الوكالة الوطنية للاعلام 07/02/2008
اعتبر النائب السابق ناصر قنديل ان المعارضة تقارب الملف الرئاسي على قاعدة الاقتناع بأن تغيير عقيدة الجيش ودوره في حفظ المقاومة والسلم الاهلي يشكلان خلفية اهداف الاميركيين وجماعاتهم في لبنان من وراء ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، وهذا سر اصرار المعارضة على السلة المتكاملة للتوافق.
واضاف قنديل، الذي كان يتحدث في الجامعة اللبنانية، بدعوة من حركة امل، لمناسبة ذكرى انتفاضة 6 شباط 1984 ان هم المشروع الاميركي منذ نصف قرن كان ولا يزال في كيفية وضع اليد على الجيش اللبناني، وان خسارة الاميركيين للجيش عام 1984 كانت كافية لاعلان هزيمة مشروعهم في لبنان رغم ان رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي كانوا معهم ولم يكن للمعارضة اي وجود في السلطة السياسية. وكذلك كان الامر عامي 1958 و1975، الرهان على موقع الجيش من قضيتي الصراع مع اسرائيل والاستعداد لاطلاق النار على المعارضة
وقال: إن الموقف الذي اتخذه العماد سليمان من احداث الاحد الدامي لم يكن مرحبا به من واشنطن وجماعاتها، لان المطلوب هو دفع الجيش الى المزيد من اطلاق النار والابتعاد عن المقاومة، وليس التحقيق وبالتالي معاقبة من وقف وراء توريط الجيش في هذا الاتجاه.
واعتبر قنديل ان التزام العماد سليمان بعقيدة الجيش استدعى الرهان على ان المجيء به رئيسا للجمهورية سوف يبعده عن المؤسسة، وان اغتيال اللواء فرنسوا الحاج سوف يسمح بوضع اليد على الجيش، والبدء بالتغيير الذي من دونه لن يكتب للمشروع الاميركي التقدم.
وتوقف قنديل امام المعاني التي رسختها انتفاضة 6 شباط لجهة ان صمام امان وحدة الجيش هو الالتزام بالشعب والوطن، وهذا معنى ان القوى التي قادت الانتفاضة لتصحيح مسار دور الجيش وعلى رأسها الرئيس نبيه بري وهي ذات القوى التي قاتلت اقرب حلفائها آنذاك دفاعا عن الجيش، وان الجميع يعلم بان حرب العلمين بين حركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي كانت حول الموقف من الجيش اللبناني.
وكشف عن ان ترشيح العماد ميشال عون لقيادة الجيش عام 1985 كان بمبادرة من الرئيس نبيه بري وكذلك ترشيحه للرئاسة عام 1987، وان القناعة لدى الرئيس حافظ الاسد كانت تتجه للحسم، لولا تدخل وليد جنبلاط وعبد الحليم خدام من جهة والاميركيين والبطريرك صفير من الجهة الاخرى لدفع الامور باتجاه آخر.
ووصف قنديل تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر ب 6 شباط الثانية التي استكملت ما عجزت عنه الاولى، وهو توفير المصالحة في البيئة الشعبية الحاضنة للجيش على الضفتين الاسلامية والمسيحية، معتبرا ان ما اكدته حرب تموز هو ان مثلث الجيش والمقاومة و6 شباط لا يهزم، ولذلك كانت المؤامرات على هذا المثلث لكسر التماسك بين اضلاعه.
ووصف وجود العماد اميل لحود في قيادة الجيش لوضع حجر الاساس للتحول الكبير في مسار الدور والعقيدة للجيش، بالسبب الحقيقي للقرار الاميركي بعزله وحصاره، ولم يستبعد ان يكون العماد سليمان اليوم امام تجربة مشابهة بسبب اصراره على ذات الدور والعقيدة.
وقال: ان الشجاعة التي عبرت عنها 6 شباط الاولى بقرار المواجهة بينما العالم كله في ضفة والانتفاضة وحدها في ضفة، هي ذات الشجاعة التي عبر عنها قادة المعارضة بالعض على الجراح بعد الاحد الدامي صونا لوحدة اضلاع المثلث الجيش والمقاومة و6 شباط.
وختم برسم معادلة قوامها: اذا كان الخيار بين صيغة حكم تضمن للمعارضة والمقاومة كل المغانم وتفقد الجيش دوره الوطني وتغير عقيدته وبين حماية الجيش دورا وعقيدة ولو بقي الفراغ مئة عام فستبقى الاولوية لصون عقيدة الجيش ودوره.