13/02/2008
يرى منسّق الأمم المتحدة السابق لعملية السلام، ألفارو دي سوتو، أن لا حلّ عسكرياً أو سياسياً للبنان في وقت قريب، «ولا بد للبنانيين من مواصلة تناول المسكنات على كلفتها، رغم أن هذه أيضاً لن تمنع ظهور أعراض التشنج العصبي والخروج عن الأطوار أحياناً. أما العلاج الفعلي فقد يبدأ بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية انطلاقاً من حاجة إسرائيلية ملحّة».
دي سوتو البيروفي استبعد كلياً أن يشن العدو الصهيوني حرباً جديدة على لبنان بعد هزيمته الفادحة في 2006. وقال بحزم إن «الوضع الإسرائيلي الداخلي مهشم من النواحي السياسية والعسكرية والاجتماعية. وهو أسوأ بكثير مما تكشف وسائل الإعلام عنه. فالهزيمة أصابت المجتمع الإسرائيلي في الصميم، وأفقدت إسرائيل قدرتها على دب الذعر في قلوب الآخرين. بل باتت تجفل من فكرة الحرب».
وفي مقابل الصورة الضعيفة على الساحة الصهيونية، يرى دي سوتو، المختص في شؤون المنطقة والذي خدم مبعوثاً أممياً في قبرص والصحراء الغربية والشرق الأوسط بعد السلفادور، أن «قوة حزب الله وثقة مقاتليه بأنفسهم وبقيادتهم باتت أعلى بكثير مما كانت عليه قبل الحرب». لذا يعتقد أن «ما من قوة إقليمية أو شعبية تستطيع الانتصار على حزب الله الذي يتصف بأعلى درجات الانضباط والحنكة العسكرية».
واستخفّ المسؤول الأممي السابق بالذين يحاولون شغل المقاومة اللبنانية في نزاعات داخلية قائلاً «لقد استطاع حزب الله أن يصنع ما عجزت دول كثيرة عن فعله. وتصعب مقارنته بأية قوة إقليمية لأن عناصر قوته الخفية مختلفة كلياً عن المعايير التقليدية، فكيف يفكر البعض في الداخل بالانتصار عليه؟».
دي سوتو يكره فن «التبصير السياسي»، على حد تعبيره. لكنه متفائل بمرحلة ما بعد عدوان تموز على لبنان. وقال إنه «يستطيع أن يقرأ تحولاً جوهرياً في المنطقة جعل البحث عن سلام عادل أقرب منالاً من ذي قبل». وهذه المعادلة تأتّت «من إدراك شريحة إسرائيلية تكبر يوما بعد يوم أن الحروب لا تجلب انتصاراً مؤكداً، وأن احتمال الهزيمة وارد. وأن (عدو إسرائيل) بات أكثر تطوراً في خبراته العسكرية من الجيش الإسرائيلي نفسه. وأن الهزيمة لم تحدث نتيجة أخطاء أو إخفاقات بقدر ما حدثت نتيجة قوة الخصم. وبالتالي لا بد للإسرائيلي من أن يتساءل كلما فكر في إعادة تأكيد هيبته: ما نفع الدخول في مغامرة أخرى ما دامت عواقبها غير مضمونة؟».
ورأى منسق عملية السلام السابق في الشرق الأوسط أن «الحل سيأتي في وقت لاحق بعد أن تصل الولايات المتحدة، مدعومة بحالة المعنويات المتردية في إسرائيل، إلى قناعة بضرورة الدخول في حوار إيجابي أميركي مع سوريا، وآخر مع إيران، من أجل بلوغ تسوية لوضع لا يصح معه العلاج العسكري».
وتوقع دي سوتو أن يجري الحوار في عهد الرئيس الجديد أو أواخر عهد جورج بوش. وقلل من كل أشكال التهديد بالتدويل بالقول «بعد حرب تموز، أي جيش أجنبي مستعدّ للقيام بمغامرة ومحاولة فرض إرادته على لبنان؟».
وكان السياسي المخضرم قد قدم استقالته من الأمم المتحدة العام الماضي منتقداً اللجنة الرباعية والأمم المتحدة «لخذلان الشعب الفلسطيني وخيانة الديموقراطية» بعد الانتخابات الفلسطينية «الحرة» في 2005. وكان قد شن هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة التي لا تستطيع الخروج على أي رغبة صهيونية مهما كانت ضئيلة.