طالب عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب إبراهيم كنعان، في حديث الى مجلة الانتقاد الاسبوعية، بالتحقيق الجدي والفوري والشفاف في أحداث مار مخايل، لأن الحادث ليس حادثا إرهابيا مدبرا، بل حادث حصل أمام أعين الناس جميعا، وتاليا عملية تحديد المسؤوليات يجب أن تحصل ولا مبرر لعدم تحديدها، لكونها تؤدي إلى غرضين: الأول تأمين حقوق هؤلاء المواطنين، وثانيا الحفاظ على استقرار لبنان ومنع الفتنة الداخلية.
ورأى ان ما حصل هو محاولة لاستدراج المعارضة بأي طريقة كانت وان السلطة عملت على القفز فوق هذه المطالب من خلال إحداث مشكل آخر، معتبرا أن هناك اليوم مشكلة سياسية وأزمة نظام، وهي لا تحل بالهروب إلى الأمام ولا بالتلطي وراء الشعارات او المؤسسات، بل تحل بالاعتراف بوجود خلل دستوري في عملية الحفاظ على حد أدنى من المشاركة الحقيقية في السلطة.
ودعا الى إنتظار التحقيق لنعرف أين حصل الخطأ؟ وهل كان هناك من قرار؟ هل هناك طرف ثالث؟ لأن الموضوع حساس جدا ويتعلق بالمؤسسة العسكرية، وبالتالي علينا ان نتريث، وعندئذ نبني على الشيء مقتضاه، معتبرا أن هناك محاولة استغلال من السلطة ومن الموالاة لهذا الأمر
ونفى ان تكون احداث يوم الاحد الماضي بروفة أو مقدمة لشيء. وقال: سبق أن كانت هناك احتجاجات ولم تخرج عن واقعها لمطلبي، وما عدا مما بدا حتى تحولت هذه الاحتجاجات إلى مجزرة؟ معربا عن خشيته من انه كلما سدت الأبواب أمام فرض أمر سياسي معين على اللبنانيين يحصل هذا النوع من الأحداث، لأن المطلوب هو تباعد اللبنانيين وضرب كل جسر تفاهم بينهم
واشار الى ان ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ساهمت في منع انتشار الاحداث، إضافة الى وعي المواطنين والأحزاب بضرورة ضبط الوضع، لأن الهدف هو تيئيس الناس وضرب الاستقرار، اليوم المطلوب التمسك بهذا الاستقرار وورقة التفاهم وعدم الانجرار إلى الفتنة، لأننا بذلك نحافظ على لبنان.
وأوضح: أنا كنائب في تكتل التغيير والإصلاح، وكفريق في المعارضة، لو لم يكن لدينا كل هذا الإدراك والوعي لما كانت مواقفنا كما هي الحال اليوم. اليوم نحن مدركين لخطورة المرحلة، لا كما يدعي البعض ويطل من على شاشات التلفزة، يطلق النار على ورقة التفاهم بين اللبنانيين ويعتبرها غطاء وخلافه.
واكد النائب كنعان أن هناك محاولة واضحة لضرب التفاهم محليا ودوليا، وهذا الضرب قائم منذ سنتين، بيد أن هذا التفاهم استطاع أن يعطي مفاعيل ونتائج على الأرض في الوقت الذي نشهد فيه استراتيجية قائمة على ضرب التفاهم ككل في البلد، من يحاول أن ينسف هذا التفاهم يخدم بطريقة مباشرة وغير مباشرة مشروع الفتنة
واشار الى ان خطوة ستلجأ اليها المعارضة ستأخذ في عين الاعتبار مصلحة البلد والمؤسسات فيه، لان من يتهم بالانقلاب هو من سعى إليه، أسأل: من اليوم يسير البلد بنصف حكومة؟ ويقول لك اذهب وانتخب رئيسا.
ولفت الى ان المبادرة العربية تتحدث عن ثلاثة بنود، والسلطة الحالية لا ترى من المبادرة سوى البند الاول المعني برئاسة الجمهورية، وما يحصل هو قفز فوق كل ذلك، وإيجاد مشكلة كما هو حاصل اليوم، والمستفيد من هذا الوضع هي السلطة المدعومة أميركيا ومن بعض المحاور الإقليمية التي ترى ان التسوية السياسية بالنسبة اليها لم تنضج بعد.
ودعا الى إنتظار عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليى بيروت لمعرفة ما قرره مؤتمر وزراء الخارجية العرب الثاني، محذرا من ان كل محاولة لتجاوز الواقع الداخلي والديموقراطية التوافقية التي نص عليها الدستور ستبوء بالفشل.