24-8-2007
فيما لم ينقشع الغبار عن اية نتائج لجولة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران على الأطراف في يومها الأول بانتظار استكمال جولته اليوم على شخصيات السلطة والمعارضة فإن وضعه لزيارته في إطار التمهيد لجولة جديدة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في الاول من ايلول يؤكد ان زيارته هي عبارة عن جولة استطلاعية قبل دخول كوشنير مجددا على الخط ليحمل جديدا لو ليستأنف مساعيه السابقة في الاطار نفسه. الا ان البارز تضارب في اقوال المصادر المتابعة او المطلعة حول افق المسعى الفرنسي المتجدد وإن كان يحظى بدعم اميركي يمكن ان يسهل الوصول الى حلول او انه مجرد مسعى لا افق له ولا ينتج عنه سوى تضييع المزيد من الوقت .
ففيما صار واضحا ان بعض المتطرفين في فريق السلطة يكثر من المواقف التصعيدية ويصرح برفض حكومة الوحدة الوطنية والعزم على انتخاب رئيس من صفوف الفريق الشباطي وهو ما يؤشر الى الموقف الاميركي المعرقل حتى الساعة فإن المهمة الفرنسية -والحال هذه- ستكون في مهب الريح . وقال مصدر شارك في المحادثات التي اجراها كوسران بحسب صحيفة "النهار" مع عدد من المسؤولين والسياسيين ان "طلائع" مهمة كوسران توحي بجديد يفترض بلورته في جولته. وأضاف المصدر ان كوسران تجنّب الخوض في اي مسلك قد يقود الى طرح اسماء للمرشحين الرئاسيين، وأصر على ادراج مهمته في اطار الدفع نحو حوار بين اللبنانيين يؤمّن العبور الى الاستحقاق الرئاسي والتوافق على اجرائه في موعده وفق الأصول الدستورية، وحرص على الاعلان ان بلاده "تتمنى ان تجري الانتخابات الرئاسية وفقاً للدستور".
وبينما اثار هجوم النائب وليد جنبلاط على الرئيس نبيه بري عاصفة من التصريحات المضادة المتبادلة لكل من نواب جنبلاط وبري مع استخدام نواب جنبلاط لغة مسيئة وخطابا شوارعيا فسرت المصادر القريبة من بري حملة جنبلاط بانه يطلق النار في اتجاهين: الاول باتجاه رئيس المجلس النيابي الذي يحاول ان يكون وسطيا في مرحلة حرجة، كي يتمكن من الجمع بين الفرقاء، على الرغم من موقفه المبدئي. والثاني ان جنبلاط يطلق النار على بعض حلفائه في 14 شباط خوفا من انتقالهم الى المقلب الآخر، في وقت تشكل عين التينة المركز الجاذب لهؤلاء. وتقول المصادر: ربما يشعر جنبلاط ان التسوية اقتربت، وهو يرفع الصوت بحثا عن مكان له في هذه التسوية اكبر من اللازم.
الا ان مواقف جنبلاط وقبله سمير جعجع حول انتخاب الرئيس كيفما كان ورفض التسويات، اذا ما تم ربطها بما نقل عن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش لا تصبح مستغربة. حيث وبحسب معلومات لصحيفة "الاخبار" نقلا عن تقرير ديبلوماسي وصل الى بيروت حول محادثات ولش في العاصمة الفرنسية ان الاخير ابدى رفض أي تسوية حالية وهو ما يؤشر الى تمسك واشنطن بورقة لبنان في المعركة الاقليمية ، واكثر من ذلك فقط اكد ولش ان واشنطن تدعم وصول رئيس من الفريق اللبناني الذي يؤيدها وانه اذا لم يحصل توافق، فإننا لن نعارض رئيساً ينتخب بغالبية النصف زائداً واحداً، لأنه في هذه الحالة يمثل غالبية نيابية تمثل غالبية الشعب اللبناني، كما اعلن رفض واشنطن تعديل الدستور.
بمقابل هذه العرقلة الاميركية والايعاز برفض الحلول فإن للمعارضة خطوات ستعلنها بالتنسيق مع الرئيس اميل لحود الذي كان له موقف امس اعلن فيه اطارا لمخرج ممكن من الازمة بالقول ان «الحل هو بتوافق جميع اللبنانيين، وبانتخاب رئيس وفق نصاب الثلثين، يكون مقبولاً من الجميع، أما إذا لم يتم التوصل إلى ذلك، فيجب أن تكون هناك سلطة جاهزة لتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية»، موضحاً أن «هذا المخرج لا يعني وجود حكومتين، بل حكومة مقبولة من الجهتين». وضع ما يشبه الاطار. كما أكد رئيس الجمهورية أن «انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائداً واحداً، سيؤدي إلى مشكلة كبرى في لبنان»، معتبراً أن «الإقدام على هذا «الحل» كما يسميه البعض، يشير إلى إفلاس الجهة التي ستقدم عليه، وإلى سعيها إلى إثارة ما يسمونه «الفوضى الخلاقة» وبالتالي خراب لبنان».