسين القدوة والنموذج والرجل الصالح لنقتدي به ونتعلم منه ونسير سيره ونحذو حذوه ونبتعد عن السخافات والأوهام لنتعمق في التاريخ، فنرى ان التركيز على اهل البيت ليس اعتباطا ولا ارتجالا وإنما تركيز على شريعة جدهم النبي محمد لأنه أرسل ليكون بشيرا ونذيرا وليتمم مكارم الأخلاق وليكون ورحمة للعالمين وأهل بيته امتداد له ساروا سيره وحفظوا الأمانة وابتعدوا عن كل شر.
ورأى ان المشاهد الكربلائية المليونية تجعلنا اكثر صلابة ومتانة وتعلقا واهتماما بأهل البيت لأنهم قوم امنوا بالله وساروا على هدي ونهج الرسول محمد، لذلك علينا ان نمتن العلاقة مع بيت النبوة ونرفض رفضا مطلقا التخلي عن نهج وسيرة اهل البيت الذين جسدوا النبوة بصدق وحق فهم قدموا للدين ما لم يقدمه أي نبي او ولي، وبمعرفتهم نزداد حبا لهم ولا نخجل بالانتماء الى مدرستهم لانهم هم الطريق الى طاعة الله ورسوله، وهو طريق لا شوك فيه ولا اعوجاج ومن خلالهم نجدد العهد مع الإسلام، فهم الضمانة والطريق الى الحق والخير والمعرفة، ولا يجوز ان نتجاهلهم ونبتعد عن الحق حيث لا ينفعنا الا التمسك بالحق المتمثل بالإسلام ومحمد وأهل بيته لكي نفوز بالدنيا والآخرة.
وقال: ان لبنان يعيش اليوم العصبيات، ولقد علمت بوجود مشكلة تتفاقم في المدارس الخاصة والرسمية، ويجب معالجتها ونزع فتيل العصبية من المدارس، لذلك نطالب مدراء المدارس ان ينزعوا الحساسيات الموجودة فيها لانها تخرج التلميذ عن الاستقامة والأخلاق، فيجب ان يتعلم التربية والأخلاق والابتعاد عن السب والشتم والعصبية، وعلى المدراء والأساتذة ان لا يغفلوا عما يجري داخل المدرسة فتكون المراقبة شديدة، ونحذر من العواقب السيئة لاننا نريد جيلا جيدا مستقيما وطنيا، وان تعم المحبة والإخلاص بين الطلاب، فلا يجوز ان يحمل الطلاب السكاكين في جيوبهم لان ذلك ينافي للأدب وللأخلاق، لذلك نطالب الجميع بالتخلص من هذا المطب الذي يوقعنا جميعا في المساوئ والمهالك، وليبتعد الجميع عن السب والشتم، ولا يجوز التعرض بالسب والشتم الى النبي واهل بيته وللصحابة والتابعين، فهذه لغة العاجز الخارج عن التربية والأخلاق والدين، فنحن نعيش عالما متطورا، فعلينا ان نتأدب بآداب النبي ونكون قدوة فالسب والشتم والبغضاء والعدواة أعمال محرمة ومذمومة، نحن أهل وطن واحد، المسلم والمسيحي أخوة، وعلينا نتقارب مع الجميع، وعلينا ان نحترم بعضنا، ونبتعد عن كل شتم وعيب، ونطالب الجميع دولة وألاحزاب ومدراء واساتذة المدارس ان يهتموا بالاخلاق والتربية والمواطنة قبل العلم.
البارجة الاميركية
وعلق الشيخ قبلان على وصول بارجة اميركية مقابل الشاطىء اللبناني فقال: اذا تجاوزت حد المياه الإقليمية فإنها تكون اعتدت على الحدود اللبنانية، ونذكر أميركا بما جرى للمارينز وللبارجة التي كانت تحمل العلم الإسرائيلي التي دمرت قبالة شاطىء لبنان، نحن لا نملك بارجات وطائرات الا أننا نملك الإيمان والعزيمة، وعندنا الوحدة الوطنية والشعب اللبناني شعب متيقظ يرفض الاعتداء على لبنان وأرضه، فالموت والحياة عند هذا الشعب بات كحد سواء.
وتساءل: عما اذا كانت هذه البارجة تحمل تهديدا لسوريا او للمقاومة؟ وعلى كل الاحتمالات فنحن نحذر اميركا وننصحها ان لا تلعب بالنار، ومن يلعب بالنار لا يحرق أصابعه فقط بل يحرق كيانه، نحن لسنا مغرورين، وعلينا ان نتماسك ونكون يدا واحدة لنحفظ وطننا، أما ما نسمعه من خطابات مسيئة من قبل البعض فإنها تدل على خفة عقل وسخافات، فالعاقل يزن الكلام قبل ان ينطق به، ولسانه خلف قلبه وعقله، اما الجاهل فلسانه قبل عقله، ونحن لا نتورط ونرفض الانجرار لأي خلاف داخلي، لذلك نتمنى على الجميع ان يفهموا ويدركوا وان يعدلوا بالقول والعمل ويكونوا مع الله ليكون الله معهم.