النائب فضل الله: عندما تفكر المعارضة في ما يتعلق بالملف الداخلي, تفكر بعقلية الحفاظ على الناس كبلد وكوطن
الاثنين 27/08/2007
القى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله كلمة تطرق فيها الى الازمة التي تعيشها البلاد والمبادرات المطروحة والتداعيات الحاصلة وذلك خلال احتفال في بلدة جبشيت لمناسبة الذكرى السنوية لشهداء الوعد الصادق في البلدة
وقال عندما تفكر المقاومة, وعندما يفكر حزب الله باي خطوة سياسية داخلية فهو يفكر في انعكاس هذه الخطوة على الجمهور, او على الناس, ولو ارادت هذه المقاومة وهذا الحزب ان يفكرا بمنطق حزبي والمصلحة, او في اطار حزبي معين لاخذا خيارات داخلية وربما انهيا هذه المشكلة الداخلية منذ اليوم الاول. ولذهبا بحسم الامور بالطريقة التي تفاجىء هؤلاء الذين يتسلطون في الداخل، ونحن لا نخوض المعركة الداخلية بالادوات التي تخوض فيها المواجهة مع العدو الاسرائيلي, ولو اردنا ان نخوضها بنفس الادوات لانتهت المعركة منذ زمن، لكن مع العدو الاسرائيلي نواجه عدوا واحتلالا اما في الداخل فنحن نواجه خصما سياسيا لا نتعاطى معه كعدو ولا نخوض معه المواجهة بنفس الادوات او بنفس الطريقة.
اضاف النائب فضل الله: عندما تفكر المعارضة الوطنية اللبنانية في ما يتعلق بالملف الداخلي, تفكر بعقلية الحفاظ على الناس كبلد وكوطن,ووضعت مجموعة من الضوابط والمعايير ابرزها كيف نحافظ على السلم الاهلي والوحدة الوطنية والتعايش الداخلي حتى لو كان الفريق الاخر يضرب بعرض الحائط كل هذه المسلمات ومستعد ان يضرب السلم الاهلي, وقد ضرب صيغة العيش المشترك وهدد الاستقرار, ويكاد يبيع البلد الى الخارج، لكن نحن لا نستطيع ان نمارس السياسة بهذه الذهنية التي يقوم بها الفريق الاخر,لكن نحن في النهاية كأم الصبي التي تريد ان تحافظ على ابنها.
واوضح صحيح ان صلاحيات رئيس الجمهورية وفق اتفاق الطائف لم تعد كما كانت قبل الطائف, واليوم السلطة هي بيد مجلس الوزراء مجتمعا وبيد السلطة التنفيذية لكن هذا موقع اساسي في الدولة اللبنانية ويستطيع ان يمارس صلاحيات اساسية وفق مانص عليه الدستور.
اضاف: المعركة التي يريد فريق السلطة ان يخوضها هي معركة الاستحقاق الرئاسي, والخيارات المتاحة امام هذا الفريق اما تعطيل الاستحقاق الرئاسي وهذا يعني عدم الذهاب الى انتخابات رئاسية مستفيدا من الموقف الاميركي الذي وضع مجموعة من الشروط والضوابط لا تنطبق الا على بعض الشخصيات التي لا تنتمي الى لبنان, بقدر ما تنتمي الى السياسة الاميركية, وهذا الرئيس التي تريده هو اميركي مئة بالمئة, وليس للبنان فيه اي حصة او اي نصيب, وتعطيل الاستحقاق الرئاسي هو احد الخيارات امام هذا الفريق, والتعطيل هو بقرار اميركي وعندما ترفض لولايات المتحدة التوافق على هذا الرئيس فانما هذا التعطيل يهدف الى نقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى هذه الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية, اي ان يبقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة هو عمليا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ويتحكم بالبلاد مع الفريق الذي معه في هذه الحكومة وهذا خيار من الخيارات التي تضعه لنا الادارة الاميركية مع فريق في السلطة.
وتابع: اما الخيار الثاني فهو وان يذهبوا الى انتخابات بالنصف زائد واحد, يعني 65 نائبا, خلاف الدستور والعرف والقانون, وهذا سيدفع من دون شك المعارضة الى اتخاذ خيارات بمستوى وبحجم هذا القرار الخطير التخريبي الذي يمكن ان تلجأ اليه الادارة الاميركية مع فريق السلطة. ويبقى هناك خيار ثالث قائم على التوافق مع المعارضة, التوافق على رئيس للجمهورية بمواصفات وطنية لبنانية, لديه الحضور السياسي والشعبي والتمثيل, ولديه ايضا الامكانية على قيادة البلد, واذا لن نتفق على الخيار الثالث الذي تدعو اليه المعارضة نحن نقول لهم, حكومة الشراكة هي التي يمكن ان تملا الفراغ اذا ما حصل فراغ, وهي التي يمكن ان تستلم صلاحيات رئيس جمهورية اذا لم يكن هناك في البلد رئيس جمهورية, والمعارضة هي الاحرص اليوم على انجاز استحقاق الانتخابات, وهي التي تطالب باجراء الانتخابات وتصر على ن تكون في مواعيدها وفق الاليات الدستورية اي في حضور الثلثين في مجلس النواب.
ورأى ان الذي يعطل ذلك هو الادارة الاميركية من خلال تعطيل التوافق والتفاهم بين اللبنانيين,اما الحل فهو بان نعود الى منطق الشراكة, والتوافق والتفاهم لان اي خطوة انفرادية من قبل فريق السلطة, او الادارة الاميركية لن تتفرج عليها المعارضة, واذا كانت المعارضة تفكر في كيفية الحفاظ على الاستقرار والتعايش ومصالح الناس وامن الناس, وستكون معنية اكثر بان تاخذ اجراء يواجه اي خيار يمكن ان تلجأ اليه السلطة, لاننا في هذه اللحظة التي تلجأ به السلطة الى خيار تخريبي وتاخذ بالموقف الاميركي وتنفذ القرار الاميركي فمن مصلحة الناس ومن مصلحة اللبنانيين ان تقوم المعارضة بخطوات تواجه هذه الخطوة كي لا يذهب البلد الى المجهول والى الفوض والى ما شابه.
وتابع: نحن امام تحد سياسي كبير, اما ان نواجهه كلبنانيين بالقبول بمبادرات سياسية خصوصا تلك المبادرة التي يود رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وينوي القيام بها من اجل جمع الشمل وايجاد مخرج وحل, واما ان يذهب فريق من اللبنانيين الى خيار يعتقد ويتوهم انه يستطيع من خلاله ان يحظى بالدعم والتغطية الاميركية, ونحن قلنا اكثر من مرة لهؤلاء الجماعة اننا حاضرون لان نمد يدنا اليكم، وان نستنقذكم من هذا الوهم الذي تعيشون فيه بان الادارة الاميركية ممكن ان تحقق مصالحكم لان المشروع الاميركي سينهار في المنطقة ولا ينظرون سوى الى مصالحهم.