التصريحات الشباطية تهدد مجدداً والمعارضة مستعدة للأسوأ وتواصل طرق باب الحل.. ترقب داخلي وخارجي لمبادرة بري.
28/8/2007
بموازاة استعدادها على قدم وساق لكافة احتمالات المواجهة السياسية والدستورية التي قد تدفع الموالاة البلاد اليها برفض الحلول وحكومة الوحدة وانتخاب الرئيس توافقيا ووفق النصاب الدستوري فإن المعارضة تحاول متابعة المساعي والاتصالات وإبقاء باب الامل مفتوحا على إمكانية الوصول الى تسوية للازمة القائمة تجنب البلاد الاسوأ.
ورغم ان اخر التحركات أي تحرك الموفد الفرنسي كوسران في لبنان بدت نتائجه غير مشجعة ورغم استمرار اقطاب فريق السلطة في تصريحاتهم المتحدية فإن المعارضة وفي اطار اتصالاتها للوقوف على امكانية تلمس الحلول، تنتظر إشارة ما قد تحدد افق المرحلة القادمة بحسب ما اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال ان هناك انتظارا لموقف جهة معينة لن نسميها الآن، من شأنه ان يحسم الاتجاه نحو الاستقرار او التقسيم.
وبمقابل نداءات البطريرك الماروني نصر الله صفير بضرورة ان يكون الرئيس توافقيا وبنصاب الثلثين وهو ما جدد قوله امام زواره امس ، استمر اقطاب وشخصيات فريق السلطة بالتهويل بانتخاب رئيس خارج التوافق والنصاب الدستوري كما المح قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعلن انه يجب الوصول الى رئيس و "شو ما كان يكون" في تهديد مبطن باللجوء الى طرق غير مشروعة في انتخاب الرئيس بحجة ان المعارضة تعطل الانتخابات الرئاسية ، رغم ان المعارضة تمارس حقها الديمقراطي في تأمين النصاب من عدمه وهي تسعى الى التوافق لمصلحة الوطن وموقفها لا يبرر بأي شكل من الاشكال اللجوء الى انتخاب رئيس بخطوة احادية غير دستورية، الا اذا كان هناك من يدفع البلاد الى المزيد من التقسيم والى المجهول ، وهو ما يبدو انه يحصل.
وقد كان موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتابع بلاده مسعى توفيقيا ، كان بارزا ولفت الانتباه في موضوع الاستحقاق الرئاسي وهو يوضع برسم فريق السلطة وتوجهاته ، حيث اكد ضرورة انتخاب رئيس يرى جميع اللبنانيين أنه يمثّلهم، ويستطيع أن يعمل مع الجميع في الداخل والخارج.
في هذا الوقت يقترب موعد اطلاق رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الجمعة المقبل في احتفال ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر لمعالم مبادرته وهو ما سيكون محور ترقب ومتابعة من الاوساط الداخلية والخارجية وستكون مبادرته حجة على فريق السلطة الذي قضى على مبادرات سابقة للرئيس بري في المهد ورغم ذلك يصر الرئيس بري على محاولة التوفيق بين الموالاة والمعارضة بطروحات يأمل ان تكون مقبولة من الطرفين. وعلم أن اتصالات بري ومشاوراته جارية بعيداً من الأضواء، وهو يحظى بغطاء إقليمي ودولي. وتحدثت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع عن أن باريس تنتظر مبادرة الرئيس نبيه بري . وأشارت إلى أن الجانب الفرنسي أبدى ارتياحه إلى أفكار بري وأن الموفد كوسران عبّر عن امتعاضه من الهجوم الذي شنّه البعض على بري لأن الأفكار والصيغ التي يطرحها كحل للأزمة كانت متقدمة جداً وراعت مصالح جميع الأطراف.