عقد مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الحزب علي قانصو، وأصدر البيان الآتي:
"1- يجدد الحزب إدانته للمجزرة التي ارتكبت بحق المواطنين المحتجين والتي أودت بحياة سبعة شبان، ويرى أن ما حصل يظهر فجوة خطرة تستدرج أسئلة مشروعة عن الأسباب التي أدت إلى المجزرة. ولا يجوز التعامل مع هذه المجزرة بمنحى تبسيطي. فإذا كانت التسوية أمرا مشروعا لحلحلة الأزمة السياسية، فالتسوية لا تسري على دماء المواطنين الأبرياء، وهي مرفوضة قانونيا وأخلاقيا وانسانيا.
إن المواطنين الذين يحتجون، إنما يحتجون ضد العتمة، ورفضا لتجريمهم بسرقة الكهرباء لاشتباه (رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة بهم أنهم فقراء، ولأنهم ضجروا من ضائقتهم المعيشية، ويئسوا من مطالبتهم السلطة باحترام أدنى الحقوق الإنسانية.
لذلك، مطلوب تسمية الأمور بأسمائها، والتشهير بالجهات التي أعطت الأوامر لفرق قناصتها لقتل المواطنين. والكشف عما إذا كان عناصر الجيش اللبناني هم أيضا متورطين باطلاق الرصاص، ومن أعطى الأوامر لهذه العناصر، مع تأكيد رفض أي محاولة دبلجة بعناوين سياسية تسهم في تجهيل المجرمين. وإن مؤسسة الجيش وقيادتها، بوصفها الضامنة لوحدة لبنان واللبنانيين، مطالبة بالإسراع في وضع نتائج التحقيقات أمام الرأي العام اللبناني، توصلا الى الحقيقة التي ينتظرها اللبنانيون.
إن خطورة ما حصل لا تقتصر فقط على بشاعة الجريمة المرتكبة، بل على الاستهدافات الخطرة من ورائها، إن لجهة التذكير بالمربع الذي منه انطلقت الحرب
الأهلية، أو لجهة التصويب على التفاهم الذي انطلق من كنيسة ما مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أو لناحية كونها "بروفة" ميليشياوية لفريق 14 شباط، استعدادا لترجمة سيل التهديدات التي أطلقها هذا الفريق ضد أي تحرك ديموقراطي تقوم به المعارضة الوطنية. أما المؤكد بالاستهدافات، فهو وضع الآسافين بين المقاومة والجيش عشية تقرير "فينو غراد" الذي اعترف بهزيمة إسرائيل، وجر لبنان إلى آتون فتنة داخلية، كرد اعتبار لإسرائيل على هزيمتها.
وإذ يشدد الحزب على قوة وصلابة العلاقة بين مؤسسة الجيش والمقاومة، فعلى خلفية العقيدة والخيارات الوطنية للمؤسسة العسكرية، وهذه العقيدة والخيارات كفيلتان بإسقاط كل الرهانات للايقاع بين الجيش والمقاومة.
2- يؤكد الحزب أن أحداث الأحد الأليمة، كشفت عن مدى خطورة المرحلة وحقيقة ما يحّضر للبنان من مشاريع فتنوية تستهدف أمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي. لكن في المقابل، أظهرت تماسك قوى المعارضة وقدرة هذه القوى على الإمساك بناصية الأمور، ووقف إندفاعة الفريق الآخر باتجاه الفوضى.. وساهمت حكمة قيادات المعارضة، بفضح أكذوبة صراع المناطق والطوائف، مؤكدة أن ما بين المناطق والطوائف أخوة ووحدة حياة، وأن جوهر الأزمة اللبنانية، هو صراع بين خيار وحدة لبنان واللبنانيين، وخيار تقسيم لبنان وتفتيته وجعله لقمة سائغة في فم التنين الأميركي ـ الصهيوني.
3- يلفت الحزب إنتباه المعنيين، إلى خطورة محاولات تزييف الحقائق، من قبل عصابات القتل المعنوي التي تتألف من سياسيين في فريق السلطة ووسائل اعلام تابعة لهذا الفريق، حيث هنالك مطبخ يفبرك الأكاذيب والأضاليل، إلى حد وصف تحرك احتجاجي لشبان مدنيين عزّل بأعمال الشغب والفوضى، في حين يشرعن هذا المطبخ، حالة ظهور المسلحين بين جموع الناس وفي وضح النهار، وهم يطلقون الرصاص بغزارة، كما حصل في جنازة الشهيد النقيب وسام عيد في طرابلس، على مرأى القوى الأمنية. وربما هذا ما شجع فرق القناصة على ارتكاب جرائمهم في وضح النهار.
4- توقف الحزب أمام مضمون تقرير لجنة "فينوغراد" الإسرائيلية حول حرب تموز، ورأى في إقرار اللجنة بهزيمة إسرائيل وجيشها "القوي" أمام رجال المقاومة في لبنان، تأكيدا من العدو نفسه، لنجاعة خيار المقاومة، وتسفيها لمنطق المشككين بجدوى هذه المقاومة وبانتصارها في حرب تموز.
إن عدم كشف تقرير "فينوغراد" هوية الجهات المحرضة والداعمة للحرب الإسرائيلية، على خلفية عدم تعريض الأمن القومي الصهيوني للخطر، دليل إضافي، يثبت صحة تورط قوى عربية ومحلية في هذه الحرب، بغية تصفية المقاومة، لتسهيل فرض السلم الاسرائيلي على المنطقة تحت مسمى "الشرق الأوسط الجديد".